أعمال 3 فنانين من سلوفاكيا في سويسرا: حرموا في طفولتهم من الألعاب.. فصاروا من أشهر مصنعيها في العالم…!
برن – (سويسرا والعرب): قاسم البريدي:
أتاحت أسواق أعياد الميلاد في سويسرا الفرصة لعشرات الحرفيين المبدعين في العالم للمشاركة في هذه التظاهرة المميزة، وتوقفت (سويسرا والعرب) في جناح للمنحوتات الخشبية السلوفاكية، وفيه اكتشفنا قصة ابداع نموذجية من خلال هذا اللقاء..
ورشة الأخوة الثلاثة
الشابة سليفيا بوكاروسكا المشرفة على جناح هدايا بابا نويل الخشبية قالت لـ (سويسرا والعرب): أنا أعيش هنا في سويسرا منذ أربع سنوات، وهذه المرة الأولى التي نشارك فيها في عرض منتجات فن نحت الخشب لثلاثة أخوة من سلوفاكيا في سوق أعياد الميلاد في العاصمة السويسرية برن.
وأوضحت أن الأخوة الثلاثة من عائلة باندور وهم فينسانت ولوبومير وبيتر، وأسسوا معاً ورشة لأعمالهم الفنية الخشبية الجميلة والمميزة في تصاميمها، وذلك في مدينة بوفاجسكا بيستريتسا الواقعة شمال غرب سلوفاكيا، وكلها منحوتة ومحفورة يدوياً من الأخشاب السلوفاكية الشهيرة، وقسم كبير منها مخصص لديكورات وهدايا أعياد الميلاد.
قطع فنية لا تتكرر
وقالت سيلفيا: ما يميز أعمال الإخوة باندور في النحت والحفر على الخشب، هو أن كل قطعة مصنوعة يدوياً وفريدة من نوعها بحيث لا تتكرر، وهي تشمل أشكالاً لا حصر لها، ومنها ما يخص أعياد الميلاد وأشجارها وديكوراتها وبيت لحم وبابا نويل، وهناك مجموعات كثيرة عن الطيور والحيوانات وكذلك اكسسوارات حلي للمرأة وللمنازل ولشخصيات معروفة مثل شارلي شابلن وغيرها الكثير..
وأضافت: في عام 2008تم منح الأخوة الثلاثة درجة الماجستير من مركز الإنتاج الفني الشعبي السلوفاكي (ÚLUV) وحصلوا على جوائز محلية وعالمية.
وعن نوعية الخشب المستخدم تقول سيلفيا: في هذه الأعمال تستخدم أخشاب أشجار الفاكهة من مصادر محلية في سلوفاكيا، مثل أشجار التفاح والخوخ والكرز والأجاص (الكمثرى) وكذلك أشجار الجوز والدردار الجميلة، وتتم معالجة هذه الأخشاب بزيت بذر الكتان الطبيعي لتعزيز سحب الخشب وحماية المنتجات.
منحوتة اقتناها الأمير تشارلز
وعن تخصصات الأخوة الثلاثة تقول: كل أخ له مجال مميز به، والأخ الأصغر فينسانت الذي حول هوايته إلى مهنة، وتخصص في المنحوتات الخشبية التي تعكس الثقافة الشعبية التقليدية وكذلك الحياة المعاصرة، وأكبرها منحوتة موجودة في كنيسة فربوف في سلوفاكيا.
وأضافت سيلفيا: بعض أعمال فينسانت الإبداعية يملكها أشخاص مشهورين مثل الأمير البريطاني تشارلز، وبطل الدراجات بيتر ساجان، وحصلت إحدى منحوتاته على الميدالية الفضية في معرض بيت لحم الدولي في روما عام 2008.
أما بيتر وهو الوحيد بين هؤلاء الإخوة الذي درس صناعة الأخشاب، فقد قرر بالتعاون مع أخوته التخصص في عالم الفن الاحترافي عام 1989، وبالإضافة إلى الألعاب الخشبية، قرر أيضًا توسيع نطاق منتجاته لتشمل المجوهرات وديكور المنزل والهدايا.
والدي ترك الهندسة.. وتفرغ للفن..
وعن الأخ الثالث لوبومير تقول سيلفيا: إنه والدي الذي بدأ في عام 1987 وإلى جانب عمله كمهندس ميكانيكي، بالتعاون مع إخوته فينسانت وبيتر وكانوا كفنانين هواة يعملون معًا مجموعة من الحيوانات الخشبية وديكورات المنازل التي تصور مشاهد من الحياة القروية اليومية.
وأضافت: في عام 1989 قرر والدي أن يصبح فناناً متفرغاً، وبدأ بالتخصص بالفنون الخشبية لديكورات المنازل، وفي وقت لاحق ابتكر زخارف خشبية تقليدية بسيطة لعيد الميلاد، والتي أصبحت لها شعبية واسعة، وعندها قررت والدتي تاتيانا الانضمام إلى الورشة وبدأت في رسم الزخارف يدوياً، مما يجعلها أكثر تميزاً، وبالتالي أصبحت زينة عيد الميلاد الخاصة بهم الآن تزين الآلاف من أشجار الكريسماس في جميع أنحاء العالم.
الحاجة.. أم الاختراع…؟
بيتر ولوبومير وفينسانت هم ثلاثة بين أربعة إخوة من عائلة باندور، ولدوا في قرية صغيرة تسمى ديفينا في سلوفاكيا، ولد بيتر الأكبر في 22 يوليو/تموز 1956 وولد التوأمان، لوبومير وفينسنت، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1961.
ومنذ نشأتهم في منطقة ريفية فقيرة، لم يكن بإمكانهم اقتناء الألعاب كبقية الأطفال، وقد دفعهم ذلك ومنذ الطفولة المبكرة إلى اكتشاف جمال فن نحت وحفر الخشب في قريهم بمساعدة والدهم، وصاروا يقتنون ألعاباً خشبية يصنعوها بأنفسهم.
وقام الأولاد، مفتونون بالفنون، برسم نماذج خاص بهم ثم شرعوا في نحتها أو حفرها على الخشب، وفجأة صاروا يصنعون ألعاب الحيوانات والرافعات والدروع الخشبية للمنطقة الشمالية من قريتهم.
بعد مغادرة منزل والديهم، كان عليهم جميعاً البحث عن أعمال أو مهن غير مرتبطة بالحرف اليدوية لإعالة أسرتهم الشابة، لكن بعد مرور بعض الوقت، واحداً تلو الآخر وجدوا طريقهم جميعاً إلى الغابة الحبيبة، التي منحتهم الإبداع والشهرة حتى خارج حدود بلدهم …
أهم مشاركاتهم الدولية
إضافة لمشاركتهم في عشرات المعارض في وطنهم سلوفاكيا، فقد تم عرض الأعمال الفنية للأخوة الثلاثة في معارض وصالات عرض في معظم أنحاء العالم ومنها:
جنيف، سويسرا 1993 برلين، ألمانيا 1995 نوردلينجين ، ألمانيا 1998 أوساكا، اليابان 1998
بيتسبرغ ، الولايات المتحدة الأمريكية 2000-2004
أسكولي بيتشينو ، إيطاليا 2001 بروكسل، بلجيكا 2001 روما، إيطاليا 2008