سويسرا تعلق إجراءات طلبات لجوء السوريين
- برن – (سويسرا والعرب):
أسوة بعدة دول أوروبية، علقت سويسرا منذ الآن وحتى إشعار آخر، إجراءات وقرارات اللجوء لطالبي اللجوء السوريين، حيث أعلنت أمانة الدولة للهجرة اليوم الاثنين أن هذا الإجراء سيظل ساري المفعول حتى إشعار آخر.
وذكرت وكالة الأنباء السويسرية (كيستون) إن أمانة الدولة للهجرة، أكدت في منشورها على منصة (اكس) أنها ليست حالياً في وضع يمكنها من إجراء فحص موضوعي إذا كانت هناك أسباب حقيقية للجوء وما إذا كان تنفيذ الترحيل مطلوباً بشكل منطقي.
وأعربت أمانة الهجرة عن اعتقادها ان السوريين الذين يرغبون في العودة الى بلادهم عليهم أن يلاحظوا اولا كيف يتطور الوضع هناك ، وسوف يستغرق الامر عدة أسابيع ، أو حتى عدة أشهر حتى يتشكل الهيكل الجديد واستقراره.
وفي أعقاب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، قررت الحكومات الألمانية والنمساوية والسويدية والدنماركية والنرويجية والبلجيكية في السابق تعليق طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين السوريين، وتعتزم فرنسا أن تحذو حذوها.
وذكر مصدر يعمل في اللجوء لـ (سويسرا والعرب) أن الوضع لا يدعوا للقلق بالنسبة للاجئين المقيمين في سويسرا حالياً، وهذا إجراء روتيني يخص طلبات اللجوء الجديدة أو المحتمل حدوثها حسب رأيه، وستتابع (سويسرا والعرب) لاحقاً تقديم توضيحات قانونية حول هذا الخبر.
الأحزاب اليمينية تتحرك ..!
ولئن كان لحدث الإطاحة بنظام الأسد في سوريا تداعيات فورية على سياسات اللجوء في أوروبا، فإن الأحزاب اليمينية وجدت فرصتها لتتحرك بهدف كسب المزيد من الأصوات المؤيدة لها.
ووفقاً للصحافة السويسرية الصادرة اليوم، فإن حزب الشعب اليميني السويسري UDC هو الطرف الأول الذي طلب تسريع مثل هذه الإجراءات، ويرى الحزب أنه “في البداية، ينبغي على سويسرا أن تدعم العودة الطوعية إلى سوريا، وثانياً يجب أيضاً البدء في العودة القسرية”.
وطالب الحزب كذلك بـ “وقف فوري لعملية اللجوء للسوريين” و”إلغاء القبول المؤقت”.وذلك بحجة إنه يخشى من وصول مؤيدي نظام الأسد ونشوء التوترات، كما كان الحال مع الجالية الإريترية، وكتب الحزب: “ستكون لدينا ظروف في سويسرا قريبة من الحرب الأهلية”.
“نقطة تحول”
وبالمقابل.. أجاب وزير الخارجية الاتحادي إيجناسيو كاسيس على عدة أسئلة أمام البرلمان بعد ظهر اليوم في برن، قائلاً: أن الوضع السوري في الوقت الحالي غير مؤكد للغاية، مشيراً إلى أن المجلس الاتحادي (الحكومة) سيبحث آخر التطورات في سوريا خلال اجتماعه الجمعة، وخاطب البرلمان: (في نهاية هذا الأسبوع، يمكنكم من رؤية ذلك بأنفسكم، إن كان هناك بالفعل نقطة تحول).
واستدرك كاسيس قائلاً: (إننا لا نزال على خط المساعدات الإنسانية الذي أثبت كفاءته كما قدمناه منذ عام 2011، وفي الوقت نفسه، أصبح من الضروري الآن بذل جهود دبلوماسية متزايدة الأهمية حتى نتمكن من التأثير على الوضع الأولي الجديد في اتجاه السلام وحقوق الإنسان).
تباين بين الدول الأوروبية
بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، تدرس العديد من الدول وضع اللاجئين السوريين، وأصدر المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين اليوم قراراً بتجميد قرارات إجراءات اللجوء التي لا تزال جارية حالياً للمهاجرين السوريين، حسبما أعلنت الوزيرة الألمانية نانسي فايسر في بيان صحفي، في ظل (حالة عدم اليقين الحالية) وتعتبر ألمانيا هي دولة الاتحاد الأوروبي التي تضم أكبر الشتات السوري.
وكانت أحزاب اليمين المتطرف واليمين المحافظ وغيرها في ألمانيا وبعد أقل من 48 ساعة من الإطاحة بالرئيس الأسد، قد أطلقت بالفعل هذا النقاش المثير للجدل حول عودة المهاجرين السوريين في أكبر اقتصاد في أوروبا في الحملة الانتخابية.
كما أعلنت السويد والدنمارك والنرويج يوم الاثنين تعليق فحص طلبات اللجوء المقدمة من اللاجئين السوريين.
ولم تكتفي السلطات النمساوية اليمينية بتعليق طلبات اللجوء المقدمة من اللاجئين من هذا البلد، بل أعلنت العمل لإعداد “برنامج طرد”، وأكدت وزارة الداخلية أنه (من الآن فصاعدا سيتم إيقاف كافة الإجراءات الجارية).
ومن جهتها، أشارت وزارة الداخلية الفرنسية إلى أنها (تعمل على تعليق ملفات اللجوء الحالية من سوريا).. بينما تأمل اليونان، التي يمر عبرها العديد من اللاجئين السوريين، أن تسمح الإطاحة ببشار الأسد في نهاية المطاف بـ (العودة الآمنة للاجئين السوريين) إلى بلادهم، حسبما أشار المتحدث باسم الحكومة اليوم الاثنين.
العفو الدولية.. تنتقد…!
وانتقدت منظمة العفو الدولية (الإشارة الخاطئة تماما) التي أرسلتها برلين بتجميد فحص طلبات اللجوء، والتي تتعلق، بحسب المنظمة غير الحكومية (بحوالي 50 ألف شخص)
واستنكرت المنظمة غير الحكومية أن “ثمن” إعادة تقييم الوضع في دمشق “لا ينبغي أن يدفعه أولئك الذين يحاولون منذ سنوات بناء حياة جديدة”.
“الصبر واليقظة”
ودعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الاثنين، إلى “الصبر واليقظة” بشأن مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
و”تنصح المفوضية بمواصلة التركيز على مسألة العودة” وتأمل أن تسمح التطورات على أرض الواقع “بعودة طوعية وآمنة ومستدامة – مع قدرة اللاجئين على اتخاذ قرارات مستنيرة”، كما كتب الأمين العام للأمم المتحدة فيليبو غراندي في بيان صحفي نشر اليوم.