القفز والتزلج على نهر (آر) مغامرة ممتعة في العاصمة السويسرية
(سويسرا والعرب) – برن
لا تتفاجأ إذا صادفت سباحاً مغامراً يرتدي بدلة خاصة، ولوح تزلج على الماء تحت ذراعه في شوارع برن وهذا ما رصدته (سويسرا والعرب) قبل أيام حيث كان الجو الربيعي دافئاً ومغرياً للسباحة.
وبالفعل تتميز العاصمة السويسرية برن بنكهة خاصة ، عن باقي العواصم نتيجة التفاعل بين نهر آر ،الذي يحيط بها من ثلاثة جوانب وبين سكان أقدم المدن الأوربية، الذين وجدوا فيه رئة لبيوتهم الجميلة على الطبيعة الخلابة.
وإضافة للمنتزهات والحدائق النباتية والحيوانية الضخمة على طرفي النهر، نشأت على جسوره القديمة والحديثة رياضة القفز والتزلج على أمواجه القوية، فعشرات الشباب في كل صيف يربطون أنفسهم بحبل مطاطي ويقفزون ومعهم لوح خاصة للتزلج، إنما بطريقة مميزة عن هذا النوع من الرياضيات المائية المعروفة.
التقينا بمجموعة من الشبان اثناء تحضيرهم للقفز من أحد الجسور العالية على النهر لممارسة هواية التزلج على أمواج النهر القوبة، وشاهدنا شاب اسمه لوك وقفز بطريقة مميزة وسرعان ما بدا يتزلج على النهر بطريقة شيقة وممتعة حيث الكثير من المارة ينظرون إليه.
اتزلق على النهر منذ 14 عاماً
(سويسرا والعرب) التقت الشاب جوليان فولشليغرJulian Wullschleger الذي يرتدي الزي الخاص ومعه لوح التزلق وقال: يعد نهر آر المكان المفضل للسكان المحليين والزوار، وفي أيام الربيع والصيف الدافئة تمارس فيه وعلى جانبيه مختلف أنواع الرياضة كالسباحة وركوب الباخرة.
أما أنا وزملائي فنستعد للقفز من على هذا الجسر للتزلج على نهر آر إنما بطريقة تقليدية خاصة ببرن وهي أن نربط الحبل المطاطي بالجسر ونتزلج عكس موجة التيار وهذه متعة كبيرة اعتدنا عليها منذ كنا أطفال.
وقال جوليان: أنا عمري الآن 30 سنة وأمارس هذه الهواية كل صيف منذ كان عمري 16 سنة وأيضاً أصدقائي يمارسون هذه الهواية منذ صغرهم، ولدينا موقع انترنت خاص بنا اسمه Bungeesurfen.ch ونلتقي كمجموعات بين 5- 10 أشخاص في 5 أماكن على جسور برن.
وعن الأدوات الخاصة بهذا النوع من السباحة يقول: نحتاج لوح تزلج طوله 160 سم وحبل مطاط خاص طوله 18 متراً ونربط طرفه بالجسر بشكل جيد ونقفز بلوح التزلج المعلق بالطرف الثاني للحبل، وبعدها نمارس التزلج بعكس موجة النهر القوية، وباتجاهات مختلفة تعاكس الطرف الثاني من الحبل.
وحول مدى خطورة هذه الرياضة وكيفية الخروج من عمق النهر بعد انتهاء ممارستها التي تستمر لأكثر من ساعة يقول جوليان: أبداً لا توجد خطورة حيث الجميع يجيدون هذا النوع من الرياضة ولديهم خبرة ، وأما الشباب الجدد فلابد أن يتدربوا جيداً ، والخطورة الوحيدة عندما يلف الحبل على السباح، وعندها نقوم هنا بقطع طرف الحبل المربوط بالجسر بسكين خاص، وعند انتهاء التزلج على الماء يقوم اللاعب بالسباحة على أحد أطراف النهر حيث توجد درج خاص للوصول إلى طرق المشاة على جانبي النهر.
أخيراً يقول جوليان: نحن نرحب بكل من يحب السباحة لممارسة هواية التزلج على المياه الجميلة والممتعة ،وهذه رياضة تقليدية نحافظ عليها، وتجمع هذه المغامرة بين الطبيعة والمياه ومتعة التزلج لجميع عشاق السباحة.
مسابح مجانية
وعلى أحد أطراف النهر شاهدنا في هذا اليوم المشمس – أثناء إعداد الريبورتاج- ممارسة مختلف أنواع الرياضة من الجري والكرات والدراجات الهوائية حيث توجد عشرات الأماكن المناسبة المخصصة للمشاة والرياضة .
والتقت ( سويسرا والعرب) بالسيدة مارلين دانيير التي كانت تسبح مع ابنتها التي قالت: بيتي قريب من هنا وانتهز فرصة التوقف عن العمل بسبب كورونا بممارسة هوايتي المفضلة وهي السباحة والجري.
وأضافت بمجرد أن تتجاوز درجة حرارة الماء 18 درجة مئوية، لا يستطيع سكان برن أن يقاوموا اغراءات نهر آر الذي يدعوهم إلى الانغماس في مياهه الفيروزية النقية الآتية من النهر الجليدي والاستمتاع بالمشهد الرائع للمدينة القديمة وأبنيتها المميزة كالبرلمان وغيره، إضافة لتوفر الأماكن المثالية ايضاً لمحبي الاسترخاء بدلاً من السباحة في النهر.
وأشارت مارلين إلى أنه وإضافة للنهر، توجد أربعة مسابح في جوانبه ومعظمها مجانية وهي مارتسيلي ولورين وموري وآيخولتس ( Marzili – Lorraine – Eichholz – Muri) وفيها يعثر الزوار على ما يناسبهم والاستمتاع بالصيف في برن خصوصاً من السياح، لكن هذا العام للأسف لا يوجد أي سائح.
وعن رأيها برياضة التزلق على الماء (بانجي) تقول: هذه الرياضة هي الأكثر شعبية في برن، والقفز في النهر شيء جميل للشباب وفيه نوع من المغامرة وممتع في أيام الصيف الحارة حيث تجلب موجات النهر اللطيفة البرودة.
واوضحت مارلين أنه يمكن ممارسة هذه الرياضة من أبريل نيسان إلى أكتوبر تشرين الأول، ويمكن للمبتدئين كذلك أن يتعلموا من محترفي ركوب الأمواج (بنجي) من خلال دورات متنوعة، وعموماً الطبيعة في برن كما ترى هي النادي الرياضي المجاني المفضل للجميع.
