أطباء سويسريون يحملون غير الملقحين مسؤولية تسارع (الموجة الرابعة) لكورونا ..!
برن- (سويسرا والعرب): رشا البريدي
حملة غير مسبوقة من التحذيرات بشأن الموجة الرابعة من كوفيد 19 التي بدأت تضرب سويسرا حيث ارتفع معدل الإصابات اليومية إلى نحو 3000 حالة إصابة.. ومع ذلك الوضع لا يدعو إلى القلق لأن الوفيات أعدادها قليلة …؟!
الحملة هذه المرة يطلقها أطباء ومختصين لا سياسيين، والهدف في نهاية الأمر هو الضغط على السكان الذين لم يتم تطعيمهم بعد ليذهبوا دون انتظار إلى أقرب مركز لأخذ اللقاح، لأنهم (على حد زعم بعض الأطباء) مسؤولين عن تسريع انتقال العدوى.. كما تدعو الحملة للاستعداد لإعطاء جرعة ثالثة من اللقاح المضاد لكورونا للأشخاص المعرضين للخطر.. وبالمقابل تشتد الحملات المعارضة لجعل التلقيح إلزامياً …!؟
40% من السكان يتحملون المسؤولين …!
وحذر فيليب إيجيمان رئيس الجمعية الطبية في سويسرا الناطقة بالفرنسية، من أن الموجة الرابعة من فيروس كورونا التي تضرب سويسرا حالياً تصيب “غير الملقحين”، داعياً السويسريين الذين لم يتم تحصينهم بعد ضد كوفيد 19 إلى التطعيم.
وقال في مقابلة نشرتها اليوم صحيفة (لا ليبرتي): لدينا 3000 حالة يومياً ومعدل تكاثر 1.22. وهذه 3000 حالة، يجب ألا نربطها بمجمل السكان، بل بـ 40٪ ممن لم يتم تطعيمهم..
حذر في المدارس.. ولكبار السن أيضاً…؟
وأوضح إيجيمان إن الأشخاص الذين يدخلون المستشفى حالياً أصيبوا بالعدوى منذ أسبوعين، مضيفاً “لذا على الرغم من وجود استقرار واضح، إلا أننا ما زلنا غير متأكدين من الوضع الذي ستتجه إليه الأمور”، وعلى حد قوله فقد “يستمر العلاج في المستشفى لمدة أسبوعين على الأقل”.
كما يدعو إلى “الحذر الأكبر” لبدء العام الدراسي، معتبراً “متغير دلتا أكثر عدوى وبالتالي يكون خطر انتقال الفيروس في الفئات أكبر”، مضيفاً أنه يجب تحليل الوضع في المدارس “من أسبوع لآخر”.
ومن جانب آخر، يوصي رئيس الجمعية الطبية في سويسرا الناطقة بالفرنسية بإعطاء جرعة ثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كوفيد 19من أجل “تجنب الموجة الخامسة”، حيث يقول: نحن نعلم أن مناعة كبار السن المعرضين لخطر أكبر، الذين تم تطعيمهم في فبراير/شباط ومارس/آذار، ستنخفض خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويتابع: من الضروري التحضير لهذا الحقن الإضافي الآن.
الموجة الرابعة تهدد المستشفيات
وكان باتريك ماتيس رئيس قسم إدارة الأزمات والتعاون الدولي في المكتب الفدرالي للصحة العامة (OFSP)، قد صرح لوسائل الإعلام أن عدد الإصابات الجديدة ودخول المستشفيات المرتبطة بكوفيد 19 إزداد بشكل مقلق في سويسرا، والسكان مدعوون إلى بذل جهد جديد لمكافحة الوباء.
وقال ماتيس: من الصعب التكهن بتعرض نظام الرعاية الصحية لضغوط أكثر، لكن إذا استمرت الزيادة في عدد الحالات، فهناك خطر أن تكون المستشفيات مثقلة بالأعباء في غضون أربعة إلى ستة أسابيع، ومع ذلك يمكن أن يكون التطور مختلفاً أيضاً.
بدوره قال رودولف هوري رئيس أطباء الكانتونات : إن الزيادة في عدد حالات دخول المشافي تؤثر الآن على جميع الكانتونات، ويمكن وصف الوضع في العناية المركزة بأنه مقلق، ومع ذلك لا تزال الوفيات عند مستوى منخفض.
الإجازات الخارجية أحد الأسباب…!
ويعتقد أورس كارير نائب رئيس فريق العمل العلمي أن 40 في المائة من أولئك الذين نقلوا إلى المستشفى أصيبوا أيضاً أثناء إجازتهم في الخارج، وكان 80 ٪ منهم في بلدان جنوب شرق أوروبا، ولذلك يجب تحسين المعلومات المتعلقة بالتطعيم لهذه الفئة من السكان، حيث تتزايد حالات العدوى الموضعية.
وأوضح كارير أن متوسط عمر المرضى في المستشفى انخفض بشكل كبير، وأصبح الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاماً هم الآن الأكثر تمثيلًا في المستشفيات، وعلى التوازي لا يتم إدخال الكثير من الأطفال إلى المستشفى، لكن أعدادهم آخذة في الازدياد، وغالباً ما أصيبوا بالعدوى في عائلاتهم بعد عودتهم من الإجازة.
وخلص للقول: كل هذا الواقع يضغط على نظام الرعاية الصحية، محذراً من أنه “إذا تضاعف عدد الحالات مرتين أخريين، فإننا سنصل إلى ذروة الموجة الثانية”.
التطعيم هو المخرج الوحيد …!
ولمنع زيادة عدد الحالات بشكل حاد مرة أخرى، أكد الأطباء أنه يجب تغيير السلوك والتعاون بين الجميع وقال كريستوف بيرغر رئيس اللجنة الإتحادية للتطعيمات: أن فائدة التطعيم أكبر من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، بما في ذلك الأطفال من سن 12 عاماً، ويساعد اللقاح أيضاً في منع العدوى وإبقاء المدارس مفتوحة.
أما أورس كارير فيقول: “احصل على التطعيم، افعل ذلك لحماية نفسك وحماية أحبائك والعاملين في مجال الرعاية الصحية وجميعنا، إنه لأمر جيد أن نحيي ، فمن الأفضل أن تحصل على التطعيم”.