في حوار مع د. محمود آغا رئيس تحرير الكومبس: لدينا مليوني زيارة للموقع شهرياً.. ونطمح لبث مباشر للتلفزيون..
ستوكهولم – (سويسرا والعرب): قاسم البريدي
تجربة إعلامية عربية متميزة أثبتت وجودها بقوة في أوروبا وتحديداً السويد، فكيف تحولت الفكرة إلى واقع وكيف تطورت لتصبح مؤسسة مهنية إعلامية متكاملة تمتلك كل الوسائل القريبة من المغترب العربي أو الناطق بالعربية..
إنها مؤسسة الكومبس الإعلامية التي دخلت كل بيوت المغتربين لتكون صوتهم وتجيب عن اسئلتهم اليومية، ولتضاهي خلال عمرها الذي لم يبلغ بعد العشر سنوات كبرى وسائل الإعلام السويدية..
(سويسرا والعرب) زارت مؤخراً العاصمة السويدية ستوكهولم، وكان هذا اللقاء مع الدكتور محمود آغا مؤسس ورئيس تحرير مؤسسة الكومبس الإعلامية..
المعلومة الصحيحة للمهاجر.. والسباق مع الزمن
- د. محمود حدثنا أولاً عن بدايات الكومبس .. ؟
الفكرة جاءت من النقص الشديد للمعلومة، التي يحتاجها اللاجئ أو المهاجر للسويد وخاصة باللغة الأم، لأن من يأتي إلى هنا يحتاج الى فترة طويلة ليتعلم اللغة، ومن غير المعقول الإنتظار للحصول على المعلومة التي تساعده لفهم المجتمع الجديد.
ونحن رأينا أهمية إعطاء المعلومة ذات الجودة بالوقت المناسب للاجئ وبلغته الأم، وهذا يساعد على الاندماج، ومن خلال التجربة كانت الفكرة هكذا من البداية في شهر آذار عام 2012 وأنشأنا موقع الكتروني (اخبار اونلاين) وفي العام التالي 2013 بدأنا ورقياً.
- وهل عملتم في تلك الفترة على احداث راديو؟
نعم قبل إحداث الموقع بدأنا براديو الكومبس، وعملنا ساعات بث على (الأف ام) في ستوكهولم، وكان الراديو تطبيق على الأنترنت، ونذيع برامجه مباشرة على الهواء، ووضعنا جهداً كبيراً فيه، لكن من الناحية العملية والتجارية لم تكن الفكرة صائبة تماماً، ومع ذلك استمرينا حتى اليوم ونبث 24 ساعة، وهناك برامج مسجلة وأخرى مباشرة.
- إذن. تعتمدون بشكل رئيسي على الموقع الإلكتروني؟
حالياً لا نركز كعمل إعلامي على برامج الراديو، إذ ننقل الأخبار والمواضيع له من الموقع الإلكتروني لأنه أساس عملنا وجهدنا المهني ونُحدثَهُ بشكل مستمر أكثر من عشرين مرة يومياً.
وبالطبع الراديو له جمهوره ومستمعيه خاصة من يقود السيارة، حتى أن لدينا مستمعين سويديين يتابعون برامجنا الموسيقية ويسألون عن بعض الاغاني العربية وبذلك يساهم الراديو في نشر الموسيقى العربية.
هيئة تحرير مختصة.. والاعتماد على الذات
- د. محمود.. ماذا عن كادركم ومصادر معلوماتكم؟
الجهاز العامل وهيئة التحرير في مؤسسة الكومبس حالياً مكون من 15 محرراً ومذيعاً وفنياً وهم ثابتين و دائمين، وهناك من يعملون على القطعة ما بين 3 إلى 4 محررين.
ونحن مشتركون بعدة وكالات انباء عالمية، إضافة إلى الأخبار الخاصة بنا التي تتم في الجالية عن طريق المتابعة واللقاءات مع المعنيين والتقارير الميدانية، وحتى عن طريق رسائل القراء التي تصلنا بأعداد كبيرة جداً، وفي كثير من الحالات نصيغها على شكل اخبار وتقارير إخبارية للرأي والرأي الأخر، ونقدم مواد مهنية وصحفية بشكل موضوعي وله مصداقية.
- ومن يمول مؤسسة الكومبس.. وهل الجالية التي تتكلم العربية كبيرة؟
الجالية الناطقة بالعربية في السويد كبيرة ويتراوح عددها ما بين 500 إلى 600 ألف، وأما التمويل فيعتمد بالدرجة الأولى على الإعلانات والرعاية، وهناك طلب كبير على الإعلان الذي يهتم بشؤون الجالية كمستهلكين لشركات صغيرة وكبيرة، أو حتى أيضاً كمستهلكين للمعلومات لدوائر الخدمات والثقافة وغيرها.
وبالتالي.. نحن نعتمد كثيراً على الإعلانات لنحقق الاعتماد على الذات، وفي حال زادت الموارد نشغل موظفين جدد..
دعم رسمي معنوي.. وجوائز
- أعود لأسألك دكتور محمود آغا عن الصعوبات التي واجهتكم.. وكيف نلتم اعترافاً شعبياً ورسمياً وعدة جوائز؟
نعم في البداية واجهنا صعوبات كثيرة، والناس تسأل: من هؤلاء.. ومن يدعمهم ويقف خلفهم وما غايتهم؟ لكن حالياً التعاون مع الناس ممتاز، وأيضاً مع مؤسسات الدولة بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ولأول مرة حصلنا على مساعدة مادية من الحكومة السويدية، وهو مبلغ ليس كبير لكن له دليل رمزي ومعنوي مهم بالنسبة لنا، أي أن الكومبس صنفت كمؤسسة إعلامية سويدية برغم من أنها ناطقة بالعربية، ودخلنا بمساعدات على غرار الصحف السويدية الكبيرة.
كما حصلنا على جائزتين الأولى للمؤسسة والثانية لي شخصياً كأول صحفي سويدي يكتب بغير اللغة السويدية، وهذا حافز لنا ،ومع ذلك فالتشجيع الأكبر بالنسبة لنا هم القراء والمتابعين وهو يدعو للفخر والاعتزاز..
طموحنا لن يتوقف..
- ما أولوياتكم كمؤسسة إعلامية.. وهل تتوقعون الاستمرارية؟
بالدرجة الأولى نغطي الأخبار الكبيرة والمهمة في السويد، التي تهم الناس على غرار باقي الصحف، لأننا نتعامل مع نفس مصادر وكالات الأنباء التي تغذي وسائل الاعلام في الأخبار والصور وجميع الخدمات الأخرى.
والسنة العاشرة لكومبس ستبدأ، والنجاح لن يتوقف ومستمرين بوتيرة عالية وبصعود، ومع ذلك نعتبر أن ما حققناه حتى الآن بسيط أمام طموحاتنا..
- وهل تترجمون برامجكم الاعلامية إلى اللغة السويدية؟
هناك برامج ممولة نترجمها باللغة السويدية، وهناك برامج نجد من الضروري ترجمتها لتصل الرسالة للمجتمع السويدي، لكننا لا نستطيع أن نترجم كل شيء لأن ذلك مكلف.
برامج لذوي الحاجات الخاصة
- وما الجديد في نشاطاتكم القادمة؟
الجديد أننا في شهر أكتوبر /تشرين أول سنعمل برامج تلفزيونية خاصة لذوي الحاجات الخاصة، إضافة لتوزيع المطبوعات لكبار السن مجاناً..
- هل عملتم أنشطة ثقافية واجتماعية موازية؟
لا.. أبداً نحن لا نريد أن نخرج من نطاق الإعلام.. لكننا ساهمنا بدعم كثير من الفعاليات كمعرض الكتاب العربي الأول في ستوكهولم وسنعمله مرة ثانية في شهر سبتمبر/ايلول بالتعاون مع دار صفحات للسيد يزن يعقوب، وندعم النشاطات الأخرى كتعليم اللغة العربية لأبناء الجالية والمهرجانات السينمائية والثقافية، ووجودنا في هذه الفعاليات ليس كمشارك في التغطية الاعلامية، بل المساعدة في إيصال الفكرة للجمهور، ونحن نعمل كمنصة تلاقي وحوار ليس فقط مجرد ناقلي أخبار إنما نتابعها صحفياً..
المصداقية والحيادية.. والقافلة تسير…؟!
- ما أبرز الصعوبات والمعوقات التي واجهتكم؟
المعوق المادي ومعوق تقبل الناس لنا هو أبرز ما وجهناه في البدايات، وهذا أمر طبيعي لأن المتلقي لديه فكرة مسبقة أن وسائل الإعلام موجهة من قبل حكومات ودول خارجية، ولم يعتادوا أن هناك مؤسسات إعلامية مستقلة ومحايدة، ومع مرور الوقت أصبح الناس شيئاً فشيئاً يتقبلونا ويغيروا قناعاتهم.
واستمر عملنا يكسب الناس من خلال المصداقية والموضوعية والمهنية والحيادية بغض النظر عن بقاء بعض الأصوات التي تعارض ولا يعجبها أي شيء…!
- دعني د. محمود هنا أسألك: عن وسائل ومواقع تدعي انها تمثل المغتربين ويوجه بعضها إشارات إلى الكومبس؟
ظهرت محاولات كثيرة في السويد وأوروبا بشكل عام، لكنها لم تستمر ولم ترتقي الى العمل المهني الصحفي، وبعض المواقع للأسف تسيء للعمل الصحفي، ولها حضور ولو بسيط، لكن لا تعرف من خلفها، ولا تعرف من أين يبثون ولا هويتهم المجهولة…!
أرقام..ومؤشرات…
مليونا زيارة للموقع :
يقول رئيس تحرير الكومبس:المعلنون دائماً يسألوننا عن حجم جمهورنا المستهدف، وتؤكد التقارير الدائمة والموثوقة أن حجم الزيارات اليومية للموقع مليونين زيارة في الشهر، ونسبة 80% منهم في السويد و20% من خارج السويد، وبعض هؤلاء يهتمون بهذا البلد وبعضهم الآخر لهم أقارب وعلاقات مع السويد إضافة لمؤسسات حكومية وأهلية أيضاً..
مابين 20 إلى 30 ألف نسخة للمطبوعة الورقية:
أما في مجال الطباعة الورقية فلدينا مطبوعة شهرية ولم تتوقف منذ عام 2013 والعدد الأخير يحمل الرقم 92، وعدد النسخ مختلف وأكثر من مرة طبعنا 40 ألف نسخة وحالياً ما بين 20 إلى 30 ألف نسخة.
بث مباشر للتلفزيون :
وبالنسبة لتلفزيون الكومبس أصبح موجود في كل بيت مغترب، وهو في صعود ممتاز وقد بدأنا بث تلفزيوني مباشر منذ شهر رمضان على (البوكس تي في)، لكننا لم نعلن عن ذلك لأسباب تقنية، لأن حجم المواد قليل بسبب التكلفة العالية، وننتظر مضاعفتها لنستطيع أن نقلع رسمياً..
د. محمود آغا: نسعى لنوسع تجربتنا في أوروبا..!
- أين تصنفون مؤسستكم الإعلامية الكومبس بين باقي الوسائل الاعلامية الناطقة بالعربية؟
يمكننا تصنيف الاعلام الناطق بالعربية في أوروبا إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول الرسمي لدافعي الضرائب الذي يعبر عن رؤية الحكومات الأوربية، والنوع الثاني هو اعلامي رسمي انتقل إلى أوروبا وممول من الحكومات العربية، والنوع الثالث صحافة الاغتراب المجتمعي المستقل وهو ما ننتمي إليه وسيكون له دور مستقبلي مهم.
- أخيراً.. نسأل: هل يمكن أن تنقلوا تجربتكم إلى دول أوروبية أخرى؟
في بداية عملنا وزعنا جهودنا في قنوات عديدة الكومبس صومالي والكومبس فارسي والكومبس تغريني، لكننا وجدنا أن ذلك يشتت عملنا ويضعفه، فركزنا فقط على الكومبس العربي، على أمل أن نوسع نشاطنا في دول أوربية أخرى، وننقل تجربتنا إليها بالتعاون مع الزملاء الاعلاميين العرب في هذه الدول ومع مواقع موجودة على الأرض..