شالوم الله ..فيلم يقدم نماذج واقعية للمسلمين في سويسرا
برن – (سويسرا والعرب)
على مدى العاميين الماضيين حقق فلم (شالوم الله) نجاحاً ملحوظاً في تحسين صورة الإسلام في سويسرا، وذلك على يد الصحفي والمخرج ديفيد فوجل من مدينة زيورخ وهو اليهودي الأصل.
ديفيد وبمنهيته الصحفية وكمخرج، أراد الرد على الإعلام اليميني الذي يريد تشويه الإسلام، وذلك من خلال فيلم وثائقي يحكي قصة أشخاص اعتنقوا الإسلام في سويسرا.
وخلال تنقل الفيلم في عدة مهرجانات داخل المدن السويسرية، يحرص المخرج وبعض أبطال الفلم على مناقشة الجمهور والرد على أسئلتهم بأجوبة عملية مقنعة.
وهو يقول: عندما يتم تصوير المسلمين في بعض وسائل الإعلام على أنهم أشرار.. فكيف نفسر إذن أن أكثر من مائة سويسري يعتنقون الإسلام كل عام؟
ويستمر الجدل حالياً حيال الإسلام في المجتمع السويسري، وانقسم الراي العام مع وضد، خصوصاً مع صعود الأحزاب اليمينية، ولهذا نجد أحياناً أن السويسريون الذين يغيرون دينهم إلى الإسلام قد يلقون معارضة وازدراء من أقاربهم أو جيرانهم، وفي الوقت نفسه يزداد عدد الأشخاص بلا دين وفق الاحصائيات السنوية الأخيرة.
قصة واقعية.. وتحديات
فيلم (شالوم الله) ورغم نجاحه نسبياً في كسب مزيد من الرأي العام، إلا ان مخرجه ديفيد نفسه لم يسلم من بعض النقاد وقال أحدهم: من المستغرب أن يسمح المخرج لنفسه بأن يتجاوز ماضيه الديني!
تدور أحداث الفيلم حول قصة عائشة ويوهان ولو مانتوس اللذان اتخذا خطوة في حياتهم تجعل من حولهم غير مرتاحين، وأقسما بشهادة “لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله” للدخول إلى دين الإسلام.. ثم يبدأ تحولهم وإعادة توجيههم.. يحاول الزوجان التمسك بمواقفهم على الرغم من الأحكام المسبقة لمن حولهم.
عائشة تركت ريفها الأصلي واندمجت في المدينة الكبيرة المجهولة لاتباع القواعد الصارمة لدينها الجديد، ويكافح زوجان تم تحويلهما حديثًا لمواجهة التحيز، حيث يُنمي يوهان لحيته مثل المسلم الصالح الذي يطمح إليه، وبالتواصل معهم ينجح الصحفي والمخرج ديفيد في إنتاج فلمه الوثائقي والأول من نوعه في سويسرا وربما في أوروبا كلها.
الديانتان الإسلامية واليهودية متقاربتان..
(سويسرا والعرب) التي حضر محرريها الفيلم التقت المخرج ديفيد فوجل الذي قال: أعرض قصة لتغيير الناس ديانتهم، ومنهم شباب ونساء وعائلات، ومدى تقبل المجتمع لذلك، وكانت خياراتهم وحياتهم ليست سهلة إطلاقاً، ومع ذلك يجب ألا ننظر إلى الحياة بالأبيض والأسود فقط بل إلى التنوع فيها، ولهذا اردت عرض وقائع لقصص حقيقية لدخولهم للإسلام.
وأضاف: تابعت في الفيلم التحولات التي حدثت في حياة الناس سواء عند الدخول للإسلام أو بعد ذلك حيث قد يتراجع بعضهم أو يستمر وهذا حسب تعقيدات حياتهم اليومية وظروفهم.
وبهذه المناسبة يؤكد ديفيد لـ (سويسرا والعرب) ان هناك ومن تجربته الشخصية تقارب كبير بين الديانتين اليهودية والإسلامية، مضيفاً: منذ صغري كنت اشعر بالراحة لدخولي المسجد وأشعر أننا أخوة والسياسة هي التي تفرقنا.
صروخ: طرح جريء ضد أجندات سياسية
وترى نعيمة صروخ مديرة جمعية (تسامح) أن دوافع المخرج والصحفي دافيد فوجل وكما قدمها بنفسه في الفيلم، هو عدم النظر الى الإسلام كما تعرضه الصحافة اليمينية، إنما النظر إليه من خلال الواقع الحقيقي مع أناس اعتنقوا هذا الدين فعلاً في حياتهم اليومية لتتوضح الصورة له ولغيره.
وقالت صروخ لـ (سويسرا والعرب): الفيلم قدم واظن لأول مرة بهذه المقاربة الإسلام السويسري إذا جاز التعبير، لان في غالبية الاحيان لا يتطرق كثيرا للحديث عن المسلمين الجدد والذين في غالبيتهم أبناء البلد.
وأضافت: اعطى الفيلم كذلك صورة عن تنوع الانتماءات داخل الاسرة الواحدة، وتناول قضية تطور الرؤية في حياة الشخص للدين وللعائلة وموضوع العمل للمسلم، والأهم كمية الاحكام المسبقة التي تشكل عائقاً للمسلم للشعور بالانتماء للوطن والدين معاً.
أخيراً وبصفتها خبيرة في الاندماج بالمجتمع السويسري وحوار الأديان، تقول الأستاذة نعيمة صروخ: الفيلم برأيي فيه جرأة لطرحه شخصية تعتبر اشكالية في مجتمعنا، وطرح كذلك مدى تشابه العلاقة بين الدين والانسان في طريقه للبحث عن الحقيقة لقصة يتعامل معها المخرج والصحفي السويسري ديفيد فوجل اليهودي الاصل، واحد شخصيات الفيلم، وكيف يرى شخص من غير المسلمين محيطه من المسلمين، وهذه شجاعة من المشتركين وكذلك من المخرج.
وخلصت للقول: هذا الطرح الجريء يعيدنا الى نقطة البدء: هل نحن بالفعل مختلفون ام هناك من يريد ان يعزز هذا الاختلاف لخدمة اجندات سياسية وايدلوجية ضيقة…؟!