ما بعد كورونا: احتمال موجات هجرة “هائلة”.. ولكن!؟
(سويسرا والعرب) – وكالات:
حذر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين في جنيف، من أن الآثار الاقتصادية المدمرة لفيروس كورونا قد تتسبب بموجات هجرة جديدة عندما يتم فتح الحدود مجدداً بين الدول.
وأعرب تشاباغين في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية عن قلقه الشديد بشأن الآثار الثانوية للوباء، مضيفاً “نرى بشكل متزايد التأثيرات على الوظائف والوضع الغذائي في العديد من البلدان”.
واعتبر تشاباغين أن الكثيرين أمام خيار المخاطرة بالتعرض لفيروس كورونا أو الجوع، محذرا من أن اليأس الناتج عن هذا الوضع قد تكون له عواقب بعيدة المدى.
وقال: ما نسمعه هو أن الكثير من الناس الذين يفقدون وظائفهم سيشعرون بأنهم مجبرون على التحرك بمجرد أن يبدأ فتح الحدود، لافتاً إلى أنه “لا يجب أن نفاجأ إذا كان هناك تأثير كبير على الهجرة في الأشهر والسنوات المقبلة”.
واجب أخلاقي.. واقتصادي أيضاً
وإذا كانت إجراءات الحجر الصحي وإغلاق الحدود التي فرضت لوقف انتشار الوباء، قد أدت إلى إلغاء الوظائف والأعمال حول العالم، ويتوقع أن تدفع بالملايين أكثر فأكثر تحت خط الفقر.
فإن الهجرة المفروضة على الناس بسبب الظروف اليائسة، ستؤدي أيضاً إلى العديد من المآسي، بما في ذلك المزيد من الوفيات في البحار والإتجار بالبشر والاستغلال.
ولهذا دعا تشاباغين إلى توفير دعم عاجل للمساعدة على التخفيف من هذا اليأس، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى الواجب الأخلاقي لمساعدة المحتاجين، هناك أسباب اقتصادية جليه للمساعدة في تجنب الهجرة القسرية.
وقال: إن تكلفة دعم المهاجرين أثناء العبور وبالطبع عندما يصلون إلى بلد المقصد هي أكثر بكثير من دعم الناس في معيشتهم والتعليم والاحتياجات الصحية في بلادهم.
لكن بالمقابل.. أعرب تشاباغين عن قلقه من أن عدم المساواة الصحية في وجه الوباء قد تحفز أيضا على الهجرة.
وقال: يمكن أن يشعر الناس أن هناك فرصا أفضل للبقاء على قيد الحياة على الجانب الآخر من البحر، مضيفا أن العامل الرئيسي الآخر سيكون “توافر اللقاحات”.
سباق نحو دواء كورونا…؟!
وفي الوقت الذي تؤكد فيه منظمة الصحة العالمية من أن أي لقاح لفيروس كورونا يتم تطويره سوف يتم اعتباره “منفعة عامة عالمية”، وبالتالي سيتم توفيره بطريقة منصفة في جميع دول العالم.
إلا أن الولايات المتحدة ودولا أخرى تتسابق لتأمين مخزونات من لقاحات واعدة، ويخشى كثيرون من أن هذه الدول الغنية قد تتمكن من الوصول إليه أولاً.
وقال تشاباغين “إذا رأى الناس أن اللقاح على سبيل المثال متوافر في أوروبا وليس في أفريقيا، فما الذي سيحدث؟ سيتهافت الناس للذهاب إلى المكان الذي تتوافر فيه اللقاحات”.
ودفع الوباء إلى تنظيم حملات غير مسبوقة لجمع التمويل وإجراء البحوث من أجل التوصل بشكل سريع لاكتشاف لقاح يمكن أن يحمي المليارات من البشر في جميع أنحاء العالم، ويتم حاليا اختبار أكثر من 20 لقاحا قيد التطوير على البشر.
ولكن على الرغم من المؤشرات إلى إمكانية التوصل لاكتشاف لقاح آمن وفعال بحلول نهاية العام، إلا أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لإنتاج ما يكفي الجميع منه.
وفي هذا السياق، أدان تشاباغين الجهود المبذولة في بعض البلدان لتأمين اللقاحات لشعوبها أولاً قائلاً: الفيروس عابر للحدود، ومن يفكر بتطعيم شعبه وترك الشعوب الأخرى بدون لقاح ويشعر بالأمان فهو مخطئ ويدل على قصر نظر إلى حد كبير، مضيفاً: هذا ببساطة غير منطقي أبداً.