إفطار رمضان عاد بحماس ليجمع الجاليتين العربية والإسلامية في مدينة بيل.. بعد أن غيَّبهُ كورونا…!
- بيل / بيين – (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:
بعد توقفه لعامين بسبب كورونا، عاد حفل الإفطار الجماعي في شهر رمضان بحماس شديد في مدينة بيل / بيين القريبة من العاصمة السويسرية برن..
اللقاء كان الجميع بانتظاره بعد أن اعتادوا عليه، ليجمع أغلب الجاليات العربية والمسلمة والمواطنين السويسريين معاً، في هذه المدينة التي تضم نحو 140 جنسية، وهي فرصة ممتازة للتآخي والمحبة يحرص الناس عليها بمختلف دياناتهم، ولهذا سجل الإفطار الذي امتد لساعات طويلة حضوراً لافتاً للعائلات والأفراد، وذلك يوم أمس السبت في مبنى دار بيل / بيين Haus pour Bienne وسط زينة وابتهاجات شهر الخير والمحبة..
(سويسرا والعرب) حضرت حفل الإفطار وكانت هذه اللقاءات..
الطاهر: نعيش الروحانيات والأجواء العائلية
جمعية نساء مهاجرات في مدينة بيل التي نظمت حفل الإفطار كان لأعضائها دور بارز في نجاح المبادرة، وتحدثت لـ (سويسرا والعرب) أميمة الطاهر رئيسة الجمعية قائلة: اليوم كان متميزاً ورائعاً، والمشاركة كانت واسعة لأبناء الجاليات العربية والإسلامية وعدد من السويسريين أيضاً، واختيار المكان وللمرة الأولى في مبنى بيت بيل/ بيين للثقافات المتعددة يعطيه بعداً ثقافياً وحضارياً.
وأضافت: الغرض من مثل هذه اللقاءات تجمع الجاليات وتعريف الأطفال تحديداً بالشعائر الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية، وكانت المشاركات بطاولات مختلفة من الأطباق الشعبية الرمضانية التي تتميز بها معظم بلداننا العربية وبعض الدول الإسلامية.
وقالت الطاهر: نحن نحاول هنا في سويسرا أن نعيش الروحانيات والأجواء العائلية وتبادل الزيارات والإفطارات المشتركة بين الأسر وحتى مع الجيران السويسريين، لأن المجتمعات هنا تفتقد مثل هذه الأجواء في الحياة اليومية، ومثل هذه الطقوس تعزز العلاقات الاجتماعية لتستمر ما بعد رمضان، لاسيما للأطفال والشباب الذين ولدوا وتربوا في سويسرا، ونلاحظ اليوم الفرحة في عيونهم وبشكل يدعوا للفخر والمحبة وإحساسهم بأن رمضان شهر مختلف ويجمع الناس مهما باعدت الظروف بينهم.
تجمع كل الجاليات لا جالية واحدة…!
وعن تنظيم الإفطار تقول: المشاركة في تنظيم مثل هذه اللقاءات مفتوحة لكل الجمعيات الأهلية ولا تقتصر على جمعية لوحدها لكي تنجح وتستمر، وأتمنى أن تتكرر عدة مرات في رمضان وتكون بمشاركة واسعة من المجتمع السويسري بكل مكوناته وأطيافه.
وتضيف الطاهر: حضور أغلب الجمعيات اليوم لحفلة الإفطار ظاهرة إيجابية جداً، وهي بدأت في مدينة بيل / بيين منذ أكثر من ست سنوات وانقطعت بسبب كورونا، وها هي تعود من جديد من خلال التنسيق والتعاون في مناطق عديدة وبمشاركات مختلفة حتى من الكنائس والمساجد أيضاً، وأتمنى أن تعمم هذه التجربة في باقي المدن السويسرية لأنها تجمع كل الجاليات بينما في بعض المدن يقتصر التعاون على جالية محددة دون غيرها..
حميد: يعمق الحوار الثقافي
وفي حديثه لـ (سويسرا والعرب) يرى حميد باجمان وهو صحفي من أفغانستان أن إفطار اليوم كان مميزاً بتنظيم عدة جمعيات نسائية عربية، وجميع المدعوين حملوا معهم الأغذية والحلويات التقليدية في بلدانهم لاسيما الخاصة بهذا الشهر المبارك وهذه مشاركة ممتازة وتعكس المحبة والأخوة بين الناس.
وقال حميد: الجميل أن نجتمع ونأكل ونصلي معاً ليعم الخير على الجميع، وهذا التنوع يعطي متعة وقوة وتماسك للمجتمع، لأن هذا اللقاء يعمق الحوار الثقافي والحضاري بين الشعوب ويزيد التعارف والمحبة أيضاً بين الجميع ومن مختلف الدول، وبهذه المناسبة أشكر كل من ساهم بتنظيم هذا اللقاء وشارك به.
صروخ : سعداء لنعرف أولادنا والمجتمع على تراثنا وقيمنا
أما نعيمة صروخ مديرة جمعية تسامح في مدينة بيل فقالت لـ (سويسرا والعرب): نحن اليوم في أجواء رمضانية جميلة جداً من خلال الإفطار ومائدة الرحمن، وما شاء الله لهذا التنوع الذي ضم كل الجنسيات، وخلق علاقات حميمية وجو عائلي، وهذا ما نسعى إليه ونرحب به ولأنه أيضاً يعرف أولادنا على تراثنا وتقاليدنا وقيمنا.
وقالت: حفل الإفطار يجعلنا كجيل أول نرجع للتواصل كأيام زمان لا نقول إنها تعوزنا لأننا نعيشها وسعداء بها، وهي فرصة لنتبادل مع بعضنا الثراء الثقافي، وبذات الوقت نمارس طقوساً روحانية جميلة تجمعنا في إطار شهر عظيم يهل علينا مرة في السنة.
وأوضحت صروخ أن مثل هذه الأجواء نحتاجها سواء لتحديد هويتنا وتثبيتها، أو لتعليم أبنائنا على هذه العادات الاجتماعية الأصيلة، وأجمل ما في رمضان انتظار هذه الفرصة للمشاركة بالخيرات الكثيرة بين الجميع دون استثناء.
تقليد سنوي للتواصل الروحي والمادي
وعن رأيها بهذه المبادرة، تقول صروخ: إنها رائعة وثمرة تعاون بين عدة جمعيات ونتمنى أن تتكرر مثل هذه الأجواء وتستمر في المستقبل، وندعو أن يكون الإفطار كتقليد سنوي يشمل كل المجتمع السويسري حتى يتعرف الجميع على عاداتنا القائمة على العطاء المادي والنفسي، والصيام بحد ذاته هو تزكية النفس حيث نشعر بالأخرين من حولنا لاسيما المحتاجين.
ولفتت نعيمة صروخ إلى أن المائدة فيها وجوه جميلة وفرحة حولنا، لأن الإفطار لشخص وحده صعب جداً، وهناك من يأتي إلى هنا وليس عنده عائلة، وهذه فرصة للتواصل مع الجو العائلي والمجتمع، مضيفة أن هناك من يأتي كذلك لأنه اشتاق أن يسمع اللغة، ولأنه يريد أن يشعر بالروح الجماعية في رمضان ومرحباً بالجميع في هذا اليوم.
بهية: الأطفال وجدوا عالمهم الجميل
بدورها عبرت الأخت بهية بناني بنزيان من المغرب عن سعادتها بمشاركتها في هذا اللقاء قائلة: اليوم كان لدينا إفطار جماعي مع الأخوات والأخوة من كل الدول العربية والمسلمة، مصريين مغاربة تونسيين سوريين سودانيين نيجيريين وتقريباً أغلب الجنسيات في سويسرا.
وقالت: الكل كان سعيداً لأنه كان أول لقاء جماعي بعد فترة انقطاع، وأعجبني جداً الأطفال الذين وجدوا الفضاء المناسب لهم في جو اجتماعي بهيج يعطي الفرح والألفة والمودة.
سوزان: ابقوا دائماً بهذه الهمة..
أما سوزان من لبنان ومن جمعية (نعيش معاً) في مدينة بيل فتقول: نشارك اليوم في الإفطار السنوي بعد غياب طويل بسبب كورونا، وهذا شيء مفرح، لأننا عدنا والتقينا، وهذه الجمعة ممتازة جداً حيث تتعدد الجنسيات والاندماج كان رائعاً ومفرحاً لاسيما بين الأطفال والنساء.
وقالت سوزان: هناك شوق وانتظار لهذه اللقاءات وندعو الله أن تستمر، وكانت المبادرة حلوة واختيار المكان مناسب جداً والتنظيم ممتاز، وبارك الله بجهود كل من ساهم بنجاح هذا اللقاء، وأقول: شكراً لكم وابقوا دائماً بهذه الهمة القوية التي تجمعنا..
عيسى: جعل الله كل أيامنا رمضان
أما يحيى عيسى مصري الباحث في الشؤون الدينية فقال لـ (سويسرا والعرب): اللهم اجعل أيامنا أيام كلها خير وسعادة لكل المسلمين وغير المسلمين في سويسرا وكل العالم، واليوم حضرنا مع الأخوة الاحتفال بمرور أول أسبوع من رمضان الكريم، وكان يوماً جميلاً خصوصا بحضور ومشاركة جاليات كثيرة وبتنظيم مميز لعدة جمعيات نسائية وغيرها.
وقال: الحمد لله الجميع كان مسروراً بهذا اللقاء، والأطفال بشكل خاص، وكان هناك رجالاً ونساء وصغاراً وكباراً، وأذنا المغرب وأقمنا الصلاة معاً، وشاركنا الأكل من بلدان مختلفة حيث لكل بلد مأكلها ومشروبها المشهور فيها.
وختم عيسى بالقول: الكل مبسوط جداً، ويارب تدوم هذه النعمة ويحفظها، ويجعل كل أيامنا أيام خير ورمضان، وأعاده الله على الجميع باليمن والبركة وكل عام وأنتم بألف خير.