سويسرا والاتحاد الأوروبي يستأنفان المحادثات بهدف تعميق العلاقات التجارية..
بروكسل- وكالات:
بدأ اليوم الاثنين الاتحاد الأوروبي وسويسرا رسميا مفاوضات لتعميق العلاقات بين الشركاء التجاريين ،على الرغم من اعتراضات الحزب السياسي الرئيسي في الدولة الواقعة في جبال الألب وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
تخضع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وسويسرا حاليا لمجموعة من الاتفاقيات، ويسعى الطرفان منذ سنوات إلى التوصل إلى اتفاقية تعاون أوسع نطاقا.
انسحبت سويسرا فجأة من أكثر من عقد من المفاوضات في مايو 2021 بعد أن رفض الاتحاد الأوروبي التزحزح عن المطالب السويسرية لاستبعاد القضايا الرئيسية المتعلقة بالمساعدات الحكومية وحماية الأجور وحرية التنقل.
وبعد عامين من السعي إلى لملمة شتات الأمور، عادت المفاوضات أخيرا إلى مسارها الصحيح.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان لها: إن رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين والرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد أطلقتا مفاوضات في بروكسل يوم الاثنين حول “حزمة واسعة من الإجراءات لتعميق وتوسيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وسويسرا”.
وقالت فون دير لاين: “اليوم هو بداية فصل جديد في علاقتنا مع سويسرا على أساس تجديد الثقة والمشاركة بين الشركاء والجيران”.
وقالت اللجنة إن الجانبين يهدفان إلى اختتام المحادثات هذا العام.
إذن ما هو موضوع المفاوضات الحالية، وما مدى احتمالية نجاحها؟ هنا لمحة عامة.
– نهج جديد –
وتهدف المفاوضات إلى إعادة تنظيم خمس اتفاقيات رئيسية ضمن خليط من 120 اتفاقية تحكم علاقات سويسرا، غير العضو في الاتحاد الأوروبي، مع الكتلة المحيطة.
ويسعى الطرفان إلى مراجعة الاتفاقيات المتعلقة بحرية الحركة والمعايير الصناعية والزراعة والنقل الجوي والبري، وإنشاء اتفاقيات جديدة حول الكهرباء والأمن الغذائي والصحة.
وستهدف المحادثات إلى خلق المزيد من الطرائق الملزمة للتعاون بين الجيران، بما في ذلك آلية لتسوية النزاعات.
على سبيل المثال، يمكن جعل المساهمات المالية السويسرية في التماسك الاقتصادي والاجتماعي في الاتحاد الأوروبي دائمة من خلال آلية ملزمة قانونا، مقابل الوصول إلى السوق الداخلية للكتلة.
وتريد سويسرا أيضاً ضمان استمرار مشاركتها في برامج الاتحاد الأوروبي في مجال البحث والتدريب والثقافة والرياضة، بما في ذلك برنامج Horizon Europe.
– عوائق –
وستتم المفاوضات حول المجالات المختلفة بالتوازي.
وقالت سويسرا إنها تريد اختتام المحادثات هذا العام، لكن القضية تظل حساسة للغاية في الدولة الغنية بجبال الألب، وسط مخاوف بشأن قضايا السيادة السويسرية وحماية الأجور واستقلال القضاء.
ويعارض أكبر حزب في سويسرا، حزب الشعب السويسري اليميني المتشدد، بشدة اتفاق تعاون أكثر صرامة.
وشنت معركة الأسبوع الماضي ضد المفاوضات الوشيكة، محذرة من أن أي اتفاق من هذا القبيل سيكون بمثابة إشارة إلى “خضوع سويسرا الكامل” للاتحاد الأوروبي.
قد تكون الموافقة على الصفقة صعبة في سويسرا، حيث من المرجح أن يحتاج النص النهائي إلى اجتياز التدقيق ليس فقط من قبل البرلمان السويسري ولكن أيضاً من قبل الشعب، في ظل النظام الديمقراطي المباشر في البلاد.
– روابط قريبة –
هذا ويتمتع الاتحاد الأوروبي وسويسرا بروابط قوية عبر الحدود، إذ ويعد الاتحاد الشريك التجاري الأول لسويسرا، بينما تعد سويسرا رابع أكبر شريك تجاري للكتلة.
يعيش حوالي 1.5 مليون مواطن من الاتحاد الأوروبي في سويسرا، بينما يعبر عدة مئات الآلاف من مواطني الاتحاد الأوروبي الحدود يوميًا للعمل.
وفي الوقت نفسه، يعيش حوالي 450 ألف مواطن سويسري في الاتحاد الأوروبي.