مهرجان متميّز لدعم غزة في مدينة بيل السويسرية..
- بيل / بيين – (سويسرا والعرب): قاسم البريدي:
شهدت يوم الأحد الماضي مدينة بيل/ بيين في كانتون برن بسويسرا مهرجاناً تضامنياً حاشداً دعماً لأطفال غزة مع حلول فصل الشتاء نظمته مؤسسة الإغاثة الإنسانية في سويسرا FSH..
(سويسرا والعرب) حضرت هذا المهرجان وخرجت بهذه اللقاءات..
مشاركة 50 شابة وشاب
وفي البداية تحدث لـ (سويسرا والعرب) السيدة منية عليمي المتطوعة في المؤسسة قائلة: هذا النشاط الكبير كما ترونه اليوم هو بأكمله إنتاج شبابي من المتطوعات والمتطوعين الذين جهزوا لهذا العمل الإنساني النبيل، وهم من سكان مدينة بيل ومن مختلف الثقافات والجنسيات والأديان، بدافع طيب و نبيل لتقديم الدعم لأهل غزة التي ترتكب فيها المجازر ضد الإنسانية، خصوصاُ ونحن مقبلون على فصل الشتاء، وأهلنا في غزة لاسيما الأطفال يعانون البرد القارص، إضافة للموت والمجاعة والتشرد والدمار للمساكن والمدارس والمشافي.
وقالت منية: إضافة للهدف الذي نسعى إليه وهو جمع التبرعات لسكان غزة وفلسطين، فإننا نهدف من هذا اللقاء الجماهيري الكبير تحسيس الناس بخطورة الوضع في غزة وبضرورة المساهمة في التخفف من وطئة الظروف القاسية هناك.
والحضور يزيد عن 300 شخص
وعن عدد المشاركين تقول منية عليمي: لقد تجاوز الحضور الثلاثمائة شخصاً والتفاعل منهم كان رائعاً بفضل الله ورعايته، وجاؤوا من عدة كانتونات مثل برن وسولوتورن ونيوشاتيل وزيوريخ وغيرها.
وأضافت: أستطيع القول إن أهداف هذا الملتقى تحققت بعون الله، والتفاعل الجماهيري كان أكثر من رائع ورأينا الدموع في عيون الناس وحماسهم مع الأغاني والدبكة الفلسطينية، ورأينا تقديم مساعدات سخية.
وخلصت منية للقول: العمل التطوعي الذي عشناه اليوم في هذه المدينة يدعو للتفاؤل حقاً، وكان ناجحاً جداً بفضل الله وحمده، ونحن سعداء بردة فعل الحضور وكانوا راضين عما قدمناه، وهذا ما أسعدنا جداً، ونتمنى في المرات القادمة أن ندرس التجربة ونتلافى بعض الأخطاء إن وجدت حيث ينقصه قليلاً بعض الخبرة ونحاول تقديم الأفضل للجمهور الكبير.
الشكر للجميع
وأخيراً قدمت منية عليمي عبر موقع (سويسرا والعرب) الشكر لكل من لبى الدعوة بالحضور والتبرع ولو بالقليل.
وقالت: نشكر المشاركين بفعاليات مهرجان التضامن فقد كانوا مخلصين ومتفانين بعملهم ومداخلاتهم ونذكر منهم الشيخ سمير جلاصي الذي جاء من لوغانو خصيصاً لهذا الملتقى، وكذلك الأخت نعيمة صروخ من بيل ، حيث كان لمداخلتيهما المتميّزتان تأثيراً بالغاً وجعلت هذه الحضور يتقطر دموعاً من الألم على ما يحدث في غزة.
وأضافت منية: الشكر كذلك لمدرب الدبكة سلام الذي جاء من فرنسا والمطرب خالد وهو الذي جاء من زيورخ، والكل تطوعوا وتبرعوا بعملهم الفني الإبداعي بلا أجر، وكانت حصيلة التبرعات والمبيعات للمنتجات الفلسطينية والمأكولات والحلويات جيدة، والجميع خرجوا بانطباع رائع وهذا أفضل شيء نطمح له.
مشروع لتأسيس فرق دبكة
ومن الفعاليات اللافتة الدبكة والأغاني الفلسطينية، والتقت (سويسرا والعرب) مع الشاب سلام سليم الذي عرفنا عن نفسه قائلاً: انا من مدينة نابلس بفلسطين المحتلة وأعيش بمدينة في فرنسا وأعمل مرشداً في المدارس ومدرباً للدبكة.
وقال: حالياً سنبدأ في سويسرا، واعتبارا من شهر فبراير/ شباط، بإعطاء دروس دبكة لمن يرغب في حال توفر العدد المطلوب سواء في لوزان أو نيوشاتيل أو جنيف وغيرها، وهدفنا تأسيس فرقتين دبكة أو أكثر لتغطية الفعاليات والنشاطات الفلسطينية لتعريف الناس بثقافتنا وفولكلورنا الوطني.
وكشف سلام سليم أن مشروع تأسيس مؤسسة فنية ثقافية فلسطينية جاء بتشجيع ودعم من مؤسسة الإغاثة FSH، وننتهز هذا الفرصة عبر صحيفتكم الإلكترونية (سويسرا والعرب) للتواصل مع الراغبين بتعلم فنون الدبكة الفلسطينية وتتوفر لديهم صالة مناسبة ونسعى لتلبية طلبات الجميع ضمن برنامج زمني.
وختم حديثه بالقول: اشكر المنظمين والجمهور الكبير والممتاز والذين تواصلوا معي وسجلوا أسمائهم، ونشكركم ايضاً على التغطية الإعلامية واهتمامكم بهذا الحدث الهام، وإن شاء الله تنتشر الثقافة الفلسطينية بسرعة في سويسرا لأن فيها تنوع حضاري وثقافي وتدعم المواهب.
وإحياء الغناء الشعبي
وتحدث لـ (سويسرا والعرب) المطرب خالد خليل قائلاً: انا فلسطيني من قضاء عكا الشيخ داوود مقيم في سويسرا منذ 28 سنة، وبالنسبة لي اهتم بالغناء والفلكلور الفلسطيني ولدي رغبة لإحياء الفنون الشعبية التراثية الأصيلة، وهي تراث جميل نسترجعها من الماضي ونعيد إحيائها في الحاضر.
وأضاف خالد: نعمل على إحياء الأغاني الوطنية هنا في سويسرا، والتي تناقلتها الأجيال ولاتزال تعيش حتى يومنا هذا، وبعضها من تراثنا القريب وتربينا عليها أيام الطفولة مثل: (من سجن عكا طلعت جنازة) و(هبت النار) وأغاني أبو عرب، واليوم الكل يغني مثل هذه الأغاني الأصيلة، والمهم أن نعيش هذا التراث الذي توارثناه عن أباءنا وأجدادنا، ولهذا وضعت نصب عيني إحياء هذه الأغاني القديمة التي تشكل جزئاَ مهما في تاريخنا.
وقال: أنا اعمل كمطرب وحيد حالياً وأنشط ضمن السوشيال ميديا (التيك توك) وعندي جمهور كبير، وأتمنى أن أعمل فرقة غنائية لتغطي الأنشطة والمناسبات الاجتماعية والوطنية، واليوم كانت فرصة ممتازة للقاء مع الجمهور والمحبين وهم كثر والحمد لله، ونتمنى من الله أن يحبب الناس بهذه الأغاني الجميلة والأصيلة.
الفنون والمنتجات الفلسطينية
وبالتوازي مع فعاليات مهرجان دعم غزة، تم تخصيص طاولات بيع للمنتجات الفلسطينية المختلفة ومنها المشغولات الفنية اليدوية.. والتقت (سويسرا والعرب) مع الحرفي التراثي ناصر محمد (أبو جمال) الذي قال:
أنا متخصص بفن التطريز التراثي الفلسطيني وكنت سابقاً في سوريا أنفرد بهذا الفن في منطقة الشرق الأوسط، وعدت حالياً لهذا الفن مجدداً لدعم أهلنا في غزة وفلسطين وكما تشاهد هذه الخريطة أقصها من الخشب ثم ألصق عليها التطريز، وهناك موديل سلعة صممتها وأطرزها، وأصمم لوحات وشعارات وأطبعها على الكنزات.
وأما الشالات التي أعرضها فجاءت من فلسطين ومسابح خرز تمثل علم فلسطين من مخيمات سوريا وهناك لوحات تطريز منوعة مكتوب عليها بلستاين Palastine وقبة الصخرة وبعضها يتم ارتدائها وبعضها الآخر تستخدم كديكور في المنازل.
وقال أبو جمال: هذا اللقاء مهم حيث تباع فيه المنتوجات الفلسطينية من مأكولات كزيت الزيتون وهناك صابون نابلسي شهير وكذلك ملبوسات تراثية وعشرات المنتجات والهدايا التذكارية التي نالت إعجاب الحضور.