ثقافة ومجتمع

فن الخط العربي يستهوي السويسريين.. فهل يكمل طريقه هذا العام؟

بيل/بيين- (سويسرا والعرب):

لم يكن معرض الخط العربي الأول الذي استضافته مدينة (بيل – بيين) في مطلع العام الماضي حدثاً عادياً كغيره من الأنشطة الكثيرة التي تزخر بها هذه المدينة متعددة الثقافات، بل ترك أثراً إيجابياً على المهتمين، حيث كان من المقرر تجواله خلال فترة الربيع في أحياء المدينة ومراكزها الثقافية المختلفة، غير أن وباء كورونا أوقف جميع الأنشطة المقررة العام الماضي، ومع بدء العام الجديد 2021يؤمل أن يتراجع كورونا ليتابع عشاق الخط ممارسة هوايتهم عبر عدة دورات وورشات عمل لعام.

المعرض الأول من نوعه

المعرض نظمته جمعية دار بيل/بيين (Haus pour Bienne) التي أخذت على عاتقها رعاية النشاطات والحوارات الثقافية والاجتماعية، في المدينة السويسرية المتميزة بتعدد ثقافات سكانها، الذين يزيد عددهم عن 60 ألف وينحدرون من نحو 140 جنسية.

صاحب المبادرة الصحفي السوري قاسم البريدي لفت انتباهه حب السويسريين للخط العربي، ولهذا بادر الى تنظيم ورشة خاصة لتعليم الخط العربي بمختلف أنواعه، وفي نهايتها قام المشاركون في الورشة بتنظيم أول معرض للخط العربي في هذه المدينة الجميلة المتميزة بأنها تتحدث لغتين الفرنسية والألمانية وببحيرتها ومعامل ساعاتها الشهيرة.

محتويات المعرض وساعة دمشق

 المعرض لم يكن فردياً بل شارك فيه عدد من المتطوعين ممن أحب هذا الفن، وأكثر ما لفت النظر هو كتابة أسماء الأشخاص بأشكال جميلة وبسيطة، بحيث يستطيع زائر المعرض أن يكتب اسمه بنفسه وبسهولة، ولهذا ضم القسم الأكبر من المعرض أشهر الأسماء الشائعة في سويسرا.

أما اللوحات الأكبر فهي للأمثال والأقوال الشهيرة، وهي موجودة لدى كل الشعوب واللغات بما فيها اللغتين الفرنسية و الألمانية مثل عبارة (من جد وجد) و(اطلب العلم ولو في الصين) ، وعبارة (الحاجة أم الاختراع) وعبارة (من يضحك يضحك أخيراً) وغيرها من العبارات الجميلة.

وشمل القسم الثالث من معرض الخط العربي مجسمات متنوعة، كعلب الهدايا والمكعبات للأحرف والأرقام، وساعات حائط بأرقام عربية بينها ساعة باسم العاصمة السورية دمشق، ويشار هنا إلى أن الأحرف العربية المستخدمة حالياً هي بالأصل هندية، بينما الأحرف العربية الحقيقية هي نفسها التي تستخدم في أوروبا وشمال إفريقيا.

ورغم إلغاء عدة ورشات -العام الماضي- كانت مقررة للخط العربي، وتوقف المعرض الأول دون أن يتابع جولته، فإنه تقرر هذا العام تنظيم عدة دورات جديدة.. فهل ينتهي كورونا ويسمح لعشاق هذا الفن أن يتعلموه ويمارسوه في أنشطتهم.. هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة..

أنواع الخطوط العربية

تتعدد أنواع الخط العربي، وذلك لأن حروفه جميلة ومتصلة ببعضها، مما جعلها قابلة للتشكيل والتصميم بأشكال منحنية وهندسية لا تحصى، وقد أبدع الخطاطون قديماً وحديثاً في تطوير هذا الفن.

وللخطوط العربية سبعة أنواع أساسية.. أقدمها الخط (الكوفي) الذي سمى نسبة إلى مدينة الكوفة العراقية ويعتمد على قواعد هندسية، وزخرفية..

أما النوع الثاني فهو خط (الرقعة) السهل والسريع في الكتابة ويمتاز بجماله، وسمي بذلك نسبة إلى كتابته على الرقاع القديمة، وأما الخط الثالث: خط (النسخ) فيمتاز بالوضوح وجمال حروفه، وسمي بالخط الصحفي لكتابة الصحف اليومية فيه.

وهناك خط (الثلث) الذي يعتبر من أجمل الخطوط العربية، ولكنه أصعبها كتابة وأما النوع الخامس فهو (الخط الفارسي) الذي يتميز بطابعه المميز المعتمد على التعليق، وهناك خط (الديواني) وسمى بذلك نسبة إلى دواوين الحكومة الذي كان يكتب فيها. لتمييزه عن غيره.

ونشير أخيراً إلى الخط السابع وهو الخط (الحر) وهو خط حديث لا يخضع لقواعد وإنما لذوق ورؤية كل خطاط.

One thought on “فن الخط العربي يستهوي السويسريين.. فهل يكمل طريقه هذا العام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *