المتظاهرون للدفاع عن فلسطين في سويسرا (2-2): الموقف الشعبي الأوروبي جيد ويبقى دور الحكومات المؤثر والحاسم…!
برن – (سويسرا والعرب):
أكد المتظاهرون المتضامنون مع فلسطين ضرورة وقف الحرب على السكان المدنيين وإيجاد حل يضمن العيش بسلام وإقامة دولة فلسطينية معترف بها.
(سويسرا والعرب) تتابع نشر الجزء الثاني من اللقاءات مع المشاركين في مظاهرات العاصمة السويسرية برن …؟!

مات من عائلتي 17 شهيداً
وأمام ساحة البرلمان السويسري التقت (سويسرا والعرب) مع نورا فرج الله وعمرها 17 عاماً، التي قالت: أنا فلسطينية ولدت هنا في سويسرا، واليوم تجمعنا كعرب وسويسريين ومن كل الجنسيات أيضاً، لنقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ولوقف انتهاكات الجيش الإسرائيلي ولنعبر عن شعورنا وحزننا على الضحايا المدنيين.
وقالت نورا: نتيجة القصف على غزة مات من عائلتنا 17 شهيداً وكلهم مدنيين بينهم أطفال ونساء، ولهذا جئنا إلى هنا لنقف ضد هذه الحرب ونعطي رسالة السلام من سويسرا ونوصل صوتنا إلى كل العالم الحر.
وأضافت: ألقيت في هذه التظاهرة كلمة باللغة الألمانية تحدثت فيها عن الوضع الإنساني الصعب لسكان غزة وأبسط حقوقهم مفقودة من الكهرباء والغذاء، وتحدثت عن دور سويسرا المهم كدولة غير منحازة لتوقف الحرب وتساعد الشعب الفلسطيني.
وعن رأيها بالمظاهرة، تقول نورا: سررنا بتنظيم مظاهرة برن وبأعداد المشاركة فيها، وهي أكثر مما توقعنا، والمظاهرة كانت سلمية ولم يحدث أية حوادث أمنية، وهذا ما يساعدنا بإرسال صورة واضحة لما يحدث حالياً في قطاع غزة.

قضية إنسانية قبل كل شيء
ويرى عبد الرحمن عوض ،وهو فلسطيني الأصل، في حديثه لـ (سويسرا والعرب) أن فلسطين هي قضية لكل شخص يحترم الإنسانية، ويضيف: قبل أي شيء نحن بشر قبل أن نتبع أي دين هذا أولاً، وثانياً وهو الأهم من حق كل إنسان أن يكون له أرض وبلد يعيش فيه ويعود له بعد انتهاء الحروب، ومن حقه كذلك أن يعيش مع اسرته وأطفاله بأمن وسلام لا أن يتدمر منزله ويهجر من أرضه.
وتساءل عبد الرحمن: لماذا لا يكون لدينا هذا الحق في دولة تحمينا ومعترف بها مثل بقية الدول ولماذا نبقى مهجرين ومشتتين وهذه قضية عادلة…؟!
وقال: أنا من بئر سبع ولكن أهلنا نزحوا إلى غزة وبعد ذلك نزحنا مرة ثانية خارج قطاع غزة، وأنا والدتي هنا وأخي حالياً في النصيرات في غزة، وللأسف هذا حال كل الفلسطينيين.
وعن رأيه في الإعلام الغربي يقول: حدث تضليل كبير للرأي العام بنقل أخبار كاذبة عن قتل أطفال في إسرائيل وبعدها عرفوا الحقائق، والآن على مرأى ومسمع العالم يتم قتل الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين، ولكن للأسف لم يتحركوا وأقل شيء طرد السفراء الإسرائيليين ومقاطعة المنتجات، ليكون التضامن فعالاً لوقف نزيف الدم في غزة والضفة، لأن الضغط الدبلوماسي والاقتصادي مهم جداً.

حق فلسطين في التحرر
ومن جانبه كاسبار أورتلي سويسري يقول: أنا من المنظمة الماركسية (فرع سويسرا) والتي تدافع عن حق فلسطين في التحرر، والعيش في حرية وفي دولة مستقلة، وترفض تهجير الشعب الأصلي والذي من حقه أن يعود إلى وطنه.
وأضاف كاسبار لـ (سويسرا والعرب): نحن هنا في دولة محايدة ويجب علينا العمل من أجل القضية الفلسطينية، ونرفض الدعوات لمنع المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني في الأسابيع الثلاثة الأخيرة في الكانتونات السويسرية الناطقة باللغة الألمانية، لأنها رضخت لمطالب إسرائيل التي جيشها يمارس الإرهاب ضد السكان المدنيين ويطبق الحصار حالياً على غزة، ونحن نعمل معاً ضد الرأسمالية، وهذا أكبر شيء نقدمه للشعوب المناضلة من أجل الحرية.

إيقاف قصف المدنيين العزل
أما محمد سَنَّان وهو لبناني الأصل فقال لـ (سويسرا والعرب): نشارك اليوم في المظاهرة وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه أن ننزل إلى ساحة البرلمان السويسري، لنعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وليتوقف ما يحدث له من مآسي بحق الأطفال وإدخال المعونات من الأكل والشرب والدواء والوقود لتعود المشافي للعمل، وهذا أهم شيء مستعجل لمساعدة المدنيين العزل هناك، وإيقاف قصف المدنيين من أطفال ونساء ومسنين وغيرهم وأن تقف الحرب فوراً.
وعن رأيه في الإعلام الغربي يقول: في البداية لاسيما الأيام الأربعة الأولى كان الإعلام يتحدث عن قتل حماس للأطفال والمدنيين وقطع رؤوسهم بانحياز أعمى دون التحقيق من صحة المعلومات الكاذبة، وقد تراجع انحياز الاعلام لكن بصورة بطيئة.
وخلص محمد للقول: يمكننا كجاليات عربية مقيمة في سويسرا أن نؤثر على الرأي العام، وبذات الوقت ليشعر الناس في غزة ان الجميع يقف معهم ولن نتركهم وحدهم وأعانهم الله في محنتهم.

ليست معركة بين طرفين بل جريمة بحق المدنيين
بدوره الشاب معاذ إسعيد قال: جئت إلى هنا مع عائلتي والأصدقاء وواجبنا أن نقف على الأقل لنقدم الدعم ولو بسيط بوقفة تضامن لأهلنا في غزة وفلسطين، ونرفع صوتنا للعالم بأن ما يحدث ليس معركة بين طرفين إنما هي مجزرة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ولاسيما الأطفال، ونطلب من العالم كله أن يقف مع هذا الحق الإنساني.
وتابع معاذ يقول: المطلوب وقف الحرب وإدخال المساعدات حيث اليوم (أثناء المظاهرة) قطعت الاتصالات والأنترنت، وغزة تقصف بكل ساعة وكل دقيقة وبشكل مستمر ولا نعرف ماذا يحدث، حيث المئات تحت الأنقاض والمفقودين في ظل التعتيم الإعلامي من خلال استهداف الصحفيين والأطباء والمشافي، وهذا أمر مرفوض يتناقض بشكل صارخ مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وعن رأيه في الموقف الشعبي السويسري والأوروبي يقول: جيد وخصوصاً بعدما شاهدنا الموقف في الأمم المتحدة، ولكن يبقى الدور الأهم والحاسم للحكومات لتأخذ مواقف غير منحازة وأكثر موضوعية.
المتظاهرون للدفاع عن فلسطين في سويسرا (1-2): نطالب بوقف الحرب فوراً على المدنيين في غزة