لوس غايار لـ (سويسرا والعرب): أخترت العيش في جنيف لأنها مدينة الحرية والسلام..
جنيف – لقاء قاسم البريدي:
في يوم مشمس كانت زيارتي لمدينة السلام جنيف، فاتجهت إلى بحيرتها الشهيرة حيث يلتقي الزوار من كل الجنسيات ويتنزهون في حدائقها الساحرة..
لفت نظري فتاة تطعم البط والعصافير، وما إن استأذنتها بتصوير هذا المشهد الجميل حتى دعتني لتناول الغذاء معها على غير العادة هنا في سويسرا، مما دفعني فضولي الصحفي للتعرف عليها أكثر وكان هذا الحوار..
مدينة دولية تساهم في بناء الشخصية
- هل يمكنني التعرف عليكِ؟
بكل سرور.. اسمي لوس غايار Luce Gaillard
- وهل أنت سائحة؟
لا أنا سويسرية وأعيش في جنيف منذ 10 سنوات فقط..
- ولماذا اخترت هذه المدينة؟
لأن سكانها أكثر انفتاحاً على العالم فهي مدينة دولية ونحو 40% من سكانها أجانب مما أعطاها بعداً حضارياً وحيوياً نتيجة تمازج الثقافات، ولا يوجد فيها جمود وكلها حركة وحيوية ونشاط، وتساهم في تطوير وبناء شخصيتنا.
- وأين كنتِ قبل ذلك؟
كنت أعيش سابقاً في قرية قريبة من مدينة لوزان في كانتون (فو) ووجدت فيها المجتمع محافظاً، ولا يوجد فيها انفتاح كامل وحرية كافية، ولا تعرف فيها ماذا تفعل.. لأن الناس يتبعون نفس التقاليد وأطباعهم حادة إلى حد ما..
- ماهي مهنتك؟
أنا أعمل في الزراعة ومع الطبيعة لاسيما في محاصيل الخضار، لكن المشكلة أن عملي موسمي في الصيف ثلاثة أشهر وفي الشتاء ثلاثة أشهر وبعد ذلك لا يوجد شيء وكان ذلك مملاً..
- هل أفهم أنك فلاحة إذن؟
ضحكت لويس وقالت: نعم تستطيع أن تقول ذلك…!
جنيف جزءاً من حياتي..
- وهل أحببت الحياة المتنوعة في هذه المدينة الدولية؟
خلال حياتي هنا أحب جنيف لدرجة العشق وصارت جزءاً من حياتي، فنحن سعداء جداً حيث حرية التعبير والاستقلالية، بينما كانت منظومة المجتمع في القرية تفرض نفسها علينا حتى بأسلوب التفكير.
- ولماذا تعشقين جنيف؟
لأنك تجد نفسك كما تريد وتشعر بتنوع الناس وانفتاحهم، وتحب هذا الفضاء الواسع في المجتمع فهناك سويسريون وهناك سكان من كل جنسيات العالم التي قد تخطر ببالك.. وهذه هو التنوع الثقافي يغني الحياة ويعطيها تميزاً ودفئاً في كل الفصول..
- إذن.. أنت سعيدة يا لويس ؟
نعم هنا السعادة والحرية ونعيش حياتنا كما نريد، وتجد نفسك متشوقاً للحديث مع الآخرين في كل مكان على البحيرة وفي الأسواق وفي المدينة القديمة وأينما تحركت في الجبال والوديان، حيث التسلية وتمضية أوقات جميلة وتفكر كما نشاء وليس كما يفرضه عليك الآخرون.
أجور السكن مرتفعة..
- وماهي الأمور التي لا تعجبكِ فيها؟
كغيرها من المدن المشهورة ليس من السهل في جنيف الحصول على فرصة عمل لاسيما بعض المهن.. فقد تجد تارة فرص جيدة وتارة لا..
- وأجور السكن هل صحيح أنها مرتفعة جداً؟
نعم هذه حقيقة لأنها مدينة دولية فيها مقر الأمم المتحدة وجميع المنظمات العالمية وفيها السياحة الكثيفة والجامعة والمتاحف الشهيرة.
- وفي جنيف.. هل تستطيع أن تعملي بمهنتك؟
نعم توجد حقول وبساتين في كل الأنواع وكذلك الورود ولكن يبقى عملي موسمياً..
- إذن ماذا تعملين يا لويس حالياً؟
خلال تعطلي عن العمل يساعدني مكتب البطالة، وفي الوقت الحالي أتبع دورة لطيفة ومشوقة لتعزيز الثقة بالنفس وإيجاد فرص عمل جديدة وفي مجالات مفتوحة.. حيث توجد صعوبات في توفير فرض العمل في مهنتي في العمل الزراعي..
أنا ضد التشدد بإجراءات كورونا..
- هل واجهتك صعوبات بعد تشديد الإجراءات الخاصة بكورونا؟
لا أبداً.. الناس هنا محترمون جداً لا يسألون إذا كنت أخذت لقاح أم لا. والأمور أعتقد جيدة إلى حد كبير..
- في الاستفتاء القادم لقانون كوفيد الملزم للكانتونات أنت معه أم ضده؟
أنا لا أوافق.. لأن هناك مبالغة إلى حد ما في تطبيق إجراءات الوقاية وطلب شهادة التلقيح في الأماكن المغلقة والمطاعم يجعل التمييز بين الناس، والإجراءات مطلوبة أثناء السفر بين الدول أو العمل مطلوبة، لكني لا أريد أحد أن يلزمني على أخذ اللقاح لأمارس حياتي اليومية..
- كيف تمضين أوقات الفراغ؟
أحب المشي وأعزف آلة الكمنجة.
لقاء جميل وخفيف…وخاصة مع شخص منفتح ومقيم في هذه المدينه … والأجمل أنها أعطت صوره جميله عن جنيف وأيضا صوره سلبيه عن صعوبة السكن والإقامه..
شكراً لك لهذه الكلمات اللطيفة ..وفعلاً مدينة جنيف ساحرة