أول عطلة نهاية أسبوع طبيعية في أوروبا
(سويسرا والعرب)
بعد أكثر من خمسة أشهر على ظهور فيروس كورونا المستجدّ في الصين، بدأت دول العالم تتكيّف مع فكرة العيش بشكل مستدام مع هذه الآفة التي قد لا تختفي أبداً وفق قول منظمة الصحة العالمية ، والتي أودت بحياة أكثر من 302 ألف شخص وتواصل انتشارها ولا سيما في الولايات المتحدة وروسيا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عبر مراسليها كيف بدأ سكان أغلب الدول الأوربية استعادة حياتهم الطبيعية وقضاء أول عطلة نهاية أسبوع من دون اجراءات عزل، فيما تتكثف الجهود لمحاولة إنعاش الاقتصادات التي دخلت في ركود غير مسبوق.
سلوفينيا: انتهى كورونا
وتعتبر سلوفينيا أول دولة تعلن رسمياً انتهاء وباء كوفيد-19 على أراضيها وأعادت فتح حدودها رغم أن بعض الاجراءات الوقائية لا تزال سارية، وتم فتح حدود البلاد بالفعل أمام كل مواطني الاتحاد الأوروبي فيما سيخضع الآخرون لحجر صحي.
ونقلت يورونيوز أن رئيس الوزراء يانيز يانشا قال الخميس الماضي “اليوم بات لدى سلوفينيا أفضل وضع سريري في أوروبا، ما يتيح لنا إنهاء الحالة الوبائية”.
وسجلت البلاد التي تعد مليوني نسمة والواقعة على الحدود مع إيطاليا وكرواتيا والنمسا 103 وفيات و1500 إصابة بفيروس كورونا المستجد مع عدد قليل من الإصابات الجديدة في الأيام الماضية، ولا تزال بعض القيود سارية مثل حظر التجمعات العامة ووضع الكمامات واحترام قواعد التباعد الاجتماعي.
وفي وقت سابق خلال الأسبوع، أعلنت الحكومة رفع غالبية القيود اعتبارا من الأسبوع الحالي لتعيد فتح المراكز التجارية والفنادق بقدرة إشغال تصل الى 30 سريرا.
بطولة كرة القدم بلا جمهور
وأكدت ألمانيا، محرّك الاقتصاد الأوروبي، الجمعة تراجع نشاطها بنسبة 2,2% في الربع الأول من العام، مع توقع تراجع بنسبة 6,3% على مدى العام الحالي، فيما ألغت الرقابة على حدودها مع الدول المجاورة وتستعدّ لإعادة إطلاق بطولة كرة القدم في نهاية الأسبوع، لكن من دون جمهور مع اجراءات صحية صارمة.
وأعلن الفاتيكان إعادة فتح كاتدرائية القديس بطرس للزوار اعتبارا من الإثنين، بعد تعقيمها بشكل كامل وتطبيق القواعد الصحية نفسها المطبقة في إيطاليا،في حين بدأت إسبانيا تُطبق تدابير رقابية على الأجانب الوافدين تتضمن قياس حرارة الجسم وفرض حجر طوعي لمدة 14 يوماً.
وتجاوزت النمسا، الرائدة في تخفيف اجراءات العزل، مرحلة رمزية مهمة الجمعة عبر إعادة فتح كل المطاعم ومقاهي العاصمة فيينا.
أما في إيرلندا، فسيبدأ تخفيف اجراءات العزل الاثنين مع فتح بعض المتاجر والشواطئ واحتمال التلاقي في الخارج في مجموعات لا تتعدى أربعة أشخاص، ويفترض أن يمتدّ تخفيف العزل على خمس مراحل، تستمرّ كل واحدة منها ثلاثة أسابيع، ويُتوقع أن تبدأ المرحلة الأخيرة في العاشر من آب/أغسطس مع احتمال العودة إلى المرحلة السابقة إذا لم تتمّ السيطرة على الفيروس، وستفرض البلاد أيضاً اعتباراً من الاثنين، حجراً صحياً لمدة 14 يوماً على الوافدين من الخارج.
إيطاليا وفرنسا
وفي إيطاليا حيث أُعيد فتح بعض الشواطئ أيضاً بعد أسابيع من العزل، يظهر غياب الحركة السياحية بشكل جلي خصوصاً في مدينة البندقية حيث خلت ساحة القديس مارك حتى من الحمام مع غياب الزوار الذين كانوا يطعمونهم.
أما فرنسا إحدى الدول الأكثر تضرراً حيث حدثت فيها 27 ألف وفاة، وبعد فرض العزل على مواطنيها في 11 أيار/مايو، تستعد لتمضية أول عطلة نهاية أسبوع في الخارج، إذ سُمح بارتياد الكثير من الشواطئ فيما دعا رئيس الوزراء إدوار فيليب السكان إلى البدء بالتفكير في عطلهم الصيفية.
لكن الاجراءات لا تزال كثيرة: فقد تمّ تقييد التحركات بمسافة لا تتعدى المئة كيلومتر ما يمنع خصوصاً سكان باريس من الوصول إلى الساحل.
ومن جانب آخر أعلنت فرنسا الجمعة أول وفاة لطفل يبلغ تسع سنوات عانى من أعراض شبيهة بأعراض مرض كاواساكي، يرجح أن تكون مرتبطة بكوفيد-19، وعلى التوازي أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تدرس احتمال وجود رابط بين كوفيد-19 ومرض كاواساكي لدى الأطفال.
الدواء خلال سنة
وفي بارقة أمل، أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية الخميس أن لقاحا ضد كوفيد-19 قد يكون جاهزا خلال سنة “في أفضل السيناريوهات”.
وهناك حالياً أكثر من مئة مشروع في العالم وأكثر من عشر تجارب سريرية للقاح، بينها خمسة في الصين، لمحاولة إيجاد علاج للمرض.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ اللقاح المحتمل لوباء كوفيد-19 يجب ألا يخضع “لقوانين السوق”.
بدورها، أكدت المفوضية الأوروبية أن اللقاح “يجب أن يكون للفائدة العامة والحصول عليه يجب أن يكون عادلا وشاملا”.