محمود مطاحن: الفضة الشرقية تجذب الناس في سويسرا لاسيما الفتيات
بيل/بيين – قاسم البريدي
يبيع الشاب الفلسطيني الأصل محمود مطاحن مجوهرات الفضة، متنقلاً بين المراكز التجارية في سويسرا، حيث يحجز ركناً صغيراً خاصاً ببضائعه الشرقية المميزة لمدة أسبوع في أحد المراكز ثم ينتقل إلى سوق تجاري آخر وهكذا، ومع الوقت صار معروفاً وله زبائنه وأصبح يلبي مختلف أذواقهم..
(سويسرا والعرب) التقت هذا الشاب في سوق محطة القطار الكبير في مدينة بيل/ بيين وتعرفت على تجربته المشوقة وكان هذا الحوار..
مهنة نقلتها من الآباء
- أين تعلمت هذه المهنة؟
بيع الفضة هي مهنتي قبل أن أكون في سويسرا، واستمريت بالعمل فيها، ونقلتها عن الوالد الذي تخصص بها وهو يتنقل في عدة أسواق شعبية فلسطينية، ولكن هنا الأسواق التجارية في هذا البلد تختلف ولها شروطها وأوقاتها..
- أخ محمود.. ما نوع الفضة التي تبيعها.. وهل هي أصلية؟
مجوهرات الفضة التي أبيعها هنا أصلية من عيار 925 والتي نسميها Echt Silber بالألماني، وتتميز في سويسرا عن باقي الدول لأنها تخضع لمراقبة مكتب مختص بالمعادن عند دخولها البلاد لتتطابق مع المواصفات القياسية المعمول بها، وبموجب ذلك يسمح ببيعها في الأسواق السويسرية، وإذا كانت مخالفة يتم مصادرتها ويمنع بيعها.
- وهل هناك معايير أخرى للفضة؟
نعم هناك عدة معايير مختلفة للفضة مثل 800 وأقل، لكن المعيار الأفضل للجميع هو 925، وطبيعة الفضة أن لونها يصبح أسوداً بعد الاستعمال، وهنا تشترط الأسواق السويسرية ألا يدخل في صناعة الفضة مادة النيكل الذي يسبب حساسية لبعض الأجسام.
يحبون الفضة التي لا تلمع
- ما أبرز أنواع حلي الفضة التي تتعامل معها؟
أنواع الحلي كثيرة والأساسية هي: الخاتم الإسوارة الحلق والعقد وهناك الحلق الخاص بالأنف، وجميع الأنواع طبية وأنا أثقب الأنف والأذن بشكل صحي ومتخصص بذلك.
- وهل الزبائن هنا لهم أذواق خاصة؟
الفضة كنوع من أنواع المجوهرات لها جمهورها كما هو الحال بالنسبة للذهب المرغوب في بلادنا العربية..
وبالطبع أذواق المستهلكين في سويسرا مختلفة عما هو سائد في بلادنا العربية، وطبيعتهم أنهم يحبون الفضة الهادئة والتي فيها البساطة وليس لها لمعان كثير أو شغل مركب مع أحجار كريمة وغيرها، بينما نحن العرب نحب الطقومة الكاملة واللمعان والشغل المركب.
- أخ محمود مطاحن..من هم زبائنك؟
زبائني من جميع الفئات العمرية صغار وكبار ورجال ونساء، ومن خلال خبرتي أحاول تلبية كل الأذواق، وبشكل عام الشباب الصغار طلباتهم أكثر لاسيما الفتيات.
- وما الأشياء المرغوبة؟
كل قطع الفضة مرغوبة، لكن الطلب أكثر على الخواتم ويتم شرائها بشكل اعتيادي للاستعمال الشخصي كغيرها من البضائع، وأيضاً تباع كهدايا في المناسبات كرأس السنة وأعياد الميلاد، وهناك أنواع تستخدم للحظ ومنع الحسد كالأيد أو الخمسة ومرغوبة.
تستورد جاهزة من دبي
- ماهي الموديلات التي تتعامل معها وأين يتم تصنيعها؟
أنا أبيع موديلات النمط الشرقي (أورينتال) ونأتي بها من الدول العربية ومرغوبة عند السويسران والأجانب بشكل عام، وجميع مجوهرات الفضة استوردها جاهزة من دبي حيث توجد ورشات وحرف يدوية ومعامل في الإمارات وفي تايلند وغيرها.
- وكيف تدخل إلى السوق.. وهل لها دمغة خاصة بها؟
نحن نستورد الفضة الأصلية المناسبة للسوق السويسرية، والمضروبة بالروديوم وهو الذي يعمل طبقة عازلة تمنع الحساسية أثناء ارتدائها وندفع عليها الضرائب، وبغض النظر عن مصدر الفضة تخضع جميعها لمراقبة قسم المعادن للتأكد من مواصفاتها.
وطبعاً كل قطعة لها دمغتين دمغة خاصة بها من المصدر ودمغة باسمي الشخصي كبائع مجوهرات وهي YA، ونعطي فواتير للمشتري وهذا يضمن حقه، لأن الختم محفوظ وتعود السلطات المحلية لنا في جميع الحالات، حيث يمنع دخول أي بضاعة من المصدر لا تحمل هذا الختم ونتعرض للمخالفة أو المصادرة وتعاد البضاعة من حيث أتت.
في كل أسبوع مركز تجاري
- وهل يقتصر بيعك على هذا السوق.. وهل تكفل بضائعك؟
لا.. أنا أعمل في معظم الأسواق التجارية وفي كل المناطق ولمدة أسبوع يبدأ من يوم الإثنين حتى السبت، ويمكن للزبائن خلال هذه الفترة ترجيع المشتريات أو تبديلها، وبعد ذلك لا يمكن تبديلها إلا إذا كان هناك اتفاق سابق، ونحن نكفل الفضة الحقيقة لكن الموديلات تتغير من فترة لأخرى.
- هل لديك موقع أنترنت لتسويق أونلاين؟
للأسف ما زلت أتعامل بطرق تقليدية..
الأسعار من 10 فرنك حتى 200
- هل تستخدم –هنا- الفضة في الادخار وما الذي يحدد سعرها؟
الحلى الفضية كمعدن ثمين لا تستعمل هنا كأداة ادخار، على غرار ما هو سائد في بلادنا العربية مع الذهب وغيره.
أما الأسعار هنا فتباع الفضة بالقطعة بسعر خاص بها وليس بحسب وزنها رغم أننا نشتريها حسب الوزن، ولكن نظراَ لطبيعة البلد والنفقات المرتفعة فيها نبيعها هكذا..
- الأسعار هل هي متقاربة؟
الأسعار ليست موحدة وتختلف من قطعة لأخرى وبعضها فيها أحجار كريمة، وتبدأ على سبيل المثال أسعار الخواتم من 10 إلى 15 إلى 20 فرنك، وترتفع عندما تكون معها أحجار كريمة مثل التركواز والأونيكس والعنبر، وهذه الأنواع الأكثر تداولاً هنا، ويصل سعر القطعة لمئتين فرنك وأكثر..
- أخ محمود برأيك.. هل الأسعار غالية فعلاً؟
من خلال خبرتي وجدت أن الأسعار مقبولة جداً وتتناسب مع دخل الناس المتوسط وتلبي حاجة الجميع في هذا البلد الأوربي الجميل.
أدعو الشباب إلى مشاريع خاصة بهم
- ما الذي التي يعجبك في مهنتك؟
الميزة الأهم في عملي أنه مشروع مستقل خاص بإسمي، والشيء الثاني متعة الاحتكاك مع الناس كل يوم نلتقي بزبائن جدد وكل أسبوع نذهب إلى مكان آخر.. وأتنقل مع بضائعي بسهولة في سيارتي..
- وما الصعوبات التي تعاني منها؟
الكورونا أثرت على عملنا حيث انقطعنا عن البيع لفترات طويلة بعدما أوقفت المراكز التجارية السماح ببيع مثل هذه البضائع غير الأساسية، والآن وبعد انقطاع لأكثر من عام عاد العمل مجدداً..
- ماذا تقول للمغتربين العرب عن مهنتك؟
أنا أشجع الشباب المغتربين للمبادرة إلى مشاريع خاص بهم لاسيما في التجارة وهذا عمل مبدع ومثمر ومستقل، وجربوا وستجدون النتيجة ممتازة؟
المجوهرات تحسن مزاج المرأة
- أخ محمود.. ماذا تقول لزبائنك؟
المرأة يتحسن مزاجها بعد شراء المجوهرات، وهو ما أكدته لي إحدى زبوناتي المختصة بعلم النفس، فمثل هذه الأشياء الجميلة تؤدي إلى راحة نفسية للشخص الذي يلبسها.
- سؤال شخصي: وهل أنتم في العائلة تحبون الفضة؟
العائلة والعرب بشكل عام مزاجنا جميل ونحب المجوهرات، وزوجتي تحب الذهب لكنني أهديها الفضة، وأنا شخصياً أفضل الفضة عن الذهب..
- وهل من طرائف حصلت معك أثناء البيع؟
من الطرائف أن بعض الزبائن يظن أن معيار الفضة هو سعرها ويفاجئ بالفرق الكبير، وهناك زبائن آخرون يسألوني: هل هذه فضة حقيقية أم لا؟ وعندما أجيبهم بنعم فيندهشوا لأن سعرها رخيص ويتشجعون على الشراء..
أما النوع الثالث والنادر من زوار الأسواق فيجدون أسعار الفضة كالصاعقة الكهربائية ويقولون: إنها غالية جداً دون التوقف.