حوار مع ماري لور الفنانة السويسرية التي تجمع بين الأزياء والخزف..
· (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:
على مدى ثلاثة عقود استطاعت الفنانة التشكيلية السويسرية ماري لور جوبا أن تجمع بين فن الأزياء وفن الخزف بأعمال مبدعة، بعضها واقعي يستخدم في الحياة اليومية، وبعضها خيالي يحاكي أساطير الطبيعة والعقل..
(سويسرا والعرب) التقت هذه الفنانة المبدعة وكان هذا الحوار..
- في البداية.. هل يمكن أن نتعرف عليك وعن سر جمعك بين الخزف والأزياء؟
أنا فنانة خزف وأزياء عمري 45 سنة، بدأت بتعلم فن الخياطة والأزياء أولاً لمدة ثلاث سنوات في مدرسة الفنون التطبيقية في مدينة لاشودفون، وبعدها درست لمدة عام في مدرسة الفنون البصرية في مدينة بيل / بيين، ثم انتقلت إلى مدينة فيفي وتخصصت لأربع سنوات في فن السيرامك، وهذا صقل موهبتي وتعاملي بشعف وعشق مع التراب والعجينة والخزف من جهة وفنون الأزياء والخياطة من جهة ثانية..
- وأين تمارسين هواياتك كفنانة وتعرضين أعمالك؟
في المرحلة الأولى ذهبت إلى فرنسا وعشت فيها لمدة 15 سنة مارست هناك هوايتي متنقلة بين عدة مناطق، والبداية كانت في ورشة صغيرة في باريس ثم ورشة في مدينة نيم في الجنوب، وشاركت في عدة معارض في مارسيليا والضواحي وفي قرية مشهورة بالسيراميك..
وعملت معارض في عدة دول بينها معرضين في الصين، ويمكن الاطلاع على أعمالي ومعارضي على الموقع الخاص بي على الانترنت.
- وماذا عن أعمالك في سويسرا؟
عدت من فرنسا إلى سويسرا مع عائلتي منذ 16 عاماً، بينها 6 سنوات هنا في مدينة بيل/ بيين، حيث افتتحت في المدينة القديمة محلاً صغيراً مع ورشة فنية أمارس فيها هوايتي، وهنا الكثير من سحر الماضي والجاذبية للفن ولهذه الهواية بالذات..
- وهل تعملين في ورشة السيراميك بمفردك؟
نعم أعمل هنا لوحدي.. وكما تشاهد لا يوجد مساحة كافية لأكثر من شخص رغم أنني للأسف أتلقى باستمرار طلبات كثيرة من الراغبين بتعلم هذا الفن..
- وهل هذه المهنة الإبداعية لها مدخول جيد؟
لا.. ولهذا أعمل إلى جانب الورشة في تدريس فنون الخياطة في المدارس، وأوزع وقتي هنا وهناك..
- وهل تشاركين في أسواق الحرفيين أم بالمعارض فقط؟
عادة لا أشارك في الأسواق لأنني أعمل قطعاً فنية فريدة من نوعها، لذلك أفضل المشاركة فيها بمعارض، وأقمت معرضاً في مدينة كاروج في كانتون جنيف، وحالياً أحضر لمعرض سيقام في شهر مارس/آّذار في فالنجان قرب نيوشاتل ضمن مجموعة أعمال جديدة مشغولة بالخيوط والصوف لمجسمات متنوعة.
- ماهي الأعمال التي تختصين فيها؟
أغلبها أواني خزفية ومجسمات تقليدية كالمزهريات والمنحوتات، وأستخدم الخيوط والصوف في كثير من أعمالي..
وأرسم أيضاً لوحات جدارية، وأحب التنوع وأعمل أشياء مختلفة بحيث تكون كل قطعة فريدة، ودائماً أتخيل قطعة أو لوحة جديدة وأنفذها، وهذا يحتاج إلى الصبر لكن النتيجة جيدة جداً..
- وكيف تنفذين أعمال الخزف لتظهر بشكلها النهائي المميّز؟
أعمل كل شيء باليد في هذه الورشة، وأصمم القطع على الورق ثم أجسد الفكرة بالعجينة ضمن الشكل الذي أريده وأضعها بالفرن بحرارة عالية وألونها بالألوان المناسبة، وتنجز كل قطعة على مرحلتين..
وفي المرحلة الأولى تسمى (البسكويت) تشوى القطعة بدرجة حرارة ألف درجة وتحتاج إلى 8 ساعات ونتركها لمدة يومين حتى تنزل دراجة الحرارة إلى 100 درجة ويجب فتح باب الفرن بلطف حتى لا تنكسر.
أما في المرحلة الثانية فنعيد شوي القطعة من جديد بعد أن نعالجها لتصبح قابلة للاستعمال والحرارة تكون أعلى من السابق 1250 درجة..
ما أهم مجالات الأعمال الفنية التي تهتمين فيها؟
مجالات أعمالي واسعة وبعدة تقنيات، والقطع الفنية الأكثر هي أواني الخزف والغرافيت والديكور، وكذلك تستهويني القطع الخزفية التي أضيف إليها الخيوط والصوف لتصبح مثل المنحوتات.. وهذا ما أحضره لمعرض قادم، إضافة للفن التصويري ورسم لوحات..
وماهي الموضوعات التي تتطرق لها أعمالك؟
الموضوعات مستوحاة من الطبيعية تحاكي الانسان والنباتات والحيوانات، مثل لوحة لرجل كبير في السن والعصافير والأزهار، وكذلك أغلب المواضيع من المخيلة “أرجله” “قنديل البحر” وأعشاش الطيور، و “الكيميرا” الشخصية الأسطورية وغيرها الكثير مما أتخيله..
- ماهي الجوائز التي حصلت عليها؟
حصلت على جوائز عديدة بينها الجائزة الأولى للشباب الخزافين والثانية في باريس ويمكن متابعتها على الموقع الخاص بي على الأنترنت:
WWW.MarieLaureGobatBouchat.com
- بالتأكيد هناك قطع فنية خاصة مميزة ومؤثرة.. هل تحتفظين فيها لنفسك؟
لا.. فمثلاً أنا أحب جداً لوحة العصافير هذه ومع ذلك أبيعها، وعندي الكثير من الأعمال المؤثرة لكنني لا أحتفظ بها، لأنني مستمرة وكل مرة لدي الجديد، ولهذا لا أحزن عند بيع القطع المميزة طالما أنا أبتكر المشوق والجذاب والجديد.
- لاحظت أنك تستخدمين ألواناً محددة في أعمالك لاسيما الأزرق والأخضر والأحمر لماذا؟
لأن الخزف له ألوانه الطبيعية التي اكتسبها عبر آلاف السنين، ولابد من استخدامها نفسها كما أن بعض الألوان لا تصمد أمام الحرارة العالية ولهذا نختار الألوان المناسبة..
وألوان الخزف هي ألوان تقليدية معروفة جداً، ونجدها نفسها في الفنون العالمية في مصر واليابان والصين وغيرها..
- وهل هناك قطع خزفية تجلب الحظ؟
هذا ليس من اهتمامي.. وأنا شخصياً انسانة مؤمنة وأعتقد أن لكل إنسان قدره وحظه بالحياة وهذا لا يأتي من خلال شيء..
- ماذا عن أولادك وهل تأثروا بفنك، ويمكن أن يستمروا على خطاك؟
لدي بنتان توأم عمرهن 17 سنة، وعندما كانوا صغاراً كان العمل بالخزف يعجبهن كنوع من اللعب باليد، وعندما كبرن إحداهن تهتم كثيراً بالرسم وعملت معرضاً بالمشاركة معها، أما الثانية فتهتم بالموسيقى والغناء.
- وهل ترغبين بنقل هذه الفنون اليدوية الابداعية للتلاميذ والأطفال؟
نعم.. لهذا السبب أعطي دروس فن الخياطة وفن الخزق في المدارس لأنها مهمة في حياتهم، لكنها تحتاج إلى الصبر والتركيز، وتبعدهم مثل هذه الهوايات عن الموبايل وألعاب الكمبيوتر.
- ماذا عن المستقبل هل تفكرين بافتتاح ورشة كبيرة؟
لا. أنا أحب ورشتي الصغيرة، لأنها تمنحني الإبداع والسعادة في المدينة القديمة والعريقة.