مركز مولتي موندو للحوار الثقافي: نموذج متميز لدعم الأجانب..
600 مشارك في دورات اللغات والاندماج في سوق العمل العام الماضي
(سويسرا والعرب) – قاسم البريدي
مع استمرار وباء كورونا ازداد الطلب على فرص العمل وتعلم اللغات وندوات التوعية، وبرزت في مدينة بيل/بيين نشاطات مركز مولتي موندو، الذي يعتبر نموذجاً ناجحاً للعمل الأهلي في تدريب وتأهيل المهاجرين وإيجاد فرص عمل لهم لدمجهم في المجتمع السويسري، وهو يغطي بنشاطه ثلاثة مناطق هي: مدينة بيل وضواحيها ومنطقة البحيرة (سيلاند) ومنطقة جورا البرنية، وقد شارك في دورات ونشاط العام الماضي نحو 600 مشارك من مختلف الجنسيات، بينهم 400 في دورات اللغات والباقي في دورات الاندماج في سوق العمل.
(سويسرا والعرب) زارت مقر هذه المؤسسة للتعرف على أهم نشاطاتها وخططها والدورات المتاحة هذا العام وخرجت بالتقرير التالي..
ثلاثة نماذج للبحث عن العمل

مسؤولة برنامج الاندماج في سوق العمل مريم شير تقول لـ (سويسرا والعرب): نهتم بجميع اللاجئين والمهاجرين الذين يبحثون عن العمل ومن كل المستويات التعليمية والمهنية، ونقدم لهم الارشاد في البحث عن العمل المناسب لهم.
وتضيف: يوفر برنامج الارشاد والتوجيه في سوق العمل ثلاثة أنواع (نماذج) من التدريب حسب وضع المشارك وضمن فترات مختلفة تستمر بعضها لمدة 6 أشهر وهي متاحة باستمرار للراغبين الجدد، مشيرة الى أن البرنامج لا يوفر العمل مباشرة، إنما يساعد المشاركين بطريقة مهنية بهدف (إعادة) التوجيه والاندماج في سوق العمل.
وقالت مريم :أن دورات النموذج الأول (من 2 إلى 4 ساعات) وهي جزء من الاستشارة الفردية، ونقوم بإجراء تقييم للمهارات لوضع المشاركين وندعمهم في تطوير وجهات نظرهم المهنية وأفكارهم الملموسة (المهنية)، مع مراعاة وضعهم الشخصي، ونقوم معاً بتأسيس ملف التقديم الخاص بهم وتحديد الاستراتيجيات الشخصية المناسبة للبحث عن عمل، ويمكن المساعدة في تعديل الشهادات لتكون معترف بها عند الطلب.
أما دورات النموذج الثاني فهي مرتين في الشهر، وخلال 10 جلسات يتلقى المشاركون معلومات حول تنفيذ استراتيجيات التطبيق وسوق العمل والتحضير لمقابلات العمل وما إلى ذلك، والهدف هو تزويدهم بمنصة لتجربة استراتيجيات جديدة للعمل من جهة، كما تتيح لهم الفرصة لتبادل الخبرات مع بعضهم البعض وتطوير شبكة التواصل من جهة ثانية.
وبالنسبة للنوع الثالث من التدريب تقول مريم شير: هذا النموذج مرة في الأسبوع وهو مخصص لمن لهم خبرات ومهن، ويمكن للمشاركين في هذه الدورة وضع المعرفة المكتسبة موضع التنفيذ بدعم من مرشدهم الشخصي ذي الخبرة.
وأضافت يتم تحليل العقبات التي قد تنشأ والبحث عن حلول، وخلال المقابلات الأسبوعية يمكن للمشاركين إحضار ملفهم للعمل عليه، وإذا لزم الأمر يمكن للموجهين مرافقتهم في مقابلات العمل في الشركات والمعامل وغيرها كما تتم مساعدتهم لتقديم الطلبات وعرضها للجميع، وتتوفر أجهزة الكمبيوتر وآلة تصوير المناسبة.
أما قيمة الاشتراك بالدورات فهي 1930 فرنك للمؤسسات، كما يمكن طلب المساعدة من جهات مانحة للأفراد المحتاجين وحسب كل حالة.
دورات اللغات والتنظيف والتجنيس

وتحدثت /ماريان هالاسي ناغي ليراني/ مسؤولة الإعداد والدورات لـ (سويسرا والعرب) عن خمسة أنواع من الدورات في المركز تشمل دورات اللغات ودورات للتحضير لامتحان الجنسية ودورات النظافة ودورات معلوماتية ودورات لفحص المستوى اللغوي
وأشارت إلى أن دورات اللغة هي للغتين الرسميتين في مدينة بيل/ بيين وهما الألماني والفرنسي وهي تنقسم إلى 5 مستويات وتستمر كل منها 4.5 شهراً، وتتوفر حضانة للأطفال.
أما دورات المعلوماتية فهي تستهدف الأشخاص الذين يتخذون خطواتهم الأولى في العالم الرقمي أو الذين يرغبون في توسيع نطاق معرفتهم الحالية، وهي تناسب احتياجاتهم المختلفة، وتتوفر أجهزة الكمبيوتر بأنواعها، إضافة لتشجيع المشاركين على إحضار أجهزتهم الخاصة.
وعن دورات التجنيس تقول ماريان: تستهدف هذه الدورات الأشخاص الذين يستعدون لاختبار الحصول على جنسية سويسرية وتتيح لهم الفرصة لتعميق معرفتهم بسويسرا وإقامة علاقة أوثق معها، لاسيما في الجغرافيا والتاريخ واللغات والأديان والديمقراطية والفيدرالية وحقوق وواجبات المواطنين والضمان الاجتماعي والصحة والعمل والتدريب.
أما دورات التنظيف، فأوضحت مسؤولة التدريب أنها مهمة ومطلوبة بكثرة ولها مستويين: الأول أساسي والثاني متقدم، وهي موجهة لجميع المهتمين بالتنظيف المهني سواء للمنازل أو الشركات، أو الذين يعملون بالفعل في التنظيف ويرغبون في الحصول على شهادة، ويتم تدريس باللغة الألمانية مع ترجمة إلى الفرنسية.
ونوهت إلى أن منهاج الدورة يشمل معلومات عن العمل في سويسرا وأخلاقيات المهنة والسلامة المهنية ومعلومات عن أساليب ومواد التنظيف وعن استخدام الأجهزة المختلفة والمعدات والرموز والتسميات المستخدمة فيها.
المنتدى الثقافي ..ومكتبة 35 لغة..

بدورها سيلفيا جوس مسؤولة المنتدى الثقافي تحدثت لـ (سويسرا والعرب) عن أهم الأنشطة قائلة: لدينا مكتبة متعددة الثقافات واللغات وموجهة لجميع الجماهير وفيها كتب وأقراص مضغوطة للأطفال والشباب والكبار بأكثر من 35 لغة.
وأضافت: كما يقوم المتطوعون في المكتبة ممن لديهم مهارات لغوية، بجولات إرشادية للمدارس الابتدائية ولمجموعات أخرى من الأطفال والشباب، بهدف إبراز اللغات والنصوص المختلفة التي تحيط بنا والسماح للأطفال بتجربة التنوع كإثراء.
وأوضحت سيلفيا أن المنتدى ينظم فعاليات للأطفال والشباب والكبار، مثل: رواية القصص وقراءة الكتب بلغات مختلفة والمؤلفين المعروفين وعروض أفلام وحفلات موسيقية إلخ.
أما النوع الأخر من أنشطة المنتدى فهو أمسيات الحوار، ولدينا مواضيع محددة وأقيمت هذا العام ندوة أونلاين عن الأطفال والشاشات ودور الأهل، ونظمت في الأعوام السابقة عدة أمسيات شملت مواضيع مهمة عن كوفيد 19 والمناخ والتمييز العنصري والمشاركة السياسية بدون جواز سفر سويسري والمرأة والعمل والمساواة في الرواتب والصحة النفسية والهجرة والبحث عن عمل لمن هم فوق الخمسين من العمر والدين مقابل العلمانية والأجانب في سويسرا وغيرها.
الاندماج في سوق العمل 2020
شارك العام الماضي 78 شخصاً في دورات النموذج الثاني، والمخصص لمن ليس لديهم مهنة ويبحثون عن عمل، في حين كان العدد 66 شخصاً عام 2019، و65 في عام 2018.
وقد شاركت 46 امرأة (59 %) و32 رجلاً (41 %) في هذه النموذج، وأغلب المشاركين كانوا من الجنسيات الافريقية 57 شخصاً (73 %)، و14 شخصاً من آسيا (%18)، و4 أشخاص من أوروبا (5 %) و3 أشخاص من قارات أمريكا (4 %).
ونتيجة المتابعة خلال هذه الدورات لم يجد 32 شخصاً العمل (41 %)وبينهم اثنان تسربوا من البرنامج، في حين تمكن 59٪ من المشاركين (46 مشاركاً) من دخول سوق العمل في مجالات التنظيف والمطاعم والصناعة والغسيل والزراعة والميكانيك، وكانت أعمال التنظيف تشكل النسبة العظمى.
أما دورات النموذج الأول “الحياة في سويسرا” فشارك فيها ثمانية أشخاص، بينما في النموذج الثالث، وهو مخصص لمن لديهم مهنة ويبحثون عن عمل، تم دعم 23 شخصاً في عملية التوظيف أو التحقق من العقود أو إجراء مقابلات الوساطة.
ومن خلال التواصل مع متطوعين لمساعدتهم في الاندماج في سوق العمل كانت النتائج إيجابية، وتستغرق العملية في المتوسط ما بين ستة أشهر إلى سنتين للعثور على وظيفة.
غالبًا ما تمثل جائحة كوفيد 19 تحدياً كبيراً للتوجيه والتحرك وتراجع الفرص في سوق العمل، ومع ذلك وجدت فرص للباحثين عن عمل ، لا سيما في مجالات الرعاية الصحية والزراعة والخدمات اللوجستية والتنظيف.
دورات اللغات والنظافة والتجنيس عام 2020
يغلب على دورات اللغات الطابع الأنثوي، ومن بين 400 شخص شاركوا في دورات عام 2020، كان هناك 285 امرأة، وهو ما يمثل 71٪ (247 تعلموا الماني – والباقي فرنسي).
أما دورات التنظيف فشارك فيها 17 شخصاً، تم تدريبهم ودعمهم من قبل المدربة المتخصصة باربرا بوركلي.
وبالنسبة لدورة التجنس وكذلك الاختبار الخاص بالتجنيس، سيتم إعادة جدولتها خلال الفصل الدراسي الثاني من هذا العام، ويشارك في الدورة نحو 41 شخصاً (14 شخصاً باللغة الألمانية و27 باللغة الفرنسية).
