انتشار دورات التدريب على آلة (ساز) للموسيقى الشرقية
إبراهيم باكير: الموسيقى تصنع المحبة والسلام والصداقة بين الشعوب
بيل/ بيين – قاسم البريدي:
تستهوي الموسيقى الشرقية سكان سويسرا، إضافة للأبناء المنحدرين من أصول تركية وعربية وكردية وغيرها..
وانطلقت مؤخراً في مدينة بيل/ بيين أول دورة متخصصة في الغيتار التركي المعروف باسم (ساز) والمشابه لما نعرفه في بلاد الشام (البزق)..
عن هذه الدورة وأهمية هذا الفن، التقت (سويسرا والعرب) الفنان إبراهيم باكير الذي يعلم العزف على هذه الآلة الساحرة.. وكان هذا الحوار..
- لماذا أخترت هذا المكان وإعطاء الدروس مجاناً؟
أنا مسرور هنا لإعطائي الفرصة في دار بيل/ بيين، لأنني كنت أبحث عن مكان مناسب وليس من السهل أن أجده في قلب المدينة لإعطاء الدورات الموسيقية في العزف الشرقي، ورحبت بنا إدارة هذا المبنى الذي يقدم خدمات عديدة كدورات اللغات الفرنسية والألمانية وجميعها مجاناً وللجميع.
- ومنذ متى بدأت في مدينة بيل ؟
بدأنا العام الماضي بتدريس هذه الدورة للمبتدئين من الصفر، لاسيما من شريحة الشباب والأطفال لتعلم قراءة النوطة والعزف عليها، وأصبحوا هذا العام بمستوى جيد يعزفون بمفردهم وهذا شيء رائع.
- وكم يحتاج المتدرب من الوقت للتعلم؟
يحتاج نحو السنة من التدرب والتعلم، والمهم كذلك ليست الدورة فقط، بل أيضاً التصميم والتدريب في المنزل ليصبح المتعلم عازفاً، وهذا يمنحنا السعادة كمدربين للموسيقى الوترية الشرقية.
- الفنان إبراهيم لنتعرف على تجربتك بتعليم الـ ( ساز) ؟
بدأت منذ 15 سنة واعطيت دروساً ودورات في ( الديلمون) بداية الأمر، وأمارسها وأدربها حالياً كهواية هنا في مدينة بيل، ووقد تخرج قسماً من المتعلمين وأصبحوا مدرسين لهذه الآلة وزملاء لي ويعطون الدروس في دورات ومدارس عديدة.
- وبأي لغة تعطي الآن؟
إضافة للغتين التركية والكردية، أعلم في اللغتين الفرنسية والألمانية.
- ما هو عدد المتدربين حالياً؟
حالياً يتدرب 6 أطفال منهم 4 متدربين قدامى واثنين جدد.
- ولماذا لا يزيد العدد أو تضعون إعلانات؟
إدارة دار بيل / بيين ( Haus pour Bienne) هي التي تضع إعلانات لهذه الدورة ضمن برامجها وأنا لا أركض وراء الناس لأن الراغبين هم يأتون إلينا ونرحب بهم.
- وهل تقتصر الدورة على صغار السن كما لاحظنا اليوم؟
لا.. هي متاحة للجميع ممن لديه هذه الهواية وكل الأعمار مقبولة، وقد لا تصدق أن لدي متدرباً عمره سبعين عاماً وقد يكون أكثر، والمهمة الرغبة أولاً والتدريب ثانياً.
- وهل هناك شروط إضافية؟
لا الدورة مجانية.. لكن على المتدرب شراء آلة العزف (الساز).
- وما هو سعرها وهل متوفرة في سويسرا؟
أسعارها مختلفة تبدأ من 200 فرنك ويوجد محلات في برن، وفي المانيا توجد محلات بيع كثيرة.
- هل من يعزف الساز يعزف العود مثلاً؟
نعم . . من يعزف ساز يستطيع العزف على باقي الآلات الوترية مثل (العود) و(الغيتار) وكلها لها نفس النظام.
- وما أهمية تعلمه هنا في سويسرا؟
هذا العزف الشرقي جميل ويغني الموسيقى الغربية ويزيدها تنوعاً، وأنا سأحاول تدريسها في مدارس الموسيقى، والأهم أن الموسيقى والغناء هما لغة العالم التي تنشر المحبة والسلام والصداقة بين الشعوب.
- وهل تعمل ضمن فرقة موسيقى وغناء شرقي؟
أنا أغني وشاركت في عدة برامج ولقاءات في التلفزيون، وشاركت بعدة حفلات فنية.
وهل أنت الآن معروف في سويسرا لاسيما للجالية التركية؟
نعم هناك الكثيرون ممن يعرفوني، وهناك طلابي أيضاً ولكنني لا أعرف بالضبط عدد من يتابعني.
- هل تحب إضافة كلمة أخيرة؟
الموسيقى تبني الصداقة بين الناس وهي لغة العالم وبفضلها نستطيع بناء جسور التواصل والمحبة والسلام في العالم.
الساز .. والبزق
الساز هو آلة موسيقية وتريّة تتشارك فيها مختلف الثقافات في شرق البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأدنى، ومنطقة آسيا الوسطى، ومصطلح «ساز» يشير إلى عائلة من الآلات الوترية، العود طويل العنق المستخدم في الموسيقى الكلاسيكية العثمانية والتركية الشعبية والآذرية، والكردية والآشورية والأرمنية، وأجزاء من سوريا والعراق ودول البلقان.
ولا تحظى أي آلة موسيقية في تركيا بما تحظى به آلة «الساز» من حب وارتباط، ورثها الأتراك عن أجدادهم العثمانيين الذين جاؤوا بهذه الآلة الموسيقية من آسيا الوسطى.
وهناك آلة البُزُق وكانت تسمى عند العرب قديما باسم «الطنبور» وهي شبيهة بالساز التركي والبوزوكي اليوناني لكنها تختلف عنهم، وتعتبر إحدى الآلات الموسيقية الرئيسية التي ركز الأخوان رحباني استخدامهما عليها.
والبزق هو آلة وترية ذات عنق طويل وجسم أصغر من العود، وتتألف من وترين مزدوجين (صول ودو)، وقد استخدمها فنانو العراق وسوريا، حيث حضرت بقوة في تراثهم الفني.