مصر والإمارات وتونس الأكثر تضررا… توقعات بانخفاض ايرادات السياحة العربية لأقل من النصف ..
(سويسرا والعرب) – رشا المحمد
توقع المركز العربي للإعلام السياحي أن تكون عواقب أزمة ڤيروس ( كوڤيد 19) العالمية وخيمة على صناعة السياحة العربية، في حال استمرارها، مشيراً إلى أن انخفاض إيرادات السياحة العربية سيتجاوز 50% من إجمالي الناتج في الدول التي تعتمد على السياحة في دخلها القومي مثل الإمارات و السعودية و مصر والمغرب ولبنان وتونس والأردن والبحرين وسلطنة عمان.
وشدد المركز في بيان صحفي صادر عن المكتب التنفيذي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي على أهمية تضافر جهود القائمين على صناعة السياحة في الوطن العربي مع منظمة الصحة العالمية وصناع القرار من أجل تجاوز تلك الفترة العصيبة والعمل على إنقاذ ذلك القطاع الذي يخلق 319 مليون فرصة عمل على مستوى العالم نصيب الوطن العربي منها يصل الى أربعة ملايين يستفيدون من قطاع السياحة والمهن المصاحبة والمساندة والتي يصل عددها إلى ما يزيد عن 50% مهنة تزدهر جميعها بإنتعاش السياحة.
وحذر البيان أصحاب الفنادق وشركات السياحة من إغلاق تلك المنشآت وتسريح العمالة المؤهلة والمدربة جراء تلك الأزمة الغير مسبوقة والتي وصفتها منظمة السياحة العالمية بأنها تهدد القطاعات السياحية كافة وستؤدي إلى تراجع كبير في أعداد السائحين بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مختلف دول العالم.
تراجع عدد السائحين بنسبة – 30%
وأوضح حسين المناعي رئيس المركز العربي للإعلام السياحي أن قطاعي السياحة العربية والطيران يعدان من أهم موارد الدخل للعديد من البلدان العربية، ويتربعان على عرش القطاعات الاقتصادية المتضررة بشدة من تفشي فيروس كورونا حول العالم، مشيرا الى ان قطاع السياحة هو الأكثر تضرراً مقارنة بقطاع الطيران، حيث يستمر الشحن الجوي وبعض رحلات السفر المدنية.
وحذر المناعي من فكرة الاستغناء عن العمالة بسبب الأزمة وخاصة العمالة المدربة من ذوي الخبرة والكفاءة لأنهم العمود الفقري لإدارة صناعة السياحة والذي يعد أهم عناصر استمرارها حال عودتها مجددا.
وبناء على المعطيات المتوافرة حاليا لمنظمة السياحة العالمية أكد أستاذ اقتصاديات السياحة بجامعة فرانكفورت بألمانيا وعضو المجلس الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية الدكتور سعيد البطوطي انه من المتوقع إنخفاض في أعداد السائحين عام 2020 بنسبة تتراوح من سالب 20% إلى سالب 30% عن عام 2019 وربما أكثر وهذا يتوقف على فترة انتهاء موجة انتشار فيروس كورونا في العالم .
وأشار البطوطي الى أن عائدات السياحة على مستوى العالم ستنخفض بدورها بنفس معدل انخفاض الأعداد بما يتراوح بين 300 – 450 مليار دولار انخفاض عن عام 2019 ، معتبراً أن أزمة كورونا الحالية من أسوأ الأزمات التي واجهتها صناعة السياحة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية.
خسائر بأكثر من 500 مليار دولار
وبحسب الأرقام المؤكدة والصادرة عن بعض الهيئات السياحية في عدد من الدول العربية التي تعتمد في ناتجها القومي على السياحة كمصدر رئيسي فإن الصورة تبدو قاتمة جداً خصوصاً في ظل غياب الموارد الطبيعية والبدائل الاقتصادية الأخرى.
ففي جمهورية مصر العربية سيواجه العاملون في قطاع السياحة وعددهم يزيد عن 3 ملايين شخص مصيرا مجهولا حاليا بسبب الشلل التام الذي أصاب القطاع الذي يسهم في نحو 15 الى20% من الدخل القومي للحكومة المصرية بقيمة 12.5 مليار دولار ، وبلغ عدد السياح الوافدين على مصر أكثر من 12 مليون سائح العام الماضي وفق أرقام رسمية، وكان متوقعا زيادة الرقم بنسبة 30% في العام الجاري ولكن للأسف المؤشرات تنبئ بهبوط لما يقرب 50% .
وتوضح الأرقام أن قطاع السياحة في الإمارات هو المتضرر الأكبر حيث أسهم العام الماضي بما يزيد عن ٢٢ مليار دولار في دخل الدولة ومن المتوقع أن يقل هذا الرقم إلى النصف، وبحسب الأرقام فإن هذا القطاع يوفر ما يقرب من 350 ألف فرصة عمل بات أصحابها مهددون حيث أغلقت العديد من فنادق دبي أبوابها وتم تقليص العمالة في بعض المنشآت إلى حد قد يصل إلى 10% بالإضافة إلى تأجيل معرض اكسبو دبي مما سيوثر مباشرة في حدة التراجع بعد ان كان المعرض مستهدفا لجذب 20 مليون سائح.
وفي المملكة العربية السعودية بلغت خسائر القطاع السياحي 7 مليارات دولار من جراء توقف السياحة بكل أشكالها وتوقف العمرة وربما موسم الحج كما توقفت في المملكة العديد من الخطط الطموحة.
أما قطاع السياحة في لبنان الذي تعرض الى الشلل التام حيث سجّل تراجعا كبيرا وصل إلى حدود الـ 80% فى أعقاب إندلاع الإحتجاجات الشعبية منذ عدة أشهر، فإن أزمة كورونا جاءت لتزيد من التدهور الإقتصادى ليخسر ما يقرب من 160 ألف عامل في هذا القطاع وظائفهم.
فيما خسرت تونس ما حققته من طفرات في قطاع السياحة الذي شهد إنتعاشة خلال العام الماضي، بعدما إرتفع عدد السائحين الوافدين إليها بنسبة 14.8% ووصل عدد الليالي الفندقية بها إلى 25 مليون ليلة.
وفي الكويت تعطل البرنامج الحكومي لتحقيق نمو في القطاع السياحي، وهو ما ذكره الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، خالد مهدي، الذي قال إن توقعات نمو القطاع السياحي الكويتي تقارب 4.8% سنوياً حتى عام 2028، وفق توقعات مجلس السفر والسياحة العالمي، وفقد ما يزيد عن 5 آلاف شخص من العاملين في شركات السياحة والسفر وقطاع الفندقة الكويتي من جراء الأزمة الصحية العالمية.
وفي الأردن قدر خبراء ومعنيون في القطاع السياحي الأردني إلغاء حجوزات سياحية بنسبة زادت على 30% خلال آذارمارس الماضي، بالإضافة إلى توقف الطلب على البرامج السياحية جراء حظر الطيران بعدما سجلت المملكة حجوزات سياحية على مدى أشهر العام الجاري وبداية العام المقبل 2021. ووصف رئيس جمعية وكلاء السياحة الأردنية محمد سميح، الوضع السياحي في الأردن خلال الشهرين الماضيين بـ”الكارثي”. من ناحية أخرى توقعت منظمة السياحة العالمية أن خسائر القطاع، التي وصلت الآن إلى 77 مليار دولار، مرشحة لأن تصل إلى عتبة الـ180 مليار دولار، في نهاية شهر نيسان أبريل الحالي.