سوق الدراجات الهوائية.. أسعارها رخيصة وزبائنها كثر
بيل/بيين – (سويسرا والعرب):
أقيم اليوم السبت على ضفة بحيرة بيل/بيين الجميلة شمال غرب سويسرا، سوق الدراجات الهوائية الذي استقطب نحو ثلاثة آلاف زائر واستمر من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر.
ويتيح هذا السوق المنتظر ونصف السنوي، فرصة ممتازة لبيع أو شراء الدراجات الهوائية المستعملة وملحقاتها في ظروف مناسبة للجميع أطفال وكبار نساء ورجال، علماً ان أسعار الدراجات الجديدة مرتفعة وتبدأ ببضع مئات وتصل إلى بضعة آلاف الفرنكات السويسرية، وقد نجد دراجة بعشرة آلاف فرنك وبذات الوقت نجد سيارة مستعملة بأقل من ألف فرنك..
50 متطوع لتنظيم السوق
(سويسرا والعرب) تجولت في السوق والتقت /ماتياس روتيس هاوسر/ مدير جمعية برو فيلو المتخصصة بالدراجات الهوائية في مدينة بيل/ بيين ومنطقة سيلاند ومنطقة جورا البيرنية.
يقول ماتياس: تنظم جمعيتنا هذه السوق وتقوم بالدعاية له، وذلك مرتين في السنة المرة الأولى في الربيع والمرة الثانية في الخريف، ويعمل في هذا الحدث 50 متطوعة ومتطوع.
وأوضح أن السوق يضم جناحاً مخصصاً للتعريف بالجمعية وتقديم معلومات عن السوق وعن الدورات التعليمية لقيادة الدراجات الهوائية وكل ما يتعلق بشؤونها كالنصائح والاستشارات والندوات، ونتقاضى رسم من المشاركين ما بين 10-20%.
وأضاف: كل شخص يستطيع المشاركة ببيع أو شواء دراجة هوائية أو أكثر، إضافة لمشاركة محلات بيع الدراجات الهوائية ومستلزماتها في مدينة بيل/ بيين.
وأشار إلى أن السوق يحوي على أقسام للتصليح ولتقديم الخدمات الخاصة بالدراجات بمختلف أنواعها، إضافة إلى أماكن لبيع المأكولات والمشروبات للجمهور.
أكثر من ألف دراجة
وعن الأنواع والكميات المعروضة يقول مدير الجمعية: يعرض في هذا السوق أكثر من ألف دراجة هوائية ومن مختلف الأنواع منها الدراجات العادية والرياضية والجبلية والكهربائية ومنها ثلاثة دواليب ونسائية وللأطفال وغيرها.
وأوضح أن هناك ما بين 800 إلى 1200 شخص يشارك في السوق، إضافة لنحو 30 محل لتجارة الدراجات، ويزوره خلال هذا اليوم ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف زائر من مدينة بيل ومن الكانتونات والمناطق المجاورة لها.
وعن الأسعار يقول ماتياس: إنها مناسبة للجميع و بمجملها مقبولة ورخيصة تبدأ من 40 فرنك ووسطياً 300 فرنك، وهي قد تكون لموديلات قديمة لكنها نوعيات جيدة، علماً ان أسعار الدراجات الجديدة تصل إلى بضعة آلاف الفرنكات..
وعن صلاحية الدراجات المباعة يقول: خلال السوق تقدم الجمعية للراغب بالشراء النصائح وتجري الورشة للدراجة الفحوص الفنية اللازمة مجاناً إذا رغب أحد بذلك، وبالإمكان أيضاً تجريب الدراجة داخل السوق أو خارجها وفي هذه الحالة يضع المشتري بطاقته الشخصية كرهن ولا توجد ضمان للدراجة لأنها مستخدمة.
وعن أسواق الدراجات في سويسرا، أكد ماتياس أنها تقام في أغلب المدن الكبيرة ضمن جداول زمنية وأضخمها سوق دراجات زيورخ وسوق دراجات برن، في حين يعتبر سوق بيل / بيين متوسط الحجم.
وعن مصير المعروضات في السوق يقول: في نهاية فترة التسوق يأخذ الناس دراجاتهم التي لم تباع ويعودون بها إلى بيوتهم أو يمكنهم التبرع بها إلى جمعية دراجات افريقيا المشاركة في السوق، وهي جمعية تطوعية يتبرع الناس لها بالدراجات الهوائية الصالحة أو غير الصالحة وتقوم بترحيلها إلى ورشات مختصة لتصليحها وتجميعها في العاصمة برن وشحنها إلى عدة دول إفريقية مشاركة في المشروع.
أنتظر السوق لأنه ممتع
وعبر المشاركون في السوق وزواره عن سعادتهم، حيث تتوفر فيه الموديلات والنوعيات الممتازة ولو كانت قديمة بأسعار مشجعة ورخيصة، واغلب الزوار جاؤوا مع أصدقائهم أو اسرهم ليقضوا يوم ممتع أيضاً قرب البحيرة حيث تتوفر المأكولات والمشروبات.
وقالت تيانا لـ (سويسرا والعرب): جئت إلى هنا مع والدي، وأنا سعيدة وأنتظر هذا السوق لأنه ممتع بالنسبة لنا، وأحضرت دراجتي للبيع والآن أقوم ببحث عن دراجة ذات موديل آخر.
وأضافت: سوق الدراجات مشوق وعندما أتجول فيه أشعر بالسعادة لأنني من عشاق الدراجات الهوائية وأستخدمها يومياً وفي نهاية الأسبوع والعطلات أقوم بالتنزه بها حول البحيرة وإلى أماكن بعيدة.
وتابعت تيانا: سوق بيل متنوع وكبير ويقام مرتين في العام، وكلنا ننتظره ولكنني أتمنى في المرات القادمة تقسيمه إلى عدة أجنحة مكان للدراجات الرياضية وآخر للنسائية وثالث للأطفال وقسم للدراجات الكهربائية، وبذلك يسهل علينا زيارة الجناح المختص وإجراء مقارنة أسهل بذات المكان، ونشكر الجمعية المنظمة له ولوسائل الاعلام أيضاً التي تابعت نشاطاته.
جمعية (برو فيلو)
تأسست الجمعية عام 1985 وبعد عام نظمت أول سوق للدراجات ليصبح ذلك تقليداً نصف سنوي، ومع مرور الوقت اكتسبت الجمعية مركزاً مهماً في تقديم الاستشارات الفنية من خلال التعاون مع السلطات المحلية ومخططي المدن لتحديد الطرق الخاصة بالدراجات، وكذلك المواقع المناسبة لوقوفها في الشوارع والساحات، إضافة لتقديم الاستشارات لراكبي الدراجات أثناء التصويت على الأمور المتعلقة بحركة مرور الدراجات.
وتنظم الجمعية دورات لتعليم قيادة الدراجات للأطفال والنساء والكبار وتتيح إمكانية الانتساب إلى عضوية الجمعية حسومات خاصة لأفراد الأسرة.
ونتيجة جهود الجمعية، تم تطوير وتحسين مواقف الدراجات في مدينة بيل بشكل كبير، وأنشأت إدارة تخطيط المدن مقعداً لممثل الجمعية لاستشارته والاستماع إليه في سياق العديد من مشاريع البناء.
دراجات هوائية لإفريقيا
تم تدشين هذا المشروع عام 1993 في العاصمة برن، وتقوم ورشة إعادة التدوير (غامب – ودراتيزيل) التابعة له بِجَمع الدراجات الهوائية القديمة وغير المُستخدمة من جميع أنحاء سويسرا بِنَفسها، وبالتعاون مع نحو 30 جمعية شريكة ومنها جمعية في بيل، لغرض التصدير بعد ذلك الى أفريقيا.
ويتم تصليح الدراجات الهوائية وتجديدها في هذه المؤسسة الاجتماعية، من قِبَل العاطلين عن العَمَل أو من جانب أشخاصٍ يعانون من ضائِقة مالية أو مشاكل صحية.
كما يَعمَل هذا المشروع على ضمان إنشاء ورشات تعليم وعمل ومرافق إنتاج لصناعة الدراجات الهوائية في البلدان الأفريقية الشريكة في هذا المشروع التي تصدر إليها الدراجات وهي: غانا وبوركينا فاسو وزيمبابوي وأريتريا وغامبيا.
انت مشكور جدا جدا في تقديم معلوماتك عما يحدث في بيل وسويسرا كصحفي عربي متخصص.وتبرز في ذلك العمل التطوعي الكريم فقد سددت بعملك هذا نقصا إعلاميا واضحا في هذه المدينة بالذات ليت إدارة مدينة بيل وضواحيها.تدعم إعلاميا وماليا لكي تتوسع في ذلك ويستفيد العرب من ذلك