ثقافة ومجتمع

مهرجان المسار الثقافي في دورته الثامنة: 70 فناناً و150 مشاركاً في فعاليات فنية لـ 34 جنسية بينها الخط العربي والموسيقى الشرقية ..

(سويسرا والعرب) – قاسم البريدي

بعد توقفه بسبب كورونا لأكثر من عام، عاد مهرجان المسار الثقافي في مدينة بيل/ بيين ليعقد دورته الثامنة ضمن حضور فني لافت من سويسرا وخارجها.

واكدت نيكول باهود مديرة المهرجان في حديث خاص لـ (سويسرا والعرب) أن الدورة الجديدة اختارت التركيز على الفن المرئي، والتقى فيها 70 فناناً من مختلف الجنسيات، ومن فنانين معروفين وغير معروفين، لأن المعرض مفتوح للجميع، إضافة لمشاركة 150 شخصية من 34 جنسية في ورشات العمل والمؤتمرات التي استمرت لعشرة أيام في النصف الأول من هذا الشهر.

وأضافت مديرة المهرجان: نعتقد أن الدورة الحالية في هذا الوقت رائعة حقًا لـمدينة بيل/بيين التي تضم حوالي 170 جنسية مختلفة، مشيرة إلى أن الهدف من هذا المهرجان هو جمع كل هذه الفعاليات معاً، للتحدث حول الفن، والتعرف على بعضها البعض، ومحاولة إنشاء تحالف ثقافي اجتماعي مصغر، أملا في تكامل متبادل محتمل.

Nicole Pahud مديرة المهرجان نيكول باهود

أربعة محاور

هذا وقد عقدت الدورة الثامنة من مهرجان (المسار الثقافي) بعنوان “العمل والمشاركة والتعايش الفني معاً” ضمن مجمع (ديسبو) في (نيداو) قرب بحيرة بيل/بيين، وتشمل الدورة معرض تشاركي كبير وفعاليات ثقافية مفتوحة للجميع في الفترة ما بين 6 إلى 16 مايو/ آيار 2021.

وتعتبر ثنائية اللغة (الألمانية / الفرنسية) علامة مميزة لهذه المدينة السويسرية التي تضم عدد كبير جداً من 150 جنسية و300 لغة يتردد صداها مع بعضها البعض خلال هذا الحدث متعدد الثقافات، وانضم فنانون من عدة كانتونات مثل كانتون نوشاتيل إلى دورة عام 2021 التي تجمع حوالي مائة وخمسين مشاركاً ومشاركة تتراوح أعمارهم بين 4 و90 عاماً، وأكثر من 70 فناناً.

ويدور مهرجان المسار الثقافي هذا العام حول أربعة محاور: الأول عن (اليد) وهو موضوع يدعو إلى التفكير فيما سيبقى كوسيلة تواصل في حال فشل السمع والبصر؟، والمحور الثاني يدور حول فصول السنة وما هو الطقس في أي مكان آخر غير سويسرا في نفس الوقت؟

 أما المحور الثالث فهو عن الألوان وماذا تعني خارج سويسرا؟ ويمثل اللون الأبيض في بعض البلدان نقاءً، بينما يمثل بالنسبة لدول أخرى حداداً، والمحور الأخير (نعيش الفن معاً) وتم اختياره كوسيلة فنية لفتح حوار بين مختلف اللغات الفنية والمجتمعية، مع الفن كنقطة التقاء.

فعاليات متنوعة

 (سويسرا والعرب) التي شاركت في هذا المهرجان من خلال ورشة الخط العربي، لاحظت وخلال عشرة أيام متواصلة للمهرجان استقطابه لزوار من كافة المناطق والمقاطعات ومن عدة دول أوروبية.

 وإضافة للمعروضات الفنية لأكثر من 70 فناناً، شملت مختلف أنواع الفن التشكيلي والنحت والتصوير، فقد أقيمت ورشات عمل يومية لمختلف الفنون اليدوية منها ورشات صناعة الفخار وإعادة التدوير وعروض للأزياء وعرض الحناء والتاتو والخط العربي ورسومات المانجا والاسترخاء ومصابيح ورقية وفسيفساء ورقية والرسم على الوجوه والوشم للأطفال وغيرها.

وتميزت ورشات العمل بمشاركة واسعة للأطفال والشباب والعائلات مع الفنانين وعدة مدارس وجمعيات أهلية وجهات رسمية ثقافية وفنية، كما قدمت في المهرجان عروض للتخصصات الفنية المختلفة بعنوان: أن تفعل وتعرف كيف، وأجواء موسيقية ومؤتمرات وعروض نشاطات الجمعيات الأهلية والتبادل بين الأجيال والثقافات وبين المجتمعات في ظل علامة ثنائية اللغة وعروض المطبخ العالمي من مختلف البلدان…

أيضاً أقيمت في المهرجان محاضرات وطاولات حوار ثقافية تناولت مواضيع عديدة منها الذكرى الخمسين لمنح المرأة حق التصويت وأخرى عن قانون الجاذبية، وثالثة عن المجتمع والهجرة وخدمة الاندماج ورابعة بعنوان: العيش معاً بالتنوع دون تحيز أو تمييز وعالم الصم ولغة الإشارة.

كما أقيمت ندوات فنية عن إظهار الألوان ومعانيها وحفلات الترفيه والموسيقي، منها موسيقى أفريقية وأخرى شرقية وثالثة أمريكا الجنوبية، إضافة للموسيقي الفلكلورية والتانغو والرقص الشرقي ورقصة الجاز الأفريقي وغيرها.

وإضافة لمشاركة الجمعيات الثقافية وجمعيات بيل الأهلية، فقد حضر أيضا إريك فهر رئيس بلدية مدينة بيل وغليندا غونزاليس مديرة التربية والثقافة والرياضة وحشد كبير من الاعلاميين.

ثمانية دورات حتى الأن

وتنظم هذا المهرجان جمعية (المسار الثقافي) التي تأسست عام 2009 ومنذ ذلك التاريخ يستمر هذا الحدث بشكل دوري كل عامين مرة، وهو يعتبر أحد أهم الأحداث الثقافية في مدينة بيل /بيين وضواحيها، ويعتمد على المشاركة الواسعة للسكان من جميع الجنسيات والفئات الاجتماعية المختلفة، سواء كانت سويسرية أو غير سويسرية، ويتم عقده بشكل منتظم وحتى الآن أقيمت ثمانية دورات (2005، 2007، 2009، 2011، 2013، 2015، 2017، 2021)، وفي كل مرة يختار موضوع مركزي مختلف.

وفي عام 2009، كان مهرجان (المسار الثقافي) شريكاً ومروجاً لـ “بيان سويسرا للتنوع”، وشارك فيه وفداً من المجلس الاتحادي الفيدرالي، بينما خصصت الدورة السادسة عام 2015 للاحتفال بيوبيل 10 سنوات على المهرجان.

أهداف المهرجان

يبني المسار الثقافي الجسور بين الثقافات المتعددة والمجتمعات المختلفة والأجيال والأحياء والإدارة البلدية، ويتركز نشاطها على الحوار والبحث عن التقارب والتبادلات واللقاءات والتضامن والتسامح والتنوع وحقوق الإنسان والسلام.

وهو يهدف إلى تشجيع التبادل الثقافي، بين الأجيال المختلفة، وبين المجتمعات والمؤسسات الرسمية، تحت علامة ثنائية اللغة في هذه المدينة المميزة، وتقديم منصة تلاقي للفنانين من جميع أنحاء العالم، سواء أكانوا معروفين أم لا، والرد على أسئلة الجمهور المتعلقة بالفن التشكيلي والإبداع الفني

ويهدف المهرجان كذلك إلى تشجيع الحوارات حول الفن والموضوعات الاجتماعية والثقافية ورفع مستوى الوعي العام بالقضايا المتعلقة بالتباعد البشري وإبراز نقاط التقارب بين الجميع، وبدء المسارات الممكنة نحو تعاون وتعايش المواطنين، وصولاً لاكتشاف التنوع والتكامل المتبادل.

Parcours culturel-  édition 8

«Œuvrer, partager et vivre l`art ensemble»

Grande exposition collective du 6 au 16 mai 2021

Lieu: Dispo Halle, Dr Schneiderstrasse 3, 2560 Nidau

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *