ثقافة ومجتمع

المغتربة العراقية لينا الفرحان: الفن يرسم السعادة على شفاه الأطفال ..

جنيف – (سويسرا والعرب)

سنوات الغربة الطويلة في جنيف جعلت من لينا الفرحان فنانة لها خصوصيتها بين الماضي والحاضر والمستقبل، فهي تعود بأعمالها الابداعية إلى جذورها الروحية والحضارية في العراق من خلال معارضها العديدة، وبذات الوقت تحاول استنهاض الواقع الحالي بتجسيد معاناة المرأة والأطفال اليتامي في بلاد الرافدين وسورية واليمن، لرسم الأمل والبسمة على شفاههم من عبر التواصل المباشر والدعم المعنوي والمادي لهم ..

(سويسرا والعرب) التقت الفنانة لينا الفرحان لتتعرف على تجربتها النبيلة، وكان هذا الحوار..

1 – هل تعرفيننا باختصار من هي لينا الفرحان. كيف بدأت وتعلقت بالفن؟

أنا من مواليد البصرة مندائية ارامية من بلد سومر، بلد الشمس والنخيل، مدينة الكرم والعطاء، اعشق الالوان والفن منذ صغري، وبدأت بالرسم ثم بالإعمال الفنية اليدوية بالقماش والورق الملون والتطريز، إلى جانب القراءة للكتاب والشعراء وكتابة الخواطر في المدرسة، وفي نهاية السنة كنت احصل على مداليات لأحسن قارئة.

وغادرت العراق مع أهلي منذ سنوات طويلة بسبب الحروب، ودرست فن العمارة والترجمة لأنني أهوى اللغات منذ صغري، ومتفوقة في اللغتين العربية والإنكليزية واتجهت الى الفن لأعكس المخزون الثقافي الحضاري لبلدي العراق.

الفن يجسد المشاعر النبيلة

2 –   وكيف ولدت فكرة ممارسة الفن في جنيف.. ؟

أعيش في جنيف منذ سنوات طويلة واشتغلت خلالها كمترجمة باللغة الفرنسية وعملت في الأمم المتحدة لفتره من الزمن..

وكنت أحب زيارة المتاحف والمعارض الفنية ما شجعني على بداية انطلاقتي الفنية وتطويرهُا مع مرور الوقت، وعندما ارى لوحه كبيرة في المتحف بألوان واحدة فقط كالأحمر او الازرق او الاسود.. كنت استغرب ذلك وقلت لنفسي: انا ايضاً قادرة على رسم لوحة بلون واحد!! وبدأت فعلاً أجمع فرشاة رسم والوان اكرليك وزيت وكواش واخرج إلى البحيرة لأرسم النافورة الشهيرة والماء والطيور، وعندما انهي عمل لوحاتي أجد صديقاتي وهن يشجعونني على ذلك بإعجاب شديد.

وبدأت ارسم أكثر وأعبر عما أكتبهُ من اشعار يومية وخواطر عن الغربة وبعدي عن وطني، الذي أعشق ترابه وشمسه وشعبه الطيب، أنه الاحساس والمشاعر التي تسري في دمي شوقاً وحنيناً وأجسدها في فني وفي نشاطي الاجتماعي والثقافي لخدمة القضايا الإنسانية النبيلة.

3- وما التقنيات التي تستخدمينها في لوحاتك؟

اتجهت لأرسم لوحات تعبر عن تراث العراق مثل ملوية سامراء وعشتار ونخيل والتنور والمرأة العراقية بالعباءة العربية، واستخدمت في لوحاتي الاكرليك والزيت وأضفت عليهما القماش او الرمل.

كما عملت رسومات بالخط العربي فيها آيات قرآنية او كتابة مندائية آرامية، إضافة إلى الايقونات التي في الكنائس وهي من الذهب الخالص فعلاً …

معرضان في جنيف

4 – وكيف انتقلت إلى إقامة معارض داخل وخارج سويسرا؟

بعد تلك البدايات، أصبحت أخطط لمعارض مشتركه مع اصدقاء وصديقات ولبيع لوحاتي، وبعد نجاح الفكرة أقمت معارضاً فردية خاصة بي، ومما شجعني هو الإقبال على شراء لوحاتي وأعمالي اليدوية الفنية كالحقائب الجلدية والسراميك والزجاج الملون وغيرها..

وعملت عدة معارض في جنيف وفي الدنمارك ليوم الشهيد المندائي وفي استكهولم، ومعرضين في باريس اللومانتيه مع الخيمة العراقية وعرضت فيهما كذلك الاشغال اليدوية..

والان بعد كورونا عملت معرضي الفني الأول في جنيف في 6و7و8 مايو/آيار والذي أحتوى 65 لوحة تمثل عن المرأة العربية، وبيعت منها 17 لوحة، وحالياً يستمر معرضي الثاني حتى نهاية الشهر وانطلق يوم 19 مايو/ آيار.

الوقت والفن لخدمة اللاجئين

5 – الفنانة لينا الفرحان.. كيف تجمعين بين الفن واهتماماتك بالمرأة ودعم اللاجئين؟

كل الموارد المالية التي أحصل عليها من بيع لوحاتي الفنية أقدمها للمحتاجين، وفي المعرض الأخير قررت أن تذهب أمواله لمساعدة الفقراء والمنكوبين في العراق التي سأزورها هذا العام، لكي أخفف من الألم الذي يلازم قلبي الجريح من سنين الغربة الطويلة.

كما أخصص وقتي لمساعدة اللاجئين والاشتراك في ندوات منظمات الامم المتحدة للدفاع عن حقوق المرأة العربية، والنظر في تعجيل سفر اللاجئين العالقين في دول الانتظار، ومطالبة بعض المؤسسات الانسانية للعثور على المفقودين..

ومنذ أكثر من عشرين سنه وأنا أقدم خدمات مجاناً لمساعدة اللاجئين العراقيين والسوريين وغيرهم.. وسافرت عدة مرات الى سوريا والاردن وتركيا والاهواز جنوب ايران والى إندونيسيا.. لتفقد واقع اللاجئين ومساعدتهم مادياً ومعنوياً.

أيادي الرحمة.. لدعم المحتاجين

6 – ماذا عن الجمعية التي قمت بتأسيسها وهل لها علاقة بطموحاتك؟

قبل أربع سنوات أسست جمعية أسميتها “أيادي الرحمة” «Mains de miséricorde» والغرض منها مساعدة اللاجئين السوريين والعراقيين في دول الجوار وكذلك المحتاجين والفقراء والارامل والمرضى..

وأتمنى المزيد من الدعم المادي لهذه الجمعية من كل شخص قادر على ذلك، لأن هذه الاعانات مخصصة لمساعدة الفقراء والمحتاجين الذين يمرون في ظروف صعبة في بلادنا العربية، وهناك معونات وأدوية سنرسلها قريباً لليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *