26 منظمة للحماية من العنصرية في سويسرا
الحجاب نموذجاً: سيدة يلزمها رب العمل بخلعه.. وأخرى قاطعتها صديقتها بعد ارتدائه…!؟
برن –(سويسرا والعرب) خاص
رغم أن سويسرا تعتبر بلداً نموذجياً للتعايش بين مختلف الثقافات والجنسيات خصوصا وأن نحو ربع سكانه البالغ نحو ثمانية ملايين نسمة من الأجانب، إلا أن الأحزاب اليمينة قد تنامت مؤخرا ورافقها بعض مظاهر التمييز بأشكال مختلفة، لكن بالمقابل نشطت عدة جمعيات أهلية للدفاع عن الأجانب من المقيمين او اللاجئين لاسيما النساء والأطفال وتضاعفت جهودها حالياً لكبح كل مظاهر التطرف والعنصرية ضد المهاجرين القدامى والجدد.
وفي هذا الإطار بادرت عدة جمعيات أهلية لتنظيم ورشات عمل للنساء في مدينة بيل القريبة من العاصمة السويسرية برن والتي تتميز باستقطاب جميع الجنسيات كون سكانها، البالغ عددهم نحو ستين ألف، يتحدثون اللغتين الفرنسية والألمانية معاً.
وناقشت المشاركات في الورشات أساليب العمل لمناهضة العنصرية وحماية المرأة وتعرفن على أبرز المشكلات التي يعانين منها النساء المهاجرات سواء في العمل أو الدراسة أو في الشارع أو حتى داخل الأسرة.
قضايا كثيرة تم نقاشها وبصراحة تامة وتم تبادل الآراء حولها ونظرا لتشعب قضايا العنصرية والتطرف فقد تم التركيز على موضوع الحجاب كنموذج للتعامل مع بعض النساء المهاجرات بما فيهن النساء السويسريات المسلمات أيضا.
المساواة.. تبدأ من مراكز اللجوء
وأكدت السيدة فطمه كيارك ممثلة جمعية أرض المرأة (terre des femmes) أن نشاط الجمعية بدأ عام 2003 في العاصمة السويسرية برن من خلال امرأتين وطالبتين وتوسع عملها ليشمل عدة محاور أبرزها التعريف بحقوق المرأة وفق القوانين السويسرية المختلفة والعمل لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل مهما كانت جنسيتهم ولونهم ودينهم.
وقالت: أن الجمعية، تعمل على تعريف النساء بحقوقهن انطلاقا من مراكز اللجوء، حيث لهن كامل الحقوق مع الجميع خارج هذه المراكز، وذلك لأن الكثيرات منهن لا يعرفن تلك الحقوق، وحتى اللواتي بلا أوراق نبحث عنهن ونشجعهن للحديث عن المشكلات التي تتعرضن لها ونساعدهن على حلها والدفع بواقعهن نحو الأفضل.
وأضافت عندما تعرفنا على معاهدة استنبول 2009 لحماية المرأة والطفل والمسنين داخل العائلة سعينا للاستفادة منها ووافقت جميع الكانتونات السويسرية على تطبيقها عام 2017 وأصبح هناك مكاتب متابعة ويمكن لجميع النساء اللجوء اليها وتقديم شكاوى عندما يتعرضن لأحد أشكال العنف في الطريق أو العمل أو البيت حيث يمكن معالجتها مباشرة أو بالتعاون مع مختصين والأهم هو تعليم وتدريب المرأة ذاتها لتكون لديها خبرات سواء في مراكز اللجوء أو في الشؤون الاجتماعية التي تتبع إليها.
وأوضحت فطمه أن جمعية أرض المرأة توجه نداء عبر منشوراتها وبكل اللغات وبما فيها العربية إلى جميع النساء المقيمات في سويسرا اللواتي يتعرضن أو يتضررن من جميع أشكال العنف للاتصال بمكاتبها وألا يشعرن باليأس لأن هناك إمكانية لحمايتهن وجميع الناس لاسيما النساء والأطفال والشيوخ لهم الحق في الحياة بدون عنف.
هذا وتقدم الجمعية استشارات مجانية من قبل سيدات مختصات وذات خبرة وبلغة المرأة التي تتعرض للعنف أو بالاستعانة بمترجمة ويمكنها أيضا التعاون مع مكتب استشاري مناسب في مكان سكن المرأة وكذلك الحصول على الاستشارة بدون الكشف عن هوية المرأة إذا رغبت بذلك.
حصلت على الجنسية دون فائدة…!
وقدمت السيدة ح م وهي متزوجة ولها ثلاثة أولاد ومقيمة في سويسرا منذ عام 2007، مثالاً عن حادثة حصلت معها قائلة: عندما كنت أتكلم في الهاتف ضمن باص نقل عام تعرضت لي سيدة بالقول: لماذا تحكي بالصوت المرتفع وكل هذا الوقت، فأجبتها هذا ليس ممنوعاً وسألت السائق أيضاً، وعندما حدثتها بالفرنسية لم تجبني وقالت لي باللغة الألمانية هنا ليس بلدك ولم أرد عليها لأنها نزلت من الباص..
وشاطرتها الرأي السيدة م س أيضاً ولها أربعة أولاد ومقيمة من عام 2007 مؤكدة أنها وبعد حصولها على الجنسية السويسرية لم يتغير شيئاً في حياتها لأن العنصرية موجودة يومياً بأشكال مختلفة فقط لأنها تضع الحجاب.. وقالت: عندما نكون في المقعد لا أحد يجلس إلى جانبنا والأطفال بدورهم يتعرضون لمواقف كثيرة في المدارس وعندما يذهب أبنائي إلى المسبح بلباس شرعي يسمعوا كلمات استفزازية كالقول نحن لسنا في مهرجان..؟
بدورها تروي السيدة ن ع مقيمة منذ 22 عاماً، قصتها مع الحجاب الذي لبسته مؤخراً وتقول: كانت لدي صديقة، وهي أم لرفيق ابني في المدرسة، أزورها وتزورني باستمرار وفجأة عندما ارتديت الحجاب فاجأتني بالقول: خسارة لأنني لن أحكي معك بعد الآن.. فأجبتها بأن هذا شيء شخصي لا يؤثر على صداقتنا لكنها للأسف تركتني بغير رجعة…!!؟؟
ولاحظت السيدة س ل أم لثلاثة أولاد ومقيمة منذ ثلاث سنوات الفرق في معاملة الناس لها فعندما وصلت بالحجاب تعرضت لعدة مواقف واضطرت لأن تنزعه لاحقاً ومنذ ذلك الوقت لم تتعرض لأي نظرة سلبية وتغيرت معاملة جيرانها لها، في حين أن زميلتها التي تلبس الحجاب تضطر لأن تنزعه أثناء عملها وفق طلب رب العمل..
وتطرقت امرأة أخرى إلى موضوع الصلاة حيث النظرة الخاطئة له رغم أن يتعلق بعلاقة الإنسان بالخالق ويفترض ألا يقلق أحد منه.. لكن الغريب أن طفلاً في المدرسة قال لأبنها: لا أتصور أنك ستحصل على الجنسية.. فكيف يمكن لسويسري أن يصلي خمس مرات في اليوم…!!؟؟
وبعد أن شرحت ل ا إحدى الناشطات في مجال الاندماج وهي متزوجة ومقيمة منذ 9 سنة، مشكلتها في عدم الاعتراف بشهادتها الجامعية تحدثت عن معاناتها مع ناطور البناء الذي تسكن فيه ،فهو يرفض التنظيف أمام منزلها ولم يكتب اسم العائلة على جرس الباب ظناً منه أن زوجها لا يعمل وأن العائلة تعتمد على المساعدات الاجتماعية.
وبالمقابل عدة مشاركات عربيات في الورشة، أكدن أنهن لم يتعرضن إلى مواقف عنصرية ولا مشاكل لديهن سوى عائق اللغة وضرورة الحوار بين مختلف الثقافات لتحقيق الاندماج في المجتمع الجديد ووجدن أن التمييز والعنصرية موجود بأضعاف مضاعفة في بلادهم الأصلية قياساً عما هو الحال في هذا البلد الأوربي المميز والمنفتح على العالم.
إيجاد الحلول ليس سهلاً.. والتدريب يحمي الجميع..
واستهلت السيدة سيراينا غيزين من جمعية معاً ضد العنف والعنصرية (gemeinsam gegen Gewalt und Rassismus ) حديثها بالإشارة الى أن تأسيس هذه المنظمة جاء لحماية المهاجرين، اثر حادثة اعتداء بعض المتطرفين اليمنيين على سوق لهم لبيع الحاجات المستعملة في برن عام 2000 ، وذلك بالتعاون مع البلدية المسؤولة في تلك المنطقة، ثم توسع النشاط ليشمل معظم البلديات في المقاطعة وخارجها.
وقالت: العنصرية لها عدة وجوه ولا نجد دائماً الحل المناسب للمشكلة ولهذا السبب نحن نبحث من خلال ورشات العمل على أفضل الاقتراحات، ولهذا نحن نشجع كل من لديه مشكلة أن يخبرنا عنها كي نستطيع فهم الواقع ونعرف عدد الحالات التي تحدث وكيفية معالجتها.
وأوضحت سيراينا أنه ليس من السهل إيجاد عقوبة رادعة للمسببين للعنف ولكن يمكن التصدي له بالتعاون مع الجهات المعنية حيث يوجد الآن 26 منظمة تتعاون لمكافحة العنصرية في سويسرا ويتصلون باستمرار فيما بينهم ويوجد أخصائيين لكن لا توجد دراسات كافية حول هذه الظاهرة وأنا شخصياً أقوم ببحث علمي في الجانب الاجتماعي لحل مشكلة العنصرية.
وقالت: جئنا إلى هذه الورشات لنقول للنساء لستم وحدكن ونحن أيضا نعاني من التطرف ولهذا نفكر كيف يمكن الاستفادة من القوانين وإيجاد التشريعات للحد من العنصرية وحتى السويسريين لديهم مشكلات مع اليمين المتطرف وهناك انفتاح وتعاون مع جهات عديدة في البرلمان والدولة لاسيما على مستوى البلديات وهناك مساعدات إجتماعية للتعاون مع الجيران والاندماج في المجتمع.
وقالت سيراينا: نقول للمهاجرين لستم وحدكم فهناك نازيون ومتطرفون يحاولون الانتصار على قرارات غيرهم، علماً أنه توجد قوانين تمنع العنصرية سواء باللفظ أو بالكتابة وهناك غرامات مالية وتصل إلى السجن، ويمكن تقديم الشكاوى ضدهم وذلك استناداً إلى الدستور السويسري الذي يؤكد أن الجميع متساويين وتحت القانون، وحتى قانون كانتون برن يؤكد أن الأجانب الذين يعيشون هنا متساوين مع السويسريين.
وأضافت نحن نتصل مع الجهات المعنية، وعندما نجد حلاً في برن نعممه على باقي المناطق، ونبدأ من تحليل المشكلة وبحث الواقع قبل حدوثها ثم نجد الحل القانوني او الاجرائي لها بحيث يكون جيداً ومتكاملاً ويناسب الجميع.. وخلصت للقول: علينا ألا ننتظر القانون ونبادر لحل المشكلة فور وقوعها والتصرف الصحيح أثناء حدوثها يكون أفضل بكثير وهذا يتطلب تدريب النساء للدفاع عن حقوقهن وإن كان هناك بعض الأحيان مشكلة اللغة وأحياناً مشكلة الحل وعدم معرفة المسبب.
السلام عليكم
مغربية مقيمة سويسرا 25سنة وتسلبوا حقوقي وتعرضت لعنصرية عنيفة
شكرا