تجمع السودانيين في سويسرا في وقفة احتجاجية (2-2): العسكر لم يوفوا بتعهداتهم. . والثورة ستنجح من جديد..
جنيف – (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:
نظم مساء أمس السودانيون في سويسرا وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة جنيف ضد الانقلاب العسكري على الحكم المدني واغتصاب السلطة بالقوة.
وعبر المشاركون الذين توافدوا من كل أنحاء سويسرا عن تفاؤلهم بالخلاص وعودة الحكم المدني واستمرار الثورة حتى النصر.
(سويسرا والعرب) تتابع الجزء الثاني من لقاءاتها مع المشاركين..
جبريل: ما حدث هو خيبة أمل لشعوب العالم…!
ويرى عبد الباقي جبريل، وهو ناشط سياسي من كانتون لوزان، أن ما حصل في السودان مؤخراً من استيلاء للعسكر على السلطة السياسية، كان خيبة أمل كبيرة جداً لكل الشعب السوداني وللشعوب العربية ولشعوب العالم ايضاً.
ورغم ذلك يؤكد جبريل في حديثه لـ(سويسرا والعرب) أنه متفائل في المستقبل القريب وقال: لاحظنا اهتمام كبير من دول الاتحاد الأوروبي ومن الدول العربية والدول الإفريقية وأنا متفائل بانتصار الثورة من جديد.
وأضاف: بعد أن نجح السودانيين بصورة سلمية رائعة في تحقيق النصر وخلع الرئيس السابق عمر البشير بعد ثلاثين عاماً تقريباً من الحكم الأحادي الدكتاتوري في البلد، وأثبت بذلك الشعب السوداني رغبته الصادقة والأكيدة بأن يخرج من السنين العجاف والخراب والدمار، وبعدما بدأت حكومة حمدوك التي تمثل ثورة الشعب مرحلة إعادة الديمقراطية للسودان وبناء اقتصاده ومؤسساته، فوجئنا بأن هناك محاولة لوقف كل ما تم من تطور وانفتاح بانقلاب العسكر..
وقال: لكننا متفائلين بأن ما حدث هو سحابة صيف عابر ونسأل الله التوفيق لشعبنا البطل.
روجز: أتضامن مع أصدقائي السودانيين
أما المهندس باول روجرز وهو إنكليزي، فكان واحداً من بين عشرات الأجانب والعرب الذين تعاطفوا مع السودان وشاركوا بهذه الوقفة وقال لـ (سويسرا والعرب): أنا إنسان عادي التقيت منذ أكثر من عامين ونصف مع عدد من السودانيين قبل الثورة، ومن وقتها صرت ألتقي بعشرات السودانيين وأحببت السودان وثقافته وتاريخه والشعب السوداني كله.
وأضاف روجرز: الأحداث الأخيرة صدمتني وأحزنتني أنا وأصدقائي السودانيين، ولهذا قررت أن أتضامن اليوم معهم في هذه الوقفة التاريخية كجزء من إيماني بالسلام والديمقراطية في العالم.
وعن كلمته التي ألقاها في اللقاء قال: ذكرت للمتظاهرين أن هناك رجلاً إنكليزياً مشهوراً عاش هنا في سويسرا هو الفنان (شارلي شابلن) وعمل فيلماً قبل 80 عاماً بعنوان (الديكتاتور العظيم) يتحدث بسخرية عن هتلر والنازية، وفيه خطاب قوي جداً ضد الدكتاتورية وعدت قراءة الخطاب وأسقطته على ما حدث في السودان، وجاءت الفرصة هنا لأشرح مضمونه لهذا الحشد الكبير ولمحبي الديمقراطية والسلام.
خاطر: الشكر لجميع المشاركين وفي مقدمتهم السفير
فاطمة خاطر مسؤولة الإعلام في تجمع السودانيين في دولة سويسرا قالت لـ (سويسرا والعرب): نظمنا اليوم وقفة الثلاثين من أكتوبر نحن وشركاؤنا في كافة دولة سويسرا بأجمعها، ونشعر اليوم أننا أكثر من أي وقت مضى كياناً واحداً نقف يداً واحدة وتنظيم موحد ويداً بيد، وشكراً لكل من ساهم معنا بإيصال صوتنا من هنا من أمام مبنى الأمم المتحدة.
وأضافت خاطر: الثورة محروسة والشفاء العاجل للمصابين والجرحى، والمجد للشهداء وعودة سريعة وآمنة لكل المفقودين، ونتضامن مع كافة المعتقلين السياسيين والديبلوماسيين السودانيين وخصوصاً سفيرنا علي بن أبي طالب الجندي بمدينة جنيف، والذي شرفنا بمشاركته هذا اليوم هو وعائلته الكريمة،
وختمت مسؤولة الإعلام حديثها بالقول: أدين بشدة الانقلاب الغاشم وأطالب بالعودة الفورية لخدمات الاتصالات والأنترنت.
الطاهر: التاريخ يؤكد أن الانتفاضات الشعبية تطيح بالعسكر
د. أميمة الطاهر من كانتون برن قالت لـ (سويسرا والعرب): أقف اليوم هنا أمام الأمم المتحدة بجنيف كسودانية رافضة لانقلاب البرهان الذي يسعى لإجهاض حلمنا في إقامة دولة مدنية وارجاعنا لحكم العسكر.
وأوضحت الطاهر أن تاريخ السودان الحديث يؤكد أن النصر حليف الشعب السوداني على العسكر، فبعد الاستقلال عام 1956، حكم السودان الفريق عبود من عام 1958 الى 1964، ثم المشير جعفر نميري من 1969 الى 1985، وعمر حسن البشير من عام 1989 إلى 2019.. ولعلّ المفارقة المثيرة للانتباه هنا، أنّ كلّ الحكومات العسكرية التي تعاقبت على حكم السودان، أطيح بها من خلال انتفاضات شعبية في أعوام 1964 و1985 وأخيراً 2019.
وخلصت للقول: الآن سوف تطيح ثورتنا العصية السلمية بالعسكر، ودام السودان شامخا عزيزاً..
عبد الله: يوم تاريخي لثورة الشعب
د. أميرة عبد الله صيدلانية سودانية من كانتون لوزان قالت لـ (سويسرا والعرب): جئنا لنشارك مع الجالية السودانية ضد الانقلاب العسكري في السودان، والسودانيون في العالم كله يقفون في هذا اليوم التاريخي 30 أكتوبر في مسيرة مليونية لدعم ثورة الشعب السوداني.
وأضافت: الوقفة اليوم هي أبسط شيء يمكن أن نعمله لأهلنا في السودان لمساعدتهم حيث يعتقل الناس وتموت للدفاع عن الحكومة المدنية برئاسة الدكتور حمدوك الذي استطاع مع زملائه المدنيين إخراج البلاد من الحفرة التي صنعها النظام الإسلامي، والبرهان جنرال عسكري كان مع البشير وعمل انقلاب على إرادة الشعب السوداني في التحول الديمقراطي وجئنا هنا لندين هذا الانقلاب الغاشم.
وعن توقعاتها للمستقبل تقول أميرة: الشعب السوداني شعب قوي وانشاء الله تنجح الثورة من جديد لاستعادة زمام المبادرة والأكيد ستنجح الثورة ويرحل العسكر.
حقائق للتاريخ: العسكر لم يوفوا بتعهداتهم وسيطروا على الاقتصاد…!؟
وكشف لـ (سويسرا والعرب) الصحفي السوداني محمد عثمان أبو شوك الذي يعمل في الاعلام السويسري عن خفايا الاتفاق للمرحلة الانتقالية وتسليم السلطة في نهايتها للمدنيين.
يقول: بعد قيام ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2018، ظلت وجماهير الشعب السوداني في الشوارع لمدة أربعة أشهر تقريباً حتى تم التوصل لاتفاق في 6 ابريل/نيسان 2019 الذي ينص على مرحلة انتقالية بين المكونين العسكري الذي هو الجيش وبين الثوار وهم السياسيون، تتيح للسودان خلالها التحول الى الديموقراطية.
وأوضح أبو شوك أن هذا الاتفاق هو شراكة بين المكونين المدني والعسكري بنيت على وثيقة دستورية تفصل مهام وواجبات كل طرف، وفي هذه الوثيقة اتفق على أن الحكومة (الجهاز التنفيذي) بأكمله مدني ماعدا وزيري الداخلية والدفاع.
وقال: ما حدث بعد ذلك أن هؤلاء العسكر، لأن خلفيتهم إسلامية وتربوا في النظام الديكتاتوري، أصبحوا يعوقون عمل الحكومة المدنية لأنهم مسيطرون على 80% على اقتصاديات البلد حسبما قال رئيس وزرائنا حمدوك، فهم يسيطرون على تجارة الواردات والصادرات، وعلى الذهب بشك خاص كأحد أهم مواردنا، وبالتالي استطاعوا أن يضعوا عراقيل اقتصادية ويضيقون على الشعب ليكره الديمقراطية والمدنية.
وأضاف الصحفي السوداني: حسب الوثيقة الدستورية المفروض بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، أن يسلموا مجلس السيادة إلى الحكم المدني، ولأن البرهان هو رئيس مجلس السيادة والتاريخ اقترب جداً وشعروا أن الأمور ستفلت من أيديهم قاموا بهذه العملية العسكرية الاستباقية..
وخلص للقول: عندما ادعى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن الحكومة المدنية هي التي أخلت بالاتفاق، فهذا الكلام غير صحيح والحكومة المدنية التزمت تماماً بكل ما ورد في الوثيقة الدستورية، وهم وحدهم العسكر الذين لم يلتزموا بها.
تجمع السودانيين في سويسرا في وقفة احتجاجية (1-2): الردة مستحيلة.. يسقط.. يسقط حكم العسكر..