السودانيون في وقفة أمام مقر المفوضية السامية في جنيف، يطالبون بالتدخل ووقف المجازر فوراً التي ترتكبها ميليشيات الدعم السريع…!
- جنيف – (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:
شهدت أمس مدينة جنيف وقفة احتجاجية أمام المفوضية السامية لحقوق الإنسان، شارك فيها العشرات من أبناء وبنات السودان المقيمين في سويسرا، وذلك للمطالبة بوقف الحرب والمجازر فوراً التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين منذ أكثر من عاميين.

مذكرة لحقوق الإنسان
وتحدث لـ (سويسرا والعرب) نبيل عبد الوهاب مسؤول العلاقات الخارجية بمنظمة (من أجل السودان) قائلاً:
نحن كمنظمة أهلية ليس لنا انتماء سياسي إنما الانتماء للسودان، وعلى مدى عام أقمنا عدة أنشطة أبرزها وقفة أمام البرلمان في العاصمة بيرن وأرسلنا خطاب لوزارة الخارجية السويسرية، وها نحن اليوم نرفع مذكرة لمكتب المفوضية السامية لحقوق الانسان في جنيف، ونؤكد هنا أن السودان يتعرض لمؤامرة دولية خارجية قامت بها الإمبريالية العالمية بدعم من دولة الإمارات لتنفيذ الأجندة الخارجية.
وأضاف: أننا في وقفتنا اليوم أمام مكتب حقوق الإنسان في جنيف نريد إيصال صوت السودان الجريح الذي يعاني من ويلات الحرب نتيجة الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الجنجاويد ، ونؤكد بذات الوقت وقوفنا مع أهلنا في السودان ومؤسساته الشرعية وهو يواجه كارثة إنسانية وهجمات بربرية تشنها قوات الدعم السريع على مدن وقرى وبوادي وكلها يقطنها مدنيين عزل ويتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته كاملة..

حرب ضد المواطن
ومن جانبه المهندس ناصر حسن الخطيب رئيس منظمة (من أجل السودان) في سويسرا تحدث لـ (سويسرا والعرب) قائلاً:
نحن كسودانيين لا نتدخل في السياسة، لكن بسبب الحرب في وطننا قمنا بتأسيس منظمة (من أجل السودان)، ولو كانت الحرب بين جيش وجيش آخر لتركنا الأمر، لكن ما يحصل في السودان لم يكن كذلك، وهذه المجموعة التي تسمى (الجنجاويد) أو (الدعم السريع)، هدفها لم يكن واضحاً إلا بعد حدوث الحرب والقتل في الشوارع للمدنيين، لأنهم يبحثون عن الحرب ضد المواطن ذاته بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الديني أو العرقي، وإذا لم تكن واحداً منهم يقتلونك…!
وعن تأسيس المنظمة يقول: عندا بدأت الحرب تواصلت مع سامي ونبيل وبعد مرور 6 أشهر صارت الحرب مدمرة والقتل للناس لم يتوقف ومستمر، ولهذا اندفعنا لتأسيس هذه الجمعية وقررنا ان نتعاون للتحرك نحو الأمم المتحدة، ونحن كسودانيين في المغترب لم نجهز أنفسنا بعد لما يحدث في بلدنا وليس لدينا خبرة في الحشد الجماهيري والمظاهرات وغيرها لإيصال الرأي للعالم..
وعندما ناقشنا الأمور لاحظنا أن هناك تدخلاً أجنبياً واضحاً ولم تكن الحكومة تتكلم عن مشاركة دول خارجية مثل الإمارات وتشاد في الحرب على شعبنا. وهنا وجدنا أن دورنا يبدأ من هذه النقطة بالذات، لأننا نأمل أن تتدخل الدول من أجل الحل لا من أجل التسليح..
اكتشفنا الجرائم بعد 10 سنوات
وعن تأسيس المنظمة يقول ناصر: بعد أن أعلنا أهدافنا ورأينا بما يحدث انتسب لجمعيتنا أعداداً لا بأس بها من أبناء وبنات السودان ومن جميع الكانتونات، لاسيما من أهل دارفور المتضررين من حرب قوات الدعم السريع عليهم من منذ 2003 وكذلك الشمال والوسط الخرطوم لم يكن يعرفون حجم الإجرام، حيث كان الإعلام غائباً في تلك الفترة منذ عام 2013 ولأول مرة أكتشف ان هناك جرائم بعد عشر سنين من الحرب.
وأضاف: وأولويات خطتنا هي دعم الناس في الداخل ونساعدهم في تصحيح وضع المتضررين منهم وقمنا ببعض الأنشطة وارسلنا مساعدات لمنطقة الجزيرة، حيث ثم ترحيل الناس بالباصات، وأرسلنا مساعدات على السودانيين في تشاد، والحل موجود بين أيدينا وهو مساعدة الناس ونركز على الخدمات الإنسانية السريعة.
ورداً عن سؤالنا عن التعاون مع جمعيات سودانية في سويسرا، يجيب رئيس منظمة (من أجل السودان): حتى الآن لا يوجد تعاون واضح وهناك توجس وخوف لأن جمعيتنا جديدة وفكرتنا تحتاج إلى وقت لنكسب ثقة الناس فينا، وانا شخصياً معروف وأتعاون مع الجميع.
وأوضح ناصر الخطيب أن الجالية السودانية تعتبر صغيرة نسبياً في سويسرية ومشتتة، لكن المشكلة الأكبر أن قسماً لا بأس به مسيس، وطموحنا أن نكون جمعيتنا للجميع ودون أي تفريق، والناس بدأت تتعرف على الجمعية وأعضائها بأنهم ليسوا سياسيين ولا يبحثون عن مناصب، وأنا متفائل بعمل الجمعية وتوسعها وأقدم شكري لكم ولجميع من شارك في هذه الفعالية المتميزة في جنيف، ولدينا طموح أن نستمر بمثل هذه الأنشطة ونحضر في شهر جون إلى فعالية أكبر تتزامن مع فترة انعقاد دورة حقوق الإنسان، وذلك لشرح الواقع المرير في السودان وضرورة وقف الحرب فوراً.

شاهدة عيان من الفاشر
وبدورها بنت مدينة الفاشر التي تعيش في سويسرا منذ بضعة أشهر تحدثت لـ (سويسرا والعرب) قائلة:
أنا من شمال دارفور وبالضبط من مدينة الفاشر المحاصرة منذ أكثر من عام، ويتم قصف المدنيين وقتلهم والهجوم عليهم على مدار سنتين من الحرب، وبسبب الحصار لم يعد هناك غذاء أو دواء، والمدنيون إذا لم يموتوا من القصف يموتون من الجوع والمرض والرعب.
وأضافت: حي الوحدة التي كنت أسكن فيه تم قصفه عشرات المرات في أسبوع واحد والمدنيين اضطروا لينزحوا منه وجيراني قتلوا أمام عيوني وشاهدت بعض القتلى مقطعين لأشلاء، ورغم مرور وقت من مغادرتي بلدي لكن كوابيس الحرب لا تفارقني يومياً وتلاحقني حتى في المنام.
(الدعم السريع) منظمة إرهابية
وعن البدايات تقول بنت الفاشر: في البداية قامت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ولكن سرعان ما أستهدف المواطنين بصورة مباشرة من قبل الدعم السريع فهم يقولون إننا ضد الكيزان والفلول، لكنهم يستهدفون المدنيين وأهالي القوات المتحالفة مع الجيش السوداني انتقاماً وتحقيقاً لأهداف خارجية.
وقالت: المطلوب الآن من المجتمع الدولي أن يصنف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية يحاسبها على جرائمها الفظيعة، ولا يمكن التفاوض معهم لأنهم يقتلون كبار السن والأطفال ويغتصبون النساء ويجندون الأطفال قسراً ويمنع الغذاء والدواء والحياة الكريمة عن الناس.
ولدى سؤالنا لبنت الفاشر: هل أنت متفائلة؟
تجيب: ما نشاهده في فلسطين من مجازر بشرية والحرب في دارفور من عام 2003 وحتى الآن والفاشر تحت القصف منذ أكثر من سنة ولا يوجد أي تحرك دولي، مما يدعوا إلى فقدان الأمل، لكننا متفائلين بإيماننا الكبير بالله، وبذات الوقت نحن لم نسكت وسنبلغ العالم كله بأن ما يحدث من جرائم شيء مرفوض تماماً..
