إيكيا ستفتح فرعاً عاشراً في سويسرا
برن – (سويسرا والعرب)
تخطط شركة ايكيا Ikea السويدية للمفروشات لإنشاء فرع عاشر لها في سويسرا، وذلك في بلدة ريد Riddes في كانتون فاليه، إضافة لافتتاح استوديو تخطيط في مدينة خور.
ونقل موقع (سويس أنفو) أن الشركة أكدت في بيان لها صدر اليوم الأحد، أنه ورغم تضاعف حصة المبيعات عبر الإنترنت ثلاث مرات في العامين الماضيين من 8٪ إلى 24٪، إلا أن إيكيا تواصل الاعتماد على المنافذ المادية للتفاعل مع العملاء مباشرة.
وقال مدير الشركة جيسبر برودين في مقابلة مع صحيفة الأحد الناطقة باللغة الألمانية: “نحن نبحث عن أماكن يصعب على الناس فيها الوصول إلى متجر إيكيا حتى الآن”، والمناطق الجبلية “مثيرة جداً للاهتمام” نظراً لوجود مالكي شقق العطلات هناك.
وقال البيان الصادر عن الشركة: إن إيكيا ستتقدم قريباً بطلب للحصول على تصريح بناء لموقع ريد، الذي يغطي مساحة 23 ألف متر مربع، ومن المقرر افتتاحه في خريف 2023 وفيه صالة عرض تبلغ مساحتها 565 متراً مربعاً، ومن جهة ثانية سيبدأ تشغيل استوديو التخطيط للشركة في مدينة خور، والذي سيقدم الخدمات فقط، اعتباراً من الخريف المقبل.
ويذكر أنه تم افتتاح آخر متجر لـ (ايكيا) قبل عشر سنوات في روتنبورغ في كانتون لوتسرن، وتمتلك الشركة السويدية العملاقة تسعة فروع حتى الآن منتشرة في جميع أنحاء سويسرا، بالإضافة إلى مركز توزيع شمال سويسرا في ايتنغن في كانتون بازل، المتخصص في المبيعات عبر الإنترنت.
لست مستعدًا لدفع المزيد مقابل البيئة
وتمتلك إيكيا 11٪ من سوق الأثاث السويسري، لكنها وحسب جيسبر برودين مدير الشركة، لا تتوقع أن يستمر الطلب على منتجاتها في النمو بالسرعة السابقة عبر الإنترنت، خصوصاً وأن سويسرا تخلت عن معظم إجراءات القيود التي كانت مفروضة منذ سنتين بسبب كورونا.
أما بالنسبة لسلوك المستهلك، فيعتقد برودين أن قلة من الناس على استعداد لدفع المزيد من المال مقابل السلع المنتجة بيئياً، وبحسب دراسة استقصائية أجريت في عدة دول، تبلغ هذه النسبة 3٪، وقال “من الوهم الاعتقاد بأن الناس في جميع أنحاء العالم لديهم أموالاً مخصصة” لهذا الغرض.
مؤسس ايكيا: سويسرا مفتاح العالم..
وعلى مدى أكثر من نصف قرن، تركت شركة الأثاث السويدية بصمتها في سويسرا، لدرجة أن وسائل الاعلام السويسرية، لاسيما التلفزيون الناطق بالألمانية، خصصت برامج عديدة لتأثير منتجات ايكيا على أسلوب حياة السكان في سويسرا لاسيما غرف المعيشة.
أما سر تواجد الشركة بقوة وعلى مدى عقود في بلاد الألب، فتعود إلى أن مؤسسها إنغفار كامبراد رجل الأعمال السويدي استفاد إلى حدّ كبير من المزايا الضريبية في سويسرا، وكان كامبراد واحدا من أغنى الناس في العالم، ولا تزال أسرته الأغنى على مستوى سويسرا، وفقا لما ذكرته مجلة الأعمال السويسرية “بيلانز” في عام 2018، وبعد أن عاد كامبراد إلى السويد، بلده الأصلي وتوفي هناك.
وخلال تسييره لايكيا، ظل كامبراد ثابتا في تحقيق هدفه المتمثّل في تقديم منتجات ذات جودة عالية إلى الأشخاص من ذوي الدخل المحدود، وكتب في إحدى المطويات الموجّهة لأغراض التدريب الداخلي للعاملين في ايكيا: “منزل جميل، وحياة كريمة.. مكان أفضل لتنشئة الأطفال”.
وافتتح أوّل متجر لايكيا خارج البلدان الإسكندنافية في ضواحي زيورخ في عام 1973، وهناك بدأ اختبار شعار كامبراد: “إذا نجح (نشاطنا) في سويسرا، سوف ينجح في أي مكان آخر”.
واتّـضح لاحقا أن التجربة التي خاضتها الشركة في سويسرا تحوّلت فعلاً إلى قصّـة نجاح باهر، وانتشرت في 34 بلدا لتخلق بذات الوقت فرص عمل لأكثر من 100 ألف شخص.
واللافت أن حجم المبيعات الرئيسية لا يعتمد على كميات الأثاث، بل من القِـطع الأخرى المكمِّـلة لها، كفوانيس الإضاءة ومرورا بالزهور ووصولا إلى السجاد.
غموض ثروته.. والتعامل مع أبنائه…؟
رجل الأعمال السويدي إينغفار كامبراد الذي عاش لسنوات طويلة، في بلدة إيبالانج الواقعة شمال لوزان منذ عام 1976 يعتبر من أكبر الأثرياء في العالم، لكن لا أحد يعرف ثروته التي ظلت غامضة حتى بعد وفاته، وقدرت عام 2007 بحوالي 35 – 36 مليار فرنك.
والطريف في الأمر أن هذا الرجل اشتهر أيضاً بصرامته الشديدة في الإنفاق، وكان يقود سيارته الفولفو القديمة، ويستخدم بطاقات الدرجة الثانية في القطار، وينتظر أوقات العروضات لشراء إحتياجاته بأسعار مخفضة.
أما أبناؤه الثلاث وهم: بيتر (1964) وجوناس (1966) وماتياس (1969)، الذين وُلِـدوا من زوجته الثانية مارغاريتا، فقد تابعوا دراستهم في مدارس خاصة في كانتون فو، وهم يشغلون اليوم شركة العائلة العملاقة..
وأحد مؤشرات غموض ثروة كامبراد وعائلته، أنه أسس في هولندا مؤسسة ضخمة حوّل إليها كامل ثروته على مراحل، ولم يكن مضطراً لنشر ميزانيتها في تلك الفترة.
وبإقدامه على هذه الخطوة، يُـمكن القول إن كامبراد حرم أولاده من ميراثه، لكن كتاب (11 سراً لنجاح ايكيا) الصادر عام 2006 أكد إن نيّـة الوالد كانت تتمثل في الحيلولة دون تخاصم أبنائه الثلاثة على الميراث بعد رحيله، إضافة إلى أن كامبراد، الذي ولِـد ونشأ في عائلة متواضعة في جنوب السويد، يريد لأولاده أن يعتمدوا على أنفسهم ولا يشعُـرون بأنهم أثرياء لا يحتاجون للعمل.