سويسرا تتضامن مع شعب لبنان: بـيـروت الـحـب والســلام لن تــمـــوت..!

·       (سويسرا والعرب) – بيل/بيين

نظم مساء أمس عدد من اللبنانيين في مدينة بيل /بيين التابعة لكانتون برن، وقفة تضامنية مع بيروت، رفعوا خلالها الأعلام اللبنانية وصور لضحايا الانفجارات التي هزت العاصمة اللبنانية مؤخراً.

وأكد المشاركون في الوقفة حرص الشعب السويسري والمقيمين في سويسرا على سلامة وأمن لبنان، التي تعيش حالياً ظروفاً إنسانية واجتماعية واقتصادية صعبة للغاية، نتيجة فساد السلطة السياسية الحاكمة وإهمالها لسلامة وأمن مواطنيها.

تعاطف شعبي كبير

وقال المواطن اللبناني جورج عقيقي لـ (سويسرا والعرب): انبثقت فكرة هذه التظاهرة نتيجة التعاطف الكبير للشعب السويسري معنا كلبنانيين مقيمين في سويسرا، حيث تلقينا اتصالات للاطمئنان عن أهالينا وشعبنا، ولأننا لا نستطيع استقبال الجميع في منازلنا بسبب فيروس كورونا، فإننا اخترنا في هذا اليوم ساحة مركز المدينة كوقفة تضامنية للشعب السويسري مع الشعب اللبناني ولنشرح للناس ولوسائل الاعلام ما حصل.

وأكد عقيقي أن سويسرا كعادتها تفتخر بتقاليدها الإنسانية العريقة ووقوفها لمساعدة الدول والشعوب في الأيام العصيبة والمحن والكوارث، وهي الدولة المضيفة للجنة الدولية للصليب الأحمر وباقي المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.

وأضاف: عندما وقعت الانفجارات في بيروت تعاطف الشعب السويسري مع هذه المأساة الإنسانية وقدمت الحكومة تبرعات مادية وفنية، وتقوم حالياً جمعية(chaine du Bonheur) السويسرية بحملة تبرعات للمتضررين اللبنانيين وقد جمعت حتى الآن نحو مليوني ونصف مليون فرنك سويسري وسترسل هذه التبرعات إلى المنظمات الأهلية والمشافي في لبنان.

التجاوب كان سريعاً

أما ليال إسماعيل رئيسة جمعية معاً للعيش المشترك  (vivre ensemble Bienne) فقالت لـ (سويسرا والعرب): كنت في العمل عند تلقي الخبر ولم اصدقه حتى اتصلت والدتي معي وبقيت يومين مصدومة اسمع الأخبار تلو الأخبار ولا أعرف ماحدث إنه كابوس حقيقي، وشعرت أن واجبي أن أكون مع أهلي في بيروت، وهنا لا استطيع أن أفعل شيء ،وفكرت بعدها بأن يكون لي دور فعال بوقفة تضامن للمساعدة ليشاهد العالم، ولو عبر صور صغيرة، ماحدث لبلدي.

وأضافت ليال: رغم شعوري أن المسافات صارت بعيدة جداً عن بلدي في هذه الفاجعة، لكن ما خفف من صدمتي هو تعاطف السويسريين الشعب الرائع مع لبنان، الذي يعرفونه جيداً فهم منذ اللحظات الأولى اتصلوا بنا ، وهم يتابعون الأخبار دون انقطاع ويعرفون عدد الضحايا وكل ما يحصل حالياً والجهود الدولية للمساعدة والتضامن مع الشعب اللبناني.

وقالت: هذه الوقفة التضامنية اليوم، جاءت من خلال مبادرة عفوية وفردية نتصل ببعضنا البعض، والتجاوب كان سريعاً جداً من قبل البلدية للأذن والسماح بإقامة هذه التظاهرة التي حضرها عشرات المواطنين وتابعتها جميع وسائل الإعلام.

وختمت ليال حديثها بالقول: بعد إنفجارات بيروت ليست كما قبلها ،ولهذا نأمل أن تكون هذه الأحداث بداية النهاية للماضي السيء وانبثاق فجر جديد للشعب اللبناني.

لدينا الأمل بأن القادم أفضل

بدورها شانتال شيتلات كوموغاتا رئيسة الاتحاد العالمي للسلام في سويسرا تحدت لـ (سويسرا والعرب) قائلة: عندما تلقيت الخبر العاجل عن الانفجار في بيروت لم أصدقه بالبداية، لكن سرعان ما انتشرت تفاصيله المذهلة في جميع وسائل الاعلام السويسرية، وهذه مصيبة إنسانية كبرى نتيجة غياب المسؤولية والدولة في مثل هذه الكارثة، والضحية هو الشعب المسكين المظلوم.. فأين الإنسانية للنخب الحاكمة الفاسدة؟

وأضافت شانتال: لا أستطيع أن أعبر عن مشاعري في هذه الصدمة مهما قلت، لكننا في سويسرا نشاطر الشعب اللبناني مشاعر الحزن والألم، ونمد يد العون له في محنته ونعزي الضحايا الأبرياء ونصلي معاً كي يحل السلام والأمن في هذا البلد ، ورغم كل هذه المآسي فإنه لدينا الأمل بأن القادم أفضل.

الله ينتقم من السياسيين

المواطن اللبناني علي الغراوي، والذي بدت عليه علامات الحزن، قال لـ (سويسرا والعرب): لم أعد أتفاجئ بشيء وبلادنا العربية كلها تتعرض للخراب من مشرقها إلى مغربها ومن شمالها إلى جنوبها.

وأضاف: الله ينتقم من كل يد مغمسة بالدم ليكونوا عبرة لمن اعتبر، وهم كلهم يتحملون المسؤولية دون استثناء، لأن النخب السياسية الحالية لا تمثل الشعب كونها مرتبطة بالخارج، واللعبة مدروسة ومخطط لها منذ سنوات طويلة، وليست غريبة عن الصهاينة وأدواتها في المنطقة العربية.

وقال الغرواي: وكما يقال (لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..نعم لقد جردونا من أخلاقنا وقيّمنا الأصيلة ولابد من إعادة تأهيل المجتمع أيضاً من خلال التربية الأخلاقية والعلم الصحيح لا الجهل والفساد. وخلص للقول: للأسف تركيبة النخب السياسية الطائفية هي سبب كل مشاكلنا، وأعداء الإنسانية لا يتركون أي أمل للخلاص ، وهم مستعدون أن يبيدوا شعوباً بأكملها تنادي بالحرية لتبقى الأنظمة السياسية الفاسدة لأنها ترعى مصالحهم في هذه المنطقة لتبقى متوترة وغير مستقرة.

• 

• 

• 

• 

لقطات من الوقفة:

• وقف المشاركون دقيقة صمت وأشعلوا الشموع في الساحة المركزية للمدينة.
• رافق الوقفة رفع الأعلام اللبنانية والأناشيد الوطنية وأغاني فيروز.
• تميز اللبنانيون المشاركون بأنهم يد واحدة ولم تفرقهم الأحزاب والطوائف.
• اغلب السويسريين يهتمون بما حدث ويعرفون أن مشكلات لبنان سببها الزعامات الطائفية السياسية وإهمالها الواضح لتلبية احتياجات الناس وحمايتهم من الأخطار المحدقة بهم بعد سنوات طويلة من الحروب.

من الشعارات التي رددها اللبنانيون:

• أيها الأصقاء:دعمكم المعنوي قبل المادي سيسمح لنا بتقديم المساعدة لضحايا بيروت.
• بهمة الشباب والصبايا بدها تتعمر بيروت رغم انف الحاقدين والمجرمين والحرامية.
• نقول لأمراء الحروب: بيروت ما بتموت..!
• بيروت تنشر مشاعر الحب والسلام في هذه الاوقات الصعبة..
• أيها اللبناني: ابق قوياً.. وسيكون كل شيء على ما يرام قريباً..

• 

•