محمد زكي لـ (سويسرا والعرب): مفتاح الاندماج في سويسرا هو اللغة واحترام القوانين..
برن – قاسم البريدي:
أثبتت التطورات في السنوات الأخيرة، أن الجاليات العربية ليس لها تأثيرها في المجتمع السويسري، لأنها ارتضت لنفسها التهميش وعدم التعاون لأسباب عديدة.
والسؤال المطروح: ما هو المطلوب للإندامح في المجتمع الجديد وما هو الطريق الأقصر والأنجح؟
هذه الأسئلة وغيرها يجبنا عليها المرشد الاجتماعي محمد زكي المقيم في زيورخ، الذي التقيناه على هامش الاجتماع السنوي لبرنامج طاولات الحوار المستديرة في سويسرا الذي أقيم في برن السبت الماضي..
- في البدء.. عرفنا على نفسك؟
اسمي محمد زكي مصري مقيم في كانتون زيورخ منذ نحو 18 سنة متزوج، درست في مصر بكالوريوس خدمة اجتماعية، ثم درست هنا دبلوم تربية خاصة، وأعمل في مدرسة وفي برنامج طاولات الحوار للرجال.
- أستاذ محمد.. ما هو مفتاح الاندماج برأيك؟
أهم شيء أن تعرف لغة البلد الذي تقيم فيه، وبقدر ما تكون لغتك قوية بقدر ما تندمج أكثر وبالتالي أهم شيء اللغة.
- وبالمقابل ما أهم الصعوبات؟
اللغة الأجنبية ليست بالأمر السهل وهي تحتاج وقت ومجهود كبيرين، والصعوبة الثانية هي المتعلقة بالبحث عن وظيفة وعمل، لأن ذلك يتطلب أن يكون معك شهادة مهنية، لأن فرص العمل في الأعمال المساعدة تتراجع، ومجرد أن يفقد الإنسان عمله فيها قد لا يجد عمل ثاني إذا لم يكن لديه شهادة مهنية معترف فيها في سويسرا.
- وهل هناك فرص حقيقية للنجاح والتميّز في هذا البلد؟
أول شيء هو اللغة هي التي تفتح الطريق لتعمل تدريب (أوسبيلدونغ) أو مهنة (ليره) وبهذه الحالة فقط تضع قدمك على الطريق الصحيح للإقامة هنا.
- وماذا عن الإقامات هل هي سهلة؟
تختلف حسب كل حالة ومن شخص لآخر.. هل أنت متزوج من شخص سويسري أو مقيم هنا أم أنت عازب أو مع عائلة وجئت كلاجئ، وكل حال لها إجراءات مختلفة.. فاللجوء يتطلب فترة أطول، وأهم شيء أن تلتزم بالقوانين ولا تخالفها حتى ولو وجدت صعوبة في الإقامة أو الحصول على جواز السفر في المستقبل المهم ألا تخالف القوانين.
- كأخصائي اجتماعي، ماهي ملاحظاتك على الجالية العربية؟
للأسف هي ليست غير متماسكة، والبعض منهم غير مندمجين في المجتمع أو حتى ليس لديهم رغبة في الاندماج، وعلى سبيل المثال في برنامج طاولات الحوار المتخصصة في الاندماج نجد صعوبة في جذب الناس لحضورها، رغم أنها ممولة من الدولة ومفيدة للأجانب، لأنها تتطرق لمواضيع هامة عن القوانين والإجراءات المطبقة، لكي يعرف الشخص طبيعة الحياة في سويسرا وكيفية التعامل مع الصعوبات ومعالجتها.
- أستاذ محمد وماذا عن نصيحتك كمتخصص؟
الإيمان في الإقامة في سويسرا ويحدد هدفه: هل سيبقى هنا مدى الحياة أم لفترة قصيرة كسائح أو كموظف أو كطالب، وطالما يريد الإقامة مدة طويلة عليه أن يبدي الاهتمام بثقافة المجتمع الذي يعيش فيه، ويبدي اهتماماً في اللغة وثقافة المجتمع، حتى يحترمه الآخرين، ويعرف –مثلاً- كيف يتعامل مع المؤسسات الحكومية والمستشفيات وقطع تذاكر المواصلات وغيرها من الخدمات في الحياة اليومية.
- وما الأسلوب الناجح للتعاون بين الجاليات؟
أن يبدأ المغترب بالاهتمام بنفسه وبأصدقائه ومن حوله ليجدوا نقاطاً مشتركة بينهم، بحيث يطورون حياتهم مع بعض البعض، وأما إذا التقوا فقط للتسلية والضحك وملء وقت الفراغ فقط فينعزلوا حتماً ويتكلموا بنفس الموضوعات كالعنصرية وعدم المساواة والتهميش دون نتيجة …!
- هل أنت متفائل في الجاليات العربية؟
الجيل القديم لا وأما الجيل الجديد فهو له مستقبل أفضل لأنه مهتم وأهم شيء أن تشجعه الأسرة على الحصول على تعليم جيد.
شبكة طاولات الحوار لدمج المغتربين في سويسرا ..توقد شمعتها الـ 25