الاحتجاجات ضد كورونا تراجعت في سويسرا: دعــونــا نتــحاور ولا نـخـيـف الـنـاس ..!
(سويسرا والعرب) : بيل -بيين
ستدخل سويسرا اعتباراً من هذا الأسبوع مرحلة متقدمة من التخفيف التدريجي للقيود المتعلقة بوباء كوفيد – 19، ومع ذلك لم يتوقف بعض المواطنين من التجمع للاحتجاج على إجراءات الحكومية، حيث خرجت وللمرة الخامسة السبت الماضي عدة مجموعات ولكن بصورة أقل.. فما الذي يريدونه أكثر؟
وكانت قد شهدت عطلات نهاية الأسبوع الأربعة الماضية، خروج مظاهرات في عدة مدن متحدين الحظر المفروض على التجمعات التي تزيد عن خمسة أشخاص، وارتفعت أصواتهم بشكل لافت بدعوى انتهاك “الحرية الشخصية” و”نظرية المؤامرة”.
رأي حر.. ونقاش مفتوح
(سويسرا والعرب) سألت المشاركين في احتجاجات مدينة بيل –بيين عن سبب استمرارهم هذا الأسبوع، أجابت إحدى السيدات: نحن هنا كل يوم سبت وللمرة الخامسة ونطالب بحوار أوسع مع الناس وأخذ رأيهم بالإجراءات التي تتخذها الحكومة منذ شهرين.
وأضافت: نريد أن نطمئن الناس بالخروج من منازلهم، ويكفي هذه المبالغة في الإجراءات وفي بعض وسائل الاعلام، والناس باتت محبط خصوصاً كبار السن أو الذين يعيشون بمفردهم بلا عائلة .
وقالت (بعدما رفضت ذكر اسمها): انظر هنا في هذه الساحة كبار السن الى جانب الشباب بدأوا بالحوار الصريح لمنع المبالغة في الحجر الصحي، والخوف الذي أربكهم وجعلهم يعيشون في قلق، وإحدى المسنات بكت عندما حدثتنا عن حياتها ومعاناتها اليومية السابقة، وكذلك فعل شاب مريض بالرئتين خرج لأول مرة.
وتدخلت زميلتها قائلة: نعم نحن نحترم الإجراءات الحكومية وحرص الناس على صحتهم، لكن أبداً لا نريد الاستمرار بتخويف الناس بالأخبار السلبية ليل نهار، فعدد الذين ذهبوا إلى الأطباء النفسيين وحتى العاديين تضاعف عشرات المرات ، إضافة الى الشجارات العائلية والعنف ضد النساء والأطفال.
وعن رأيها بالقرارات الحكومية الأخيرة لتخفيف القيود التي اقتربت من حدها الطبيعي، قالت: برأينا لا تكفي ونريد العودة نهائياً للحالة الطبيعية دون أي قيد، فالتجمع مازال محصوراً حتى ثلاثين شخصاً فقط..
وبالمقابل.. تدخل أحد الأشخاص قائلاً: اجراءات الحكومة السويسرية كانت ممتازة ولم تكن شديدة أو حادة على غرار عدة دول بفرض منع التجول بالقوة، ولو تساهلت الحكومة أكثر لكان الوضع هنا خطيراً ونتائجه تشابه إيطاليا أو اسبانيا، والتريث والخطوات الاحترازية التدريجية هي المطلوبة طالما هي علمية ومنطقية.
نظرية مؤامرة.. أم شغب سياسي؟
وبالعودة إلى المرات الماضية للمظاهرات ، نجد أنها كانت أكبر والشعارات التي رفعها المحتجون كانت أقوى من ناحية القلق من تعليق الحقوق السياسية واعتماد سلطات استثنائية تستند إليها الحكومة الفدرالية لفرض إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد وذلك منذ منتصف شهر مارس الماضي بموجب قانون الأوبئة.
واعتبر منظمو التظاهرات في برن أن الوقفات الاحتجاجية ضد القيود الاجتماعية والاقتصادية ضرورية أمام البرلمان لأن “الدستور قد تم تعليقه” بسبب الإجراءات “المبالغ بها” من قبل الحكومة.
ورفع المحتجون لافتات تحمل شعارات مثل ” أوقفوا هيستيريا كورونا!” “لا تعطي [بيل] غيتس أي فرصة” واجتذبت هذه الاحتجاجات أصواتًا ساخطة مختلفة وأدت إلى تردد مصطلح “نظرية المؤامرة” في وسائل الإعلام.
هذا وأنقسم الشارع السويسري بين المؤيد والرافض لفرض الحالة الاستثنائية التي تعطي صلاحيات واسعة للحكومة المركزية على حساب الحكومات المحلية في الكانتونات البالغ عددها 26 كانتون.
فالرافضون.. يحملون الحكومة المسؤولية وأنها “لم تشرح بشكل واضح بما يكفي موقفها من الحرية والحريات الاقتصادية”، وانتقد الفرع السويسري لمنظمة العفو الدولية بشدة إجراء الشرطة ودعا السلطات إلى احترام الحق في الاحتجاج السلمي.
أما المؤيدون للحكومة.. فيعتبرون الاحتجاجات مسيسة والمتظاهرون حسب رأيهم “جزء من اتجاه اضطراب اجتماعي سائد معادي للعلم والنخبة ويحمل نزعة شعبوية”، ولا شيء تقوله الحكومة أو تفعله يمكن أن يغير رأيهم ..!؟
وكانت الشرطة السويسرية قد أكدت سابقاً أنها مستعدة للتعامل مع المزيد من المظاهرات في عطلة نهاية الأسبوع، وذلك بعد خروج مظاهرات شارك فيها مئات الأشخاص في مدن مثل برن وزيورخ في انتهاك لقانون حظر التجمعات العامة لأكثر من خمسة أشخاص، والذي أصبح حالياً ثلاثين شخصاً.