المغترب المصري محمد أبو المعاطي: لا أشعر في الغربة بجنيف.. وأعيش أجواء رمضانية بامتياز…!
جنيف – (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:
يعتبر نموذجاً مميزاً للاندماج في سويسرا وبذات الوقت في المحافظة على ثقافته وعاداته، إنه محمد عبد الله أبو المعاطي أحد أقدم المغتربين المصريين في جنيف.. وهو اليوم كسويسري الجنسية يعيش أجواء رمضان وكأنه في بلده الأصلي مصر، حيث يمارس طقوس هذا الشهر الفضيل مع عائلته وأولاده وأحفاده وأصدقائه الكثر..
(سويسرا والعرب) التقت المغترب أبو المعاطي وكان هذا الحوار..
- وفي البدء.. هل يمكننا التعرف عليك؟
أنا من مواليد 1943 وجئت إلى هنا عام 1978 وعملت في البداية في القنصلية المصرية في جنيف لمدة عام وبعدها في أعمال خاصة.
وأحمل شهادة ثانوية عامة وهنا تعلمت اللغة الفرنسية، ثم تزوجت من مصرية وعندي ثلاثة أولاد بنت كبيرة موظفة متزوجة هنا ولديها بنتين وتعمل في شركة سياحة، وابني شريف رجل أعمال وابني الثاني عمر محاسب في بنك بلوم.
- كيف تعيشون أجواء رمضان وهل تشعر بالغربة؟
هنا في جنيف نشعر بأجواء جميلة لأبناء الجاليات المصرية والعربية، ونلتقي كما ترى الآن باستمرار مع الأصدقاء والأحبة، خصوصاً في المناسبات لاسيما في شهر رمضان المبارك، وترسل الحكومة المصرية شيوخاً من الأزهر لهذه المناسبة، ونصلي التراويح معاً في المسجد..
وأنا شخصياً لا أشعر في الغربة في بلدي الثاني سويسرا، لأنني أعيش حياة اجتماعية حلوة مع أولادي وأحفادي وأصدقائي..
- وكيف اخترت سويسرا؟
كان طموحي هو الاستقرار في سويسرا التي جئت لها بالصدفة مع الأصدقاء، الذين أكدوا لنا أن البلد حلوة وجميلة، فقلت لأجرب العيش هنا قبل اتخاذ القرار، وفعلاً استقريت وأولادي درسوا هنا وأكملوا تعليمهم ويعيشون كلهم هنا..
- وماهي دراستهم؟
البنت الكبيرة إجازة في الآداب الفرنسية والولدين بكالوريوس في التجارة وكلهم درسوا في مصر وعادوا ليعيشوا هنا، ولم ينقطعوا عن زيارة مصر.
علاقات واسعة..
- حدثنا عن تجربتك في سويسرا؟
بعدما عملت عاماً في القنصلية المصرية، التحقت بعدها بالعمل في المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف واستمريت فيها نحو 40 سنة، وهي مؤسسة تعليمية وثقافية وخيرية وتستقطب كل الجاليات العربية والإسلامية، وهي تجربة ممتازة أتاحت لي علاقات واسعة في المجتمع، وبشكل خاص الجالية المصرية حيث نلتقي باستمرار.
- وهل أنت راض على فترة العمر التي أمضيتها هنا؟
نعم.. الحمد لله أنا راضي جداً عن مسيرة حياتي وعملي.. وحالياً أنا متقاعد منذ 15 سنة.
- وهل تزور مصر؟
بالتأكيد أزورها باستمرار، وأحياناً مرتين سنوياً مع العائلة كلها..
- أنت كمغترب.. هل تشعر أن سويسرا بلدك أيضاً؟
نعم بلدي سويسرا التي أحبها طالما يعيش فيها أولادي وأحفادي.
الإقامة. . صعبة…!
- ماهي السلبيات والإيجابيات للمقيمين هنا؟
السلبيات أن تأتي إلى هنا بشكل غير قانوني حيث يجد صعوبات كثيرة للاستقرار، بينما كانت الفترات السابقة الظروف سهلة والبلد مفتوحة للجميع، ومن يستقر هنا بشكل نظامي يشعر بالسعادة والرفاهية.
- وماذا تقول لمن يريد الإقامة في سويسرا؟
أن يأتوا بشكل قانوني من خلال عقد عمل أو دراسة، وأما اللجوء فلا يعطى لمواطني الدول التي فيها نزاعات وحروب..
- وماذا تنصح الأسر العربية التي استقرت حديثاً هنا؟
أن يحافظوا على القيم والأخلاق وعلى هويتهم وثقافتهم ولغتهم الأم لهم ولأولادهم.
جنيف.. منفتحة على الجميع
- يقولون عن جنيف أنها غالية؟
أبداً.. لا هي عادية كغيرها من المدن السويسري، لكن ذلك يرتبط بمستوى الدخل أيضاً.
- وما أجمل شيء فيها؟
هي بالدرجة الأولى سياحية والزائر يجد كل شيء ممتع، فالجبال والثلوج المحيط بها وبحيرتها الشهيرة مدينتها القديمة وأسواقها ومتاحفها والمنظمات الدولية تشكل مجتمع راقي.
- وهل تشعر بالغربة في هذه المدينة؟
الحمد لله لا لم أشعر بالغربة، وهي بلد منفتحة ولا يوجد فيها تمييز إطلاقاً، وزوجتي محجبة ولم تصادف بحياتها أي موقف وتعيش حياتها مندمجة بسهولة مع الجميع وأخلاقيات الناس هنا عالية جداً.
المقاهي العربية متنفس لنا..
- ماذا تقول عن حياتك اليومية؟
نحن تأقلمنا هنا ونعيش حياتنا الطبيعية كمواطنين سويسريين لنا نفس الحقوق والواجبات، ونسافر على الدول المجاورة مثل اسبانيا كتير وإيطاليا العائلة في السيارات
- وما الدرس الذي تعلمته هنا، وتريد قوله للمجتمعات العربية؟
علينا أن نأخذ الأشياء الحسنة والطيبة في هذه البلاد، ونطبقها في مجتمعاتنا الأصلية.
- وممكن يتزوج أبناء المغتربين من عرب؟
بالطبع الجالية العربية كبيرة.. وانا ابني متزوج تونسية والثاني ليبية ولدي ثلاث أحفاد، وهناك مقاهي عربية وهي متنفس لنا جميعاً، ونلتقي بها يومياً مع الأصدقاء من كل الجاليات العربية.