مركز باسكارت للفنون في بيل.. يجمع الفن والتصوير والسينما
يعرض أكثر من 1800 عمل فني محلي وعالمي
بيل / بيين – (سويسرا والعرب):
استطاع مركز باسكارت للفنون في مدينة بيل/ بيين أن يحقق أهدافه خلال عقدين من الزمن سواء على المستوى الوطني أو العالمي حيث يجمع بين الفن المعاصر والتصوير والسينما، عبر تنظيم معارضه الدورية من جهة.
ومن جهة ثانية، يكرس المركز نفسه بسرعة ليكون مكاناً للإبداع والابتكار في مختلف أنواع الفنون، ويشجع الفنانين، لاسيما الشباب منهم، على تصميم أعمال جديدة وعرضها على الجمهور.
(سويسرا والعرب) زارت المركز وخرجت بهذا التقرير..
بناء حديث بفضل (بوما)
تعود بدايات تأسيس مركز باسكارت إلى عام 1990 حيث تم افتتاحه في مستشفى المدينة القديمة، غير أن التأسيس الحقيقي يعود إلى عام 1994، عندما تضافرت جهود عدة مؤسسات وجمعيات للفنون والسينما والتصوير بالتعاون مع مدينة بيل.
وأما الانطلاقة الأهم فتعود إلى الوصية المهمة لرجل الصناعة بوما في تقديم الدعم المادي، وبفضلها تمكنت المدينة بالتعاون مع كانتون برن من إنشاء مبنى جديد في عامي 1998-1999 من قبل مهندسين معماريين من بازل، وأعاد مركز باسكارت فتح أبوابه وأعماله منذ عام 2000واستمر في نشاطه منذ ذلك الحين.
مؤسسات وجمعيات متنوعة
وما يميز مركز باسكارت للفنون عن غيره هو تنوع المؤسسات التي يحتضنها تحت سقف واحد وهي: مركز الفنون وجمعية الفنون التشكيلية ومنتدى التصوير وجمعية بيل للفنون الجميلة ومنصة السينما وصالات لورشات الفنون.
واللافت أيضاً في المركز هو مؤسسة توثيق الفنون في بيل التي تأسست عام 1991، وتهدف إلى الحصول على أعمال عالمية مميزة، وتعتمد بشكل أساسي على المعارض المؤقتة لمركز باسكارت، وتختار مجموعة تعرضها في أجنحة المركز، وهي تضم حاليًا أكثر من 1800 عمل فني، ويشمل على وجه الخصوص مجموعة كبيرة من أعمال الرسام برونو ماير والفنانين هاينز بيتر كوهلر ومارتن زيجلمولر اللذان تبرعا بجزء كبير من أعمالهم الرسومية للمؤسسة.
الفن السابع
أما منصة السينما في مركز باسكارت فتعتبر السينما الوحيدة غير التجارية في منطقة بيل وضواحيها، ورسالتها هي جعل الناس يكتشفون الفن السابع بكل تنوعه، من خلال برنامج يذهب بعيدًا عن المسار المطروق.
ومن الجمعة إلى الثلاثاء، يمكنك مشاهدة الأفلام التي أصبحت نادرة على الشاشات الكبيرة. يتضمن البرنامج الثري والمتنوع أحداثًا استرجاعية مكرسة لأسماء السينما العظيمة بالإضافة إلى الإصدارات الجديدة في السينما السويسرية والدورات الموضوعية.
معروضات 2022
وشملت زيارة (سويسرا والعرب) لمركز باسكارت جميع المعارض المدرجة ضمن خطة عام 2022 في الفترة من 3.7.2022 حتى 4.9.2022، ويقام حالياً في مركز الفنون معرض من الجذور: الرسم السويسري المعاصر، وفي منتدى التصوير يقام معرضان الأول للفنانة شيدا سليماني والثاني للفنان ايمانويل فان دير أويرا، إضافة لباقي الفعاليات في الفن التشكيلي والسينما.
العوالم البصرية والحقيقة
تطرح أعمال الفنان البلجيكي إيمانويل فان دير أويرا إشكالية في العوالم البصرية للصور الوثائقية التي تهدف إلى إنتاج الحقائق، وغالبًا ما يستخدم صوره وتركيبات الفيديو والمطبوعات كمواد بصرية مستقطبة يتم تداولها في الفضاء الرقمي وتشكك في المسؤولية الأخلاقية لمعالجة صور العنف والصدمات الجماعية في هذه الصورة الرسومية اللاحقة، ومعرض الفنان مانويل يقام بالشراكة مع دار الفن في بازل.
الرسم السويسري المعاصر
لم يعرف أي وسيط فني العديد من الصفات الإيجابية والسلبية مثل الرسم، ومع ذلك، يتم إعادة تفسيره باستمرار، مما يدل على إمكاناته اللانهائية.
وفي سويسرا أيضاً، كان هناك ازدهاراً في الرسم في السنوات الأخيرة، ومعرض (بعضاً من الجذور) لا يقدم نظرة عامة على الرسم السويسري المعاصر فحسب، إنما يسلط الضوء على الرسامين العاملين في سويسرا، والذين لهم بصمة جديدة ومثيرة، ويضم المعرض نحو 70 عملاً فنياً لـ 31 فناناً وفنانة.
الصور النمطية عن الشرق الأوسط
الفنانة شيدا سليماني وهي من مواليد عام 1990 وتعكس في معرضها المميّز تجربتها الشخصية كإيرانية نشأت في أمريكا، مما جعلها على دراية بـ (الصور النمطية للغرب عن ثقافة الشرق الأوسط) في سن مبكرة.
وتسلط أعمال سليماني الضوء على العلاقات بين السياسيين النافذين والجماعات والحكومات والشركات، من أجل إثارة أسئلة مهمة من المشاهدين، حول مواضيع لا تتم مناقشتها كثيرًا في الغرب كواقع النساء في إيران والعلاقة بين القوة والاستغلال والنفط.
وتجمع أعمالها في الوسائط المتعددة بين التصوير الفوتوغرافي والنحت والكولاج والأفلام، وتخصص الصور من الوسائط المرئية الشعبية / الرقمية وتترجمها إلى لوحة منفردة.