الملتقى الأول للجالية الفلسطينية في سويسرا: يجمع العائلات.. ويعيد إحياء التراث الفني والمسرحي

برن – (سويسرا والعرب): قاسم البريدي:

شهدت العاصمة السويسرية برن مساء السبت الماضي أول لقاء للجالية الفلسطينية وذلك في مبنى مجمع الأديان الشهير، بحضور حشد كبير من العائلات الفلسطينية والعربية وبأعداد تزيد عن المئة شخص، وهو ما فاجئ أغلب الحاضرين وحتى منظمي اللقاء أنفسهم، خصوصاً وأنه يأتي بعد فترة انقطاع طويلة فرضتها الإجراءات المشددة لمكافحة وباء كورونا.

(سويسرا والعرب) حضرت هذا الملتقى المهم وأجرت هذه اللقاءات..

عمر التميمي

منتدى مفتوح للفلسطينيين وللعرب أيضاً

وتحدث عمر التميمي أحد منظمي اللقاء لـ (سويسرا والعرب) قائلاً:

دعينا الجاليتين الفلسطينية والعربية أيضاً لهذا اللقاء، وساهموا جميعاً بتنظيم هذا التجمع الرائع من حجز الصالة واحضار المأكولات والمشروبات وغيرها، للتعارف حيث تلتقي الأسر مع بعضها البعض.

وأشار التميمي إلى وجود جمعية سابقاً كانت تقوم بمثل هذه النشاطات لكنها توقفت، واليوم يتم إحياء (منتدى فلسطين العربي)، وهناك حضور كبير للفلسطينيين والعرب ومن كل المناطق إضافة لسويسريين أيضاً.

 وقال: أشكر الحضور لتلبيتهم الدعوة وجميع المشاركين دون استثناء ونحن نرحب بالجميع، والحضور رائع فعلاً وحصل تعارف بين أفراد الجالية لتزداد المحبة والتعاون بين الناس، ونحن دعونا الناس التي نعرفها وكل شخص يدعو من يعرفه ليضم اللقاء أكبر عدد ممكن من أبناء الجالية.

أول مسرح فلسطيني للهواة

إطلاق أول مسرحية من الهواة

وعن البرنامج الفني للملتقى، يقول عمر التميمي: لقد بادرنا لإطلاق فرقة مسرحية مكونة من عشرة أشخاص من الهواة وهي مفتوحة للجميع، لتعبر عن هموم الفلسطينيين والشعوب العربية ومآسيها والظلم الذي يتعرضون له، وهذه أول مسرحية تمثيلية غنائية نعملها عن التراث الفلسطيني.

وأضاف: فكرة المسرحية تتمحور حول الأحداث التي حصلت في فلسطين.. كيف اغتصبوا الأرض.. وكيف اعطتها بريطانيا لشعب غير شعبها الأصلي، ونناقش ذلك بطريقة كوميدية مشوقة ومعبرة وهي قصيرة لمدة نصف ساعة وباللغة العربية.

وعن الغاية من اختيار هذا العمل يقول التميمي: نحن لأول مرة نعمل هذه المسرحية ونعالج همومنا ونعبر عن طموحاتنا من خلال الفن الهادف بكل أشكاله المسرحية والغنائية والرقص الفلكلوري، ونتمنى أن يتكرر مثل هذا اللقاء ويتوسع بأنشطة مختلفة من مسرحيات وفنون تعبر عن التراث الوطني وهموم الجالية

 وعن سبب مبادرته وعلاقته بالفن، يقول: أنا درست المسرح ولم أكمله وعندي هذه الهواية، ولي دور في هذه المسرحية وكتبت السيناريو لها أيضاً وفق الإمكانيات المتاحة، وأنا لست محترفاً وكلنا هواة ونحاول أن نجرب بطرق كوميدية وغنائية بسيطة لترفيه المغتربين كي لا يشعرون بالقلق في حياتهم الجديدة بعيداً عن أوطانهم وثقافاتهم، ونحاول بذلك أن نجعلهم وكأنهم يعيشون ببلدهم..

وختم حديثه قائلاً: نحن انطلقنا من برن وطموحنا تكرار المسرحية في كانتونات أخرى بعد تدريب الفرقة بشكل جيد، وجاءتنا دعوات من بيل وزيورخ وجنيف، ونأمل أن نلبيها في المستقبل.  

صباح تيوما

العراضة الشامية. تعود…!

فرقة (أشبال الشام للعراضة) كانت مشاركة في هذا الحفل، وتحدث عنها الشاب صباح تيوما قائلاً: نسعى لإحياء تراث يمثل كل بلاد الشام، وتهدف فرقتنا الى تعريف الناس بحضارتنا وتقاليدنا العريقة، ونحن شعب مثقف يحب السلام والعيش المشترك وليس شعب همجي يصنع الحروب كما تصور ذلك بعض وسائل الإعلام..

وقال تيوما: تأسست فرقتنا منذ سنتين وتوقفت بسبب كورونا، وأهدافنا تنمية هوايات الشباب المغتربين لإحياء التقاليد الشعبية كالأعراس والحفلات، والآن عدنا وانطلقنا من جديد، وعدد الفرقة 15 شخصاً بما فيهم المصور والمنظم، وإن شاء الله تنال عروضنا اعجاب الجميع.

جالية صغيرة.. لكنها مؤثرة

ولم تعتقد الشابة حنين محمد، وهي طالبة تمريض، أن يكون اللقاء بهذا التنوع، وتقول: الجالية الفلسطينية صغيرة ومع ذلك فهي مؤثرة، وفوجئت بحفلات العشاء والتعارف على أشخاص وعائلات يعيشون في مناطق مختلفة في سويسرا، واللقاء اليوم مميّز وتم فيه أحياء التراث الفلسطيني والفنون المختلفة من موسيقا وغناء ومسرح إضافة للمأكولات والأزياء التقليدية.

وتتمنى حنين أن تتكرر هذه اللقاءات ويتم تنظمها بأوقات مناسبة للجميع، وأيضاً هناك عدد لا بأس به من الجاليات العربية – كما تضيف – وتأمل أن تزداد الأنشطة المرافقة.. 

غادة الريان

المسرح نشاط يجمعنا كشباب

بدورها الشابة غادة الريان وهي طالبة معلوماتية، ولعبت دوراً رئيسياً في المسرحية التي تم عرضها في الملتقى، تحدثت لـ (سويسرا والعرب) قائلة:

أحببنا أن نعمل شيئاً لفلسطين، وبحثنا عن نشاط يجمعنا كلنا، وخاصة الشباب بسن صغير ممن لديهم طاقات ومواهب ورغبة بالفنون، ووجدنا ذلك في فرقة المسرح وكلنا هواة ولا أحد مختص بالمسرح، ونريد أن نقدم عملاً مميزاً للناس، وكتب أحد زملائنا نص المسرحية وتم معالجته أثناء التدريب أكثر من مرة، وحاولنا أن نعالج مواقف سياسية واجتماعية عن طريق الأشخاص وكل واحد منهم يرمز إلى دولة.

وأضافت: نحن فرقة جديدة وناشئة وأغلبنا فلسطينيين وأيضاً يوجد بيننا سوريين وعرب، ولدينا تدريب مرة أو مرتين بالإسبوع لنحقق طموحنا بشكل احترافي.

وعن دورها في المسرحية تقول غادة: أنا أمثل البصارة التي تنأت بتجزئة فلسطين واستعمارها، ورمز للحكومات العربية من خلال اشخاص لا يصدقون هذه النبوءة، وأنا أقدم لهم الإنذار لينتبهوا..

وتضيف: الحضور أكثر مما توقعنا خاصة بأجواء كورونا والناس لديها الرغبة ومتحمسة، ونرجو أن يكون لدينا عروضاً ثانية، ونشتغل على أنفسنا لنكون محترفين ونقدم مسرحيات أكثر ونعمل على عدة نصوص لتحقيق مسرحيات متعددة تلبي ذوق الجمهور في الغربة.

ناصر الدين محمد

محمد: أطمح لمعارض خاصة بالفن التشكيلي الفلسطيني

أما ناصر الدين محمد فقال: بالنسبة للقاء اليوم جميل جداً لنا كأشخاص فلسطينيين نعيش في سويسرا، وهذا أول تجمع فلسطيني تعرفنا فيه على أناس جدد أقدم منا هنا، واللقاء عفوي ومشجع، والجميع كان مسروراً به، وهو يحتاج لتنظيم أكثر في المرات القادمة نظراً لتنوع المشاركات الفنية.

وأضاف محمد: مهنتي تتعلق بالفن التشكيلي الفلسطيني والرسم واللوحات، وأتمنى لو تتاح لي الفرصة لأعرض أعمالي، والتي كنت قد أنجزتها في سورية وجلبت قسماً منها إلى هنا.

الدبكة الفلسطينية
المطرب مجد حامد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *