اخبار

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تفتتح ممثلية لها في سويسرا…!؟

·        (سويسرا والعرب) – وكالات

أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن الافتتاح الرسمي، اليوم الاثنين، لممثلية تابعة لها في جنيف، فيما أعلنت لاحقاً وزارة الخارجية السويسرية نفيها بشكل قاطع أي دعم لهذا المسعى.

وجاء في بيان الإدارة الذاتية الذي نشره موقع (روسيا اليوم):” بعد أن حققت الإدارة الــذاتية لشمال وشرق سوريا انتصارات سياسية وعسكرية وقدّمت تضحيات جمّة في سـبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة فيما يتعلّق بالحرب على الإرهاب المتمثّل بتنظيم داعش، والذي كان للإدارة وقوات سوريا الديمقراطية الدور الأكبر في القضاء على التنظيم المذكور، بات من الضرورة الشروع بفتح ممثليات للإدارة في الدول المـؤثرة على المـلف السـوري، وكان منها ألمانيا وفرنسا، ومن ثمّ السويد ودول البينلوكس”.

وأوضحت الإدارة في بيانها أن فتح ممثلية لها في جنيف بسويسرا، له أهمية بالغة وحضور أساسي في الملف السوري، حيث احتضنت هذه المدينة العديد من المؤتمرات المفصلية لوضع خارطة طريق لحلّ الأزمة السورية، ولهذه الغاية (شرعنا اليوم بافتتاح ممثلية لنا في مدينة جنـيف بجمهورية الاتحاد السـويسري).

وختم البيان: “إننا في ممثلية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في اَوروبا نأمل أن تتمكن هذه الممثلية من تطوير العلاقات الدبلوماسية والمجتمعية مع سويسرا حكومة وشعبا، ونتمنى أن يدخل هذا الحدث في خدمة الشعبين السويسري والسـوري، وأن تكون الممثلية نقطة انطلاق جديدة نحو الأفضل لشعوب المنطقة”.

سويسرا وسورية وتركيا ترفض الاعتراف…!

ونقل موقع (سويس أنفو) عن وزارة الخارجية السويسرية نفيها بشكل قاطع أي دعم لهذا المسعى، حيث أكد المتحدث باسم الوزارة أن “المكتب لا يُعدّ تمثيلًا رسميًا، ولكنه جمعية بالمعنى المنصوص عليه في القانون المدني السويسري”، وأضاف أنه “يُمكن تأسيس الجمعيات بحرية في سويسرا بدون ترخيص”.

وفي سورية نقلت صحيفة (الوطن) عن المحامي والباحث في القانون الدولي نعيم أقبيق أن فتح أي ممثلية لما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية في أي مكان بالعالم هو أمر مخالف للقانون الدولي وباطل وملغى وليس له أي مفاعيل أو آثار.

وأوضح أقبيق للصحيفة أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت في كانون الأول عام 1981 إعلان وجوب عدم تدخّل الدول بالشؤون الداخلية لأي دولة، بأي شكل من الأشكال، مضيفاً إنه بفقرة منه تم الحظر على الدول مساعدة أي قوة انفصالية بالانفصال عن إقليم الدولة، وواجب الدول الامتناع عن القيام بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتعزيز أو تشجيع أو دعم أنشطة التمرد أو الانفصال داخل دولة أخرى بأي حجة كانت.

أما تركيا، فأدانت في بيان صادر عن وزارة الخارجية سويسرا لسماحها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية، بفتح ممثلية لها في جنيف، واستدعت القائم بالأعمال السويسري إلى وزارة الخارجية التركية في العاصمة أنقرة.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية على حد وصفها، لكن تركيا تتوغل عسكرياً في الأراضي السورية دعما لمسلحي المعارضة السورية بهدف إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها.

حملة الاعتراف لا يعني تقسيم سوريا…!

وكانت ما تسمى” الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” قد أطلقت الشهر الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تدعو للاعتراف بها..

وقال نائب الرئاسة المشتركة في الإدارة، بدران جياكرد في حديث لموقع (تلفزيون روسيا اليوم): نحن خاطبنا بهذه الحملة الرأي العام وكذلك كل القوى والأطراف الفاعلة، أقصد عبر الهاشتاغ، وأردنا أن تتم رؤية هذه الإدارة والاعتراف بها على إنها وجهة حل، أي عكس ما يتم الترويج له على إننا نقسم سوريا وما شابه، بل العكس نحن أكثر من حافظنا على وحدة سوريا ووحدة مجتمعها وابدينا رؤيتنا في الحل والحوار الوطني ونحن جاهزون دوما).

وخلص جياكرد للقول: “نحن سوريون ونريد أن نعلن عن رؤيتنا للحل في بلدنا وجاهزون للنقاش والحوار وهو السبيل الوحيد للحل الديموقراطي في سوريا”.

وبعثة غير معترف بها لأكـراد العراق…!

ومن جانب آخر افتتحت في عام 2006 في قلب الحي الدبلوماسي في العاصمة السويسرية برن “بعثة” من طرف حكومة إقليم كردستان العراق، وهي خطوة يبدو أن سويسرا لم تعارضها، حسب زعم رئيس المكتب.

وأكد موقع (سويس أنفو) الذي نشر الخبر أن وزارة الخارجية نفت ذلك رسميا، وقالت إنه لم يُـمنح أي ضوء أخضر رسمي لـ “البعثة”.

ووصف الموقع الذي نشر تقريره باللغة العربية أن هذه الوضعية تبدو شِـبه سريالية، نظرا لأن كردستان العراق، رغم تمتّـعه بحكم ذاتي واسع، يُـعتبر جزءً من العراق، وهي دولة تحظى باعتراف سويسرا، فهذه الخطوة أشبه ما يكون بإقدام ولاية تكساس على افتتاح سفارة في برن أو بقيام كانتون زيورخ باعتماد سفير له لدى الكرملن.

بالنسبة لفوزي قدور، رئيس “البعثة” الكردية في برن، يدعي أن الأمر مشروع تماما، كما أن الإجراءات تمّـت حسب القواعد المرعية، وطِـبقا لما أورده فوزي قدور في حديثه للموقع، فإن وزارة الخارجية السويسرية قد تكون ذهبت إلى حدّ إعطاء الضوء الأخضر، إضافة إلى ذلك، فإن السلطات المكلفة بحماية السفارات في برن، قد تكون ألمحت إلى أن الممثلية الكردية ستكون محمية على غرار بقية البعثات الدبلوماسية، وهو كلام تشكِّـك فيه شرطة العاصمة الفدرالية برن.

في رد على تساؤلات سويس انفو، أوردت وزارة الخارجية في وقتها نفيا رسميا لتصريحات فوزي قدور وأكّـدت أنها لم تمنح أبدا “ضوءها الأخضر” لافتتاح ممثلية كردية في سويسرا.

ففي الواقع، لا يتعلق الأمر سوى بـ “مكتب” لا يبدو أنه يتمتع بأي أفضلية أو حصانة دبلوماسية، وبالفعل، لا يمكن منح صفة البعثة الدبلوماسية إلا لممثلية دولة ذات سيادة، وهو ما لا ينطبق على هذه الحالة.

وطِـبقا للدستور العراقي، التي تمت المصادقة عليه بعد الحرب الأخيرة، فإن كردستان العراق، الذي تبلغ مساحته ضعف مساحة سويسرا والغني بالنفط، يتمتّـع بحكم ذاتي واسع عن بغداد. كما أن هذا الحكم الذاتي ليس جديدا تماما، نظرا لقيامه فعليا منذ عام 1992، أي في أعقاب حرب الخليج الأولى.

  • الصورة من موقع (روسيا اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *