Uncategorizedثقافة ومجتمع

ندوة جنيف (معاً لمناهضة الإنقلاب ودعم الثورة السودانية): قلة من العسكر يبيعون الذهب بأرخص الأسعار.. والمواطن لا يجد ما يروي ظمأه …!

المشاركون: كسب المجتمع الدولي لمصلحة الشعوب صعب لكنه ليس مستحيل…!؟

جنيف- (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:

أقام تجمع السودانيين بدولة سويسرا وتجمع السودانيين بالخارج لدعم الثورة ندوة (معاً ضد الانقلاب العسكري في السودان) وذلك يوم السبت الماضي في معهد الثقافات العربية والشرق أوسطية(ICAM) جنيف، بحضور السفير السابق علي بن أبي طالب عبد الرحمن ومشاركة عدد كبير من الكوادر السودانية المتخصصة في عدة دول أوروبية.

وكشفت الندوة عن الواقع الراهن في السودان والآليات الجديدة للتعامل مع المجتمع الدولي لدعم الثورة السودانية وكسب الرأي العام العالمي، ضمن منعطف حرب اوكرانيا و متغيرات العلاقات دولية  بما يساهم في دعم الدول الأوربية لبناء دول ديمقراطية حقيقية في افريقيا والتخلي عن دعمها السابق للدكتاتوريات العسكرية التي أثبتت فشلها في الحفاظ على الأمن والسلام العالميين.

(سويسرا والعرب) تابعت هذه الندوة المتميّزة وكان هذا التقرير..

سعادة السفير علي بن أبي طالب الجندي

شرعية سفارة السودان: سابقة في تاريخ الدبلوماسية

واللافت في الندوة حضور حشد كبير من السياسيين والدبلوماسسيين في أوروبا وفي مقدمتهم سعادة السفير السابق في سويسراوالمندوب الدائم للسودان في الأمم المتحدة بجنيف علي بن أبي طالب عبد الرحمن الجندي، الذي ألقى كلمة قصيرة ترحم خلالها على أرواح شهداء الثورة المستمرة منذ 1989 متمنياً الشفاء العاجل للجرحى والعودة للمفقودين.

وتقدم السفير الجندي بالشكر للسودانيين بسويسرا لمؤازرتهم ووقوفهم معه بعد إعفاءه من قبل قائد الجيش نهاية اكتوبر/ تشرين الأول الماضي إثر انشقاقه هو ومجموعة من السفراء وإدانتهم ورفضهم للإنقلاب، مؤكداً انتصار إرادة الشعب السوداني على الظلم و القهر والطغيان، وحتمية تحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والسلام والعدالة.

وأضاف: كانت السلطات السويسرية والأمم المتحدة تعترفان بعملي كسفير حتى السابع من فبراير/شباط الماضي وهذه سابقة في تاريخ الدبلوماسية حيث لأول مرة تعترق حكومات ومؤسسات دولية بسفير السودان الشرعي، بعد أن فصلته ظلماً حكومة انقلابية انقضت على نظام ديمقراطي ولهم كل التحية وسنستمر بالتعاون معهم. 

وبدورها السكرتيرة الأولى السابقة في السفارة السودانية في سويسرا الاستاذة شفق عبد الجليل، أكدت أن يوم 25 أكتوبر/ تشرين أول شكل صدمة لكل السودانيين ومن بينهم الدبلوماسيين، حيث حصل بهذه السرعة بعد كل تضحيات ومعاناة الشعب السوداني لنحو 30 سنة، مشيرة إلى إعتزاز الدبلوماسيين بعد الثورة في عملهم ولأول مرة يشعرون فيه بأنهم في دولة محترمة رغم كل التضحيات، مضيفة أنه وللأسف أبى العسكر أن ينقضوا العهد وميثاق المرحلة الانتقالية بعد الثورة ويفكروا في مصالحهم الشخصية والسلوك الأناني.

 وقالت عبد الجليل : لابد أن ينتهي حكم العسكر وأن نفكر بالمستقبل ليكون أفضل، وكلنا نعمل معاً لنكون قادرين أن نبني السودان، ولم نخسر ومازال أمامنا الفرصة للعمل معاً والردة مستحيلة..

أ.مريم عثمان محجوب- أ. شفق عبد الجليل

الأخطاء الأربعة لمجموعة (أصدقاء السودان)

وتحدثت لـ (سويسرا والعرب) د. ما جدولين الحاج الطاهر أحمد قائلة: جئت من النرويج إلى هنا بدعوة كريمة من تجمع السودانيين في سويسرا وقدمت محاضرة عن الجغرافيا السياسية للثورة السودانية والوضع في السودان وعلاقته مع دول الجوار والقضايا العالمية بشكل عام.

وقالت: في البداية تكلمت عن السودان بين عامي 1989 و2019 وكانت تحت حكم عسكري إسلامي، وبعد ذلك جاءت حكومة انتقالية بمشاركة العسكريين والمدنيين في الفترة ما بين 2019 إلى 2021 وفي 25 أكتوبر/تشرين أول 2021 انقض المكون العسكري على الفترة الانتقالية واستحوذ على السلطة بانقلاب عسكري تقليدي.

وتكلمت الحاج الطاهر عن دور ما يسمى مجموعة (أصدقاء السودان) وهي مجموعة من الدول والمؤسسات المالية التي تكونت في ابريل/ نيسان 2019 عشية سقوط الدكتاتور البشير، وتضم المحور الثلاثي (مصر السعودية والإمارات) والثلاثية الغربية (النرويج والولايات المتحدة وأمريكا) بالإضافة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والمنظمات المالية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي).

وقالت: المشكلة ان هذه المجموعة وكلت نفسها وصياً على الثورة السودانية، وبالتالي فهي مسؤولة عن جميع الخطوات التي اتخذتها في الفترة الانتقالية وأهمها ما يسمى (الوثيقة الدستورية) وهي دستور الحكم الانتقالي بالمناصفة بين المكونين العسكري والمدني.

وأوضحت د. ما جدولين أن الوثيقة بحد ذاتها وضعت الكثير من السلطات والممارسات بيد العسكر وميلشيات الدعم السريع وأضعفت المكونين المدني والعسكري، إضافة إلى المساهمة باتفاقية جوبا للسلام والتي أدت كلها إلى نفس النتيجة.

واضافت: ليس من الصعب القول إن (أصدقاء السودان) ارتكبت أربعة أخطاء فادحة بحق الثورة لنصل إلى ما وصلنا إليه الآن، وبالتالي لا توجد ثقة بالمجتمع الدولي على الإطلاق.

د.ماجدولين الحاج الطاهر أحمد

مولوتوف البنك الدولي والتطبيع مع اسرائيل

وعن التوصيات الاقتصادية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي تقول د. ما جدولين: البنك الدولي كان لديه خبراء بمكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يشرفون على الخصخصة وتحرير العملة والأسعار، وهي الأسباب نفسها التي أدت لخروج الشعب السوداني بمظاهرات ضد الغلاء والفقر، وأضعفت الثقة ما بين الشعب والحكومة الانتقالية.

وتابعت تقول: يضاف إلى ذلك كله مسألة التطبيع مع إسرائيل التي فرضتها هذه المجموعة، وإن لم يكن بشكل علني وبالتزامن مع الإمارات، وأدت كل العناصر الأربعة في هذا الخليط إلى الانفجار في النهاية وسميتها بمحاضرتي مرحلة (المولوتوف).

بوتين والذهب السوداني والأمن الأوروبي…؟!

إذن ما الحل؟ تجيب د. ماجدولين: المعضلة الحقيقية بالنسبة لنا ولكي نلقى المساندة الخارجية لثورتنا المتميزة بالاحترافية السلمية للثوار والثائرات الموجودين في الشوارع السودانية، هي أننا نحتاج إلى المجتمع الدولي رغم كل الأخطاء التي ارتكبها في السابق ، ولكن السؤال: كيف؟

تقول: نريد ان نصل معه في سياق أن يكون موجوداً ولكن بدون وصاية، ولفعل الخير ودون ضرر لمصلحة الشعب.. وهذه مسألة صعبة ولكنها غير مستحيلة، وتأتي بالتواصل المستمر، ونحن نعرف الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها المجموعة الدولية سابقاً، ودعنا من النوايا ولنتكلم عن الأفعال وذلك بأننا نحرك المجموعة لا أن تحركنا وتلعب بنا كأحجار الشطرنج..

وذكرت د. ماجدولين أنه عندما كان بوتين يضرب في أوكرانيا يوم 28 فبراير/شباط كانت زيارة للوفد السوداني، ويمكن التساؤل هنا: كيف لدى بوتين الوقت لاستقباله؟ وبعدها بعدة أيام نشرت صحيفة (الديلي تلغراف) تقريراً كاملاً عن المخزون الروسي التي تحضر له موسكو ومنذ 2010 من الذهب السوداني لمقاومة الحصار المتوقع على روسيا، وبوتين يحضر مسبقاً للحرب ويستخدم الذهب بدعم المليشيات.

 وأضافت: هذا الأمر أزعج الأوروبيين جداً، وتواصلنا معهم وذكرنّاهم باننا أشرنا لهم بألا يدعموا الميليشيات العسكرية لأنها غير مضمونة الجوانب، اليوم معك وغداً مع غيرك لمن يدفع أكثر، وكانت أوروبا سابقاً تستخدم الدكتاتوريين الأفارقة لخلق نوع من الاستقرار للحفاظ على مصالحها، ولكن اتضح اليوم ان الديكتاتوريين والميلشيات لا يمكن الوثوق بهم، لأنهم يسببون بشكل مباشر تهديداً لأمن أوروبا، ولهذا أوروبا مضطرة الآن لتغير تعاملها مع القوى المدنية والديمقراطية بالشفافية والمصداقية وتدعمها دعماً حقيقياً وليس بالكلام والتسويف.

الثورة تزداد تجذراً

ولدى سؤالنا عن مدى تفاؤلها وهل بردت الثورة؟ تجيب: أنا متفائلة جداً وقضية الثورة لم تبرد وتزداد كل يوم تجذراً، لأن المواطن السوداني منذ 2018 حتى اليوم تطورت مطالبه، وأصبح يمتلك وعياً عالياً جداً في قضية التحرر من جهة للوصول إلى دولة ديمقراطية لا دولة تابعة غير حرة، ووعي في قضية التجارة العادلة من جهة ثانية حيث لا يمكن للذهب والموارد السودانية أن تباع بأرخص الأسعار لمصلحة قلة من العسكريين والمواطن السوداني لا يجد ما يروي ظمأه. 

أ.عبد الرحيم أبايزيد

أبا يزيد: تجمع السودانيين في الخارج ينتشر في 22 دولة

وتحدث لـ (سويسرا والعرب) الأستاذ عبد الرحيم أبا يزيد عضو اللجنة التنفيذية لتجمع السودانيين في الخارج لدعم الثورة عن مشاركته في الندوة قائلاً:

جئت اليوم من بريطانيا لحضور هذه الفعالية، وشاركت مع الاستاذة لينا رشيد بمداخلة عن الثورة السودانية والأوضاع الراهنة في السودان، وحضورنا هو جزء من التنسيق بين كل السودانيين والسودانيات في الخارج لنخاطب العالم بشكل مختلف، وكيف نشرح أوضاع السودانيين وكيف نعكس مطالبهم العادلة. 

وأضاف: عملنا على الصعيد الدولي بمشاركة مختلف كوادرالجاليات السودانية في الخارج وفي مقدمتهم الدبلوماسيين كالسفير الدائم للسودان في الأمم المتحدة ودولة سويسرا علي بن أبي طالب وكذلك المتخصصين من حقوقيين ومهندسين ودكاترة وطلاب وفعاليات مهنية مختلفة.

وقال أبا يزيد: التجمع في الخارج يضم 22 دولة حول العالم بما فيهم دول خارج أوروبا كأستراليا وكندا وآسيا، وهذه الدورة الثانية للجنة التنفيذية وعقدت عدة جمعيات عمومية، وشاركنا في كيفية انعكاس نشاط الثورة السودانية عبر وسائط الإعلام وفي توحيد لغة الخطاب للسودانيين في الداخل وفي الخارج حول الثورة ومطالبها.

ترجمة أخبار السودان في 7 لغات حية

وعن السؤال حول وجود وثيقة مشتركة للثورة السودانية، أجاب عضو اللجنة التنفيذية للتجمع: نشارك مع لجان المقاومة والقوى السياسية في الداخل للوصول الى وثيقة تلبي أهداف الثورة السودانية ومطالب المواطن السوداني البسيط ليعيش عيشة إنسانية طبيعية ويستفيد من ثروات القوة البشرية السودانية في الدخل والخارج ومن أجل تقدم وتطور السودان واستقراره.

وأضاف أبا يزيد: نحن لا نتحدث فقط عن وثيقة للتجمع إنما عن وثائق للجان المقاومة التي توصلت إلى الميثاق الثوري لسلطة الشعب في كل المناطق السودانية، وأسهمنا في ترجمتها إلى اللغات العالمية الحية، وعندنا مجموعة المترجمين السودانيين وأي وثيقة أو خبر سوداني نترجمه بسبع لغات هي:الاسبانية والإيطالية والفرنسية والإنكليزية و الروسية والألمانية و السواحلية.

وعن مايميّز الثورة السودانية عن غيرها من الثورات، يقول: تتميز بسلميتها وبإصرارها على الاستمرار بأهدافها المشروعة وبأنها تضع برامج علمية، واستفدنا من الانتفاضات الأولى ومن تجارب الشعوب.

وأوضح أنه في الفترة الأولى كان الهم الأول التخلص من الديكتاتورية، والآن استمرارية الثورة لم تعد شعارات فقط لإسقاط النظام، إنما مبادئ لتبني وطن ديمقراطي وتؤسس لدولة بمشاركة أصحاب المصلحة الحقيقية في الحكم.

وخلص للقول: رسالتنا اليوم في التجمع موجهة لكل الشعوب المحبة للديمقراطية والسلام وللمنظمات الدولية لدعم الحراك في السوداني واستيفاء المعلومات عن الثورة السودانيين من الشعب السوداني والتنسيق مع السودانيين في الخارج، وكلهم يعلمون تماماً كيف تستمر الثورة وأن شعبنا متفائل بأنه سينتصر.

أ.فاطمة خاطر وجانب من الحضور

تجمع السودانيين في سويسرا

السيدة فاطمة خاطر الناطقة الإعلامية لتجمع السودانيين في سويسرا قدمت تعريفاً للتجمع قائلة: نحن منظمة تطوعية أنشأت بموجب القانون السويسري لدعم ثورة ديسمبر بتاريخ  30 يوليو  2019 تتكون العضوية من مجموعة السودانيين المقيمين في سويسرا الذين يتطلعون لتحقيق آمال الثورة المجيدة هادفين لإنشاء دولة مدنية ديمقراطية تحت شعار: حرية سلام وعدالة .

وأضافت: يهدف التجمع إلى تنوير الرأي العام السويسري والدولي بالثورة السودانية وأهدافها، والعمل مع المنظمات المجتمع المدني السويسري والأوروبي للتضامن مع الثورة وتقديم المساعدات المادية والإعلامية والقانونية، والتضامن مع الشعب السوداني في عملية التحول الديمقراطي المدني، عبر تنسيق المواقف مع التجمعات السودانية الأخرى بدول الاتحاد الأوروبي، وتنظيم المظاهرات في سويسرا وأوروبا وإقامة الندوات وورش العمل لشرح أهداف الثورة، ورصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وإحالتها لاحقاً إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية.

ندوة جنيف: معاً ضد الانقلاب العسكري في السودان

  • تنظيم: تجمع السودانيين بدولة سويسرا وتجمع السودانيين بالخارج لدعم الثورة.
  • التاريخ: السبت 19 مارس/ آذار 2022.
  • الزمان: 14:00 -16:00 (بتوقيت جنيف).
  • المكان: معهد الثقافات العربية والشرق أوسطية(ICAM) جنيف.
  • ميسر النقاش: السيدة مريم عثمان محجوب.
  • كلمة تجمع السودانيين بدولة سويسرا تقدمها: السيدة فاطمة خاطر.
  • (عرض مرئي): انقلاب ٢٥ أكتوبر.
  • كلمة السفير علي بن أبي طالب عبد الرحمن.
  • الجغرافيا السياسية لانقلاب السودان تقديم: د. ما جدولين الحاج الطاهر.
  • مقابلة مع المتحدث الرسمي للجان مقاومة أبو آدم السيدة سحر الحسين البشير الجزولي.
  • الوضع في السودان تقديم الأستاذ عبد الرحيم ابا يزيد والاستاذة لينا رشيد.
  • عرض رسالة من السيدة إيمان اسماعيل والدة الشهيد قصي حمدتو والأستاذ الصادق سمل والد الشهيد عبد الرحمن الصادق.
  • جلسة ختامية نقاش مفتوح وطرح الأسئلة والإجابة عليها.

One thought on “ندوة جنيف (معاً لمناهضة الإنقلاب ودعم الثورة السودانية): قلة من العسكر يبيعون الذهب بأرخص الأسعار.. والمواطن لا يجد ما يروي ظمأه …!

  • فاطمة خاطر

    تغطية اعلامية مميزة كما عهدناك دوما الصحفي المخضرم استاذ قاسم البريدي صاحب القلم الحر …
    حفظك الله ذخرا وعلما في بلاد المهجر وسويسرا ونفع بك الامة..
    نحن في تجمع السودانيين بدولة سويسرا نثمن دوركم العظيم في فعالية معا ضد الانقلاب العسكري في السودان ودعم الثورة السودانية بجنيف

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *