توماس ميشيل لـ (سويسرا والعرب):8% من سكان مدينة بيل يحصلون على مساعدات اجتماعية، وخدماتنا متاحة للجميع..
بيل/بيين- قاسم البريدي:
ما هو واقع المساعدات الاجتماعية في مدينة بيل/ بيين.. ومن يستحقها؟ وكيف يمكن تلبية مطالب المستفيدين منها…؟ وماهي حقوقهم وواجباتهم وعلاقاتهم مع المرشدين الاجتماعيين؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها التقت (سويسرا والعرب) السيد توماس ميشيل مدير الشؤون الاجتماعية في مدينة بيل/ بيين، وذلك على هامش المعرض الذي أقامته مؤخراً المديرية في قصر المؤتمرات، وكان هذا الحوار..
- ماذا قدمتم اليوم في هذا الحفل؟
كما تعلمون خصص شهر أكتوبر/ تشرين الأول كشهر للهشاشة (نتيجة كورونا) بالتعاون بين البلدية وعدة مؤسسات وجمعيات أهلية، وعملنا على الترويج للنشاطات التي نقوم بها للناس بشكل عام لنظهر لهم أن هناك مساعدات في البلدية والجهات الأخرى وأين نجدها ، وهذا يتيح الفرصة للتعرف على المشكلات التي يعانوا منها الناس اجتماعيا واقتصاديا مع استمرار أزمة كورونا.
واليوم كان اختتام هذه الفعاليات في قصر المؤتمرات، وأقمنا خلاله معرضاً صغيراً لمديرية الشؤون الاجتماعية، ليعكس أعمال أقسام ودوائر المديرية إلى جانب لقاء المتعاونين والمتعاونات في الشؤون الاجتماعية والذين يجيبون على أسئلة الزوار والحضور.
المساعدة.. هدفها مزدوج
- هل يمكن أن نتعرف على نشاط مديريتكم؟
يهدف عملنا في الشؤون الاجتماعية بشكل رئيسي إلى تقديم المساعدة المالية الى المتعسرين الذين لا يملكون المال الكافي لإعالة أنفسهم، او الذين يتقاضون مبالغ قليلة من التأمينات الاجتماعية، وتمكين هؤلاء الناس من اعادة الاعتماد على أنفسهم بالسرعة الممكنة.
وتغطي المساعدة المالية الضروريات الأساسية كالطعام والملابس وما يتعلق بالعناية الشخصية، إضافة للسكن والتأمين الصحي.
- وهل المساعدة الاجتماعية كافية لوحدها؟
هذه الخدمة هدفها مزدوج فهي تساعد على تغطية المصاريف اليومية الأساسية ليتمكنوا من العيش في الحد الادنى المقبول اجتماعيا، وبذات الوقت تقديم المساعدة لهم من خلال المشورة للحصول على الاستقلال ماليا من جديد.
وبكلام آخر الخدمة موجهة فقط للأشخاص المحتاجين الذين ليس لديهم أموال وموارد، ونعمل بذات الوقت على مساعدتهم بالاندماج في المجتمع ودخول سوق العمل، وبالتالي نبحث مع الشخص السبل للوصول إلى حياة مستقرة ومستقلة.
كم عدد الأشخاص الذين يحصلون على المساعدة الاجتماعية في بيل/ بيين؟
كما تعلمون عدد سكان المدينة نحو 60 ألف، وعدد الذين نقدم لهم المساعدة أكثر من خمسة آلاف أي 8 % من السكان، وهذه نسبة كبيرة لكن ثلثهم أطفال، والباقي رجال ونساء من أعمار 18 حتى 64 سنة..
- وهل عدد الموظفين كاف.. وما هي أقسام المديرية؟
لدينا نحو 160 موظفاً ويمكننا زيادتهم لكن ذلك يكفي، ونصفهم مساعدين اجتماعيين (مرشدين) والنصف الثاني إداريين وفنيين وهو عدد يكفي لتلبية حاجات الناس المستهدفين. والقسم الأول هو قسم الخدمات الاجتماعية ويقدم النصائح ويعرف الناس بنظام المساعدة الاجتماعية في سويسرا وحقوق وواجبات المستفيدين منها.
وأما القسم الثاني الإداري ففيه متخصصين بصندوق التأمين الصحي وصندوق التأمين الاجتماعي والمحاسبة المالية وغيرها.
- الناس يحتاجون المتخصصين أيضاً.. هل يمكنهم أن يتوجهوا إليهم مباشرة دون المرشد الاجتماعي؟
إذا كانت المرة الأولى فعلى المراجع تحديد موعد على الهاتف أو بالزيارة، وبعدها يوجد الشخص الذي يجيبه على سؤاله المتعلق بالمساعدة الاجتماعية أو غيرها، فقد تكون هناك مشكلة مالية ونبحث عن الجهة التي تستطيع مساعدته، وهناك متخصصون وحتى الأشخاص الذين لا يحصلون على مساعدة اجتماعية يمكننا تقديم الاستشارة والمساعدة لهم.
ما أبرز مشكلات خدمة المساعدة الاجتماعية؟
المشاكل بشكل عام تبدأ من فقدان المهنة، وعندما لا يحصل الشخص على راتب ويحتاج للمال فأغلب الأحيان المساعدة الاجتماعية تكون بالحصول على المال، ولكن قد يكون لديهم مشكلات صحية ومشكلات في الحصول على التأهيل أو مشكلات عائلية، وكل هذه الأمور نتناقش فيها، ونرى إذا كان هناك إمكانية لإعطاء قرض مالي لتحسين وضعه للاندماج مجدداً في المجتمع.
- يوجد شكاوى بعدم تعاون المساعد الاجتماعي فقد لايرد على الهاتف أحياناً أو لا يستجيب بسرعة لطلب المقابلة؟
العمل في المساعدات الاجتماعية أمر معقد وهو ليس سهلاً، وهناك متابعة مستمرة لكن القوانين والأنظمة هي التي تتحكم بالعلاقة، ومع ذلك فمن يرغب بالعمل في الخدمة الاجتماعية لديه الرغبة أصلاً بمساعدة الناس..
- ماذا يفعل بهذه الحالة؟
عليه أن يعرف الأنظمة الإدارية في سويسرا، ويعرف الطرق الصحيحة والمناسبة لحاجاته، ويجب الحوار والتحدث وإيجاد الحلول بشكل مشترك.
لا تنتظروا.. وبادروا بأشياء تناسبكم
- وهل يمكن للمستفيد من المساعدة الاجتماعية تقديم شكوى؟
بإمكانه لكن قبل ذلك عليه أن يفكر: ماذا يمكنني أن أفعل؟ وهنا يمكن الحوار المفيد والبناء، وكما هو معروف لدينا الكثيرون ممن يتركون المساعدات الاجتماعية ويجدون عملاً ويعتمدون على نفسهم وحتى بعد عدة سنوات لأن الطريق ليس بدون نهاية وإن كان صعباً..
ومن المهم هنا في سويسرا ان يكون لدى المقيم تعليم مهني، ولابد من البحث عن الإمكانيات لإعادة التدريب أو إيجاد تأهيل جديد لدخول سوق العمل.
- وفي النهاية.. ماذا تقول للناس؟
لا تترددوا بطلب المساعدة وتقديم الاقتراحات المناسبة، ولا تنتظروا ان يقدم لكم الأخرين الأفكار، وأنتم بادروا بأشياء تناسبكم…!
- وهل هناك عناوين للمساعدة في الحصول على فرص عمل أو تدريب مهني؟
نعم هناك في الأنترنت على موقع البلدية الكثير من المواضيع، التي تهم الناس بهذا الشأن، وإن كان ذلك صعب فإنه توجد مطبوعات ورقية يمكن طلبها..
المساعدات الاجتماعية في سويسرا
من يحق لهم الحصول عليها؟
المساعدات الاجتماعية مخصّصة للأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر، وجميع السويسريين أو الذين لديهم إقامة أو طالبو اللجوء واللاجئون، وهناك حالات خاصة تحصل على ما يُعرف بـ “مساعدات الطوارئ”، ويُمكن للمتقاعدين التقدم بطلب للحصول على إعانات تكميلية
ولا يستحق المساعدة للمستفيدين من الضمان الاجتماعي (معاشات البطالة أو التقاعد) أو الذين يحصلون على المساعدات من الاقارب أو لمن لديه أموالاً في البنك أو عقارات، ولا يسمح من خلال المساعدات الاجتماعية تسديد الديون.
ماهي واجبات المستفيد من المساعدة؟
ان الواجب الأساسي لطالب المساعدة هو تهيئة جميع الوسائل والسبل للخروج من حالة العسر المالي، ويُطلب منه البحث عن وظيفة أو المشاركة في برنامج إعادة الاندماج في سوق العمل، وبالنسبة لمن لديه عمل يساعده متخصص في إدارة الميزانية على وضع خطة لتحسين وضعه المالي.
يجب الإبلاغ عن أي دخل جديد، بما في ذلك الهدايا النقدية أو التكاليف الصحية المستردة، بحيث يُمكن تعديل مدفوعات المساعدة، وفي حال عدم صحة المعلومات يتم خصم المدفوعات أو إلغائها، ويُمكن للسلطات ترحيل الأجانب الذين يرتكبون عمليات الغش.
هل يمكن لمن يحصل على المساعدة الحصول على الجنسية؟
إذا كان المقيم يتلقى إعانات الرعاية الاجتماعية، فهو غير مؤهّل للتقدم بطلب للحصول على الجنسية السويسرية، وبعض الكانتونات تشترط فقط ألا يكون المتقدم بالطلب قد حصل على الإعانة خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط، وبعضها حدد هذه المدة بعشرة أعوام.
هل يجب سداد أموال المساعدة؟
هذه المبالغ تعتبر ديناً على المستفيد وعليه الالتزام بسدادها حال توفر المال الكافي لديه، لأن صناديق المساعدة الاجتماعية تمول من اموال دافعي الضرائب من النساء الرجال.
أرقام ومؤشرات
- ثلث الحاصلين على المساعدات أعمارهم أقل من 18 عاماً وربعهم يُوصفون بـ “الفقراء العاملين”، فهم يمارسون عمل لكنهم لا يتمكنون من تلبية احتياجاتهم الأساسية.
- نحو ثلاثة مليارات فرنك أنفقتها الكانتونات على الرعاية الاجتماعية عام 2018.
- أكثر من 3 % سكان سويسرا يحصلون على مُساعدات اجتماعية (نحو 300 ألف).
- نصف المستفيدين يجدون فرصة عمل خلال عام واحد، و20 ٪ بعد سنتين.
- يحتاج حوالي 8% لمساعدات لمدة ستّ سنوات أو أكثر.