اخبار

نافورة جنيف.. عادت إليها الحياة

·       (سويسرا والعرب) – جنيف

وأخيراً عادت نافورة جنيف الشهيرة للحياة من جديد، بعد أشهر من التوقف جراء تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، إذ تعد نافورة «جيت دو» واحدة من أشهر النوافير في العالم، حيث يصل ارتفاع المياه المندفعة نحو الأعلى 140 متراً.

ويأتي هذا الحدث ضمن تخفيف الإجراءات المفروضة في سويسرا لمكافحة وباء كورونا وذلك بعد تراجع أعداد الإصابات الجديدة فيها.

وحضر حفل إعادة إقلاع نافورة جنيف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تديروس غيبريسيسوس الذي هنأ سويسرا على تمكنها من احتواء الوباء، مشدداً على ضرورة الاستمرار باتخاذ خطوات احترازية كالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين للوقاية من المرض.

نافورة Jet d’Eau

يرجع تاريخ إشادتها إلى عام 1886 م ومن الطريف أنه لم يكن مقصوداً آنذاك إيجاد نافورة للترفيه داخل بحيرة جنيف، حيث كانت ضرورة تقنية للسماح بتقليل الضغط على محطة مياه المدينة ، وكان ارتفاعها يصل إلى حوالي 30 متراً، لكن عندما لوحظ أنها أصبحت تجذب زوار حدائق ومنتزهات جنيف نقلت في عام 1891 إلى مكان آخر أكثر ملائمة لطبيعتها الجديدة، وذلك تزامناً مع الاحتفال بالمهرجان الفدرالي للجمباز والذكرى الـ 600 لتأسيس الاتحاد السويسري، وكان أقصى ارتفاع لها 90 مترا، وتم تشغيلها لأول مرة باعتبارها نافورة وليست متنفس للضغط الزائد.

وفي عام 1951 أصبحت نافورة كبيرة تستمد مياها من بحيرة جنيف بدلاً من مياه المدينة، بعد تركيب محطة ضخ قوية، تدفع 500 لتر من الماء بالثانية لارتفاع يصل إلى 140 متر وبسرعة 200 كم في الساعة، وذلك في مشهد غاية في الروعة والجمال ما جعلها واحدة من المعالم الأكثر شهرة في جنيف، ومن أكبر النوافير في العالم.

ومن يزور جنيف في كل الأوقات يشاهد نافورة   Jet d’Eau  ومن مسافة بعيدة، حيث أن رذاذ مياهها يغطي مساحة نصف كيلومتر في محيط ، في بعض أوقات العام يمكن رؤية النافورة وهي تضخ الماء بالألوان متعددة كالأزرق والأحمر حسب المناسبة التي يتم الاحتفال بها هناك.

عاصمة السلام

وبهذه المناسبة نشير إلى أن جنيف ليست عاصمة سويسرا كما يظن الكثير من الناس إنما مدينة برن الناطقة باللغة الألمانية، وذلك نظراَ لشهرة جنيف وخصوصية تقاليدها الإنسانية المحايدة ونزعتها المنفتحة على العالم، وهي مقر لأهم الاتفاقيات والمنظمات الدولية، كمنظمة الأمم المتحدة ومنظمات الصحة والتجارة والعمل والصليب الأحمر والملكية الفكرية وحقوق الإنسان ولهذا عُرفت بأنها “عاصمة السلام”.

ويبلغ عدد سكان جنيف نحو 200 ألف نسمة وتحتل المرتبة الثانية ضمن المدن سويسرا بعد زيورخ البالغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة وإلى جانب لغتها الأم الفرنسية يتكلم الناس فيها اللغة الإنكليزية كمدينة دولية.

متعة لا تنتهي

وإضافة لأهميتها الدولية تعد جنيف من أشهر المدن السياحية العالمية فهي مدينة المتعة التي لا تنتهي، وذلك بسبب موقعها المثالي في وسط أوروبا، فهي تقع في أقصى جنوب غرب سويسرا على مقربة من الحدود الفرنسية، وتتوفر مجموعة من التجارب والمغامرات السياحية المتنوعة حيث يغادر نهر الرون بحيرة جنيف الشهيرة، وتحيط بها قمم جبال الألب القريبة والتضاريس الجبلية في جورا.

أما بحيرة جنيف فهي من أكبر البحيرات في اوروبا ذات المياه العذبة والمتميزة عن غيرها من البحيرات، حيث يقع 60% من مساحة البحيرة على الجانب السويسري ضمن ثلاثة كانتونات ( فود وفاليز وجنيف)، و40% على الجانب الفرنسي ضمن إقليم سافوا العليا وترتبط مع وديان جبال الألب بمناظر خلابة كوجهة سياحية رائعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *