(سويسرا والعرب) تنشر تعليمات استئناف المدارس السويسرية
(سويسرا والعرب) – قاسم البريدي
أصدر مكتب الصحة الفيدراليOFSP المبادئ الأساسية لاستئناف رياض الأطفال والمدارس الإلزامية اعتبارا من 11 مايو آيار الحالي ضمن المرحلة الثانية التي تطبقها الحكومة السويسرية للتخفيف من الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، ويمكن لجميع الأطفال من سن 4 إلى 16 عامًا العودة إلى مدارسهم حيث ستطبق فيها الخطة المحددة لها لحماية الأطفال والمعلمين.
وتصف خطة الحماية المبادئ التي يجب مراعاتها عند استئناف التعليم الإلزامي على المستوى الوطني، وفي مقدمتها التوصيات الموجهة إلى السلطات المحلية المختصة في الكانتونات والبلديات لاتخاذ تدابير الحماية المرتبطة بالمدارس التابعة لها مع مراعاة الظروف المحلية.
وأكد مكتب الصحة أن الغرض من تدابير الحماية في المدارس هو تجنب الحالات الضعيفة بشكل خاص من الإصابة بفيروس كورونا والحفاظ على معدل الحالات الجديدة عند مستوى منخفض.
مبررات علمية
وذكر المكتب على موقعه الرسمي، أن هناك أسس علمية استندت إليها الحكومة للسماح باستئناف الدراسة أهمها أن احتمال تعرض الأطفال لمرض فيروس كورونا ضعيف جداً قياساً للبالغين، وفقًا للعديد من الدراسات، إذ يمثل عدد الأطفال دون سن 10 سنوات أقل من 1 ٪ من حالات المرضى ونسبة اليافعين والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا تشكل أقل من 2 ٪ من عدد المرضى.
وأشار إلى أن الأطفال يعانون بشكل عام من أعراض قليلة إن وجد لديهم المرض، ويكون مسار المرض عندهم خفيفًا، ولأسباب فسيولوجية لا يلعب الأطفال أي دور تقريبًا في انتشار الفيروس، وعلاوة على ذلك يعتبر أنه كلما قلت الأعراض كلما انخفض الحمل الفيروسي وخطر انتشار الفيروس عبر قطرات السعال أو العطس.
ووفقاً للبيانات والمعطيات الحالية، لا توجد مجموعات ضعيفة تواجه الفيروس بين الأطفال الذين يحتاجون إلى تدابير حماية إضافية، على عكس البالغين، وتزداد قدرة الأطفال على الامتثال لتدابير معينة مع تقدم العمر.
وأوضحت الحكومة أنها استندت في قرارها لاستشارات أعضاء جمعية طب الأطفال السويسرية (SSP) والمجموعة السويسرية لأمراض الأطفال المعدية (PIGS)، بالإضافة إلى “فرقة العمل الوطنية COVID-19 للعلوم” (NSC-TF)، وقد تم أخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار.
وأكدت ان المعرفة والدراسات الحالية ونصائح الخبراء، أثبتت أن المستقبلات المطلوبة لعدوى الفيروس ضعيفة النمو لدى الأطفال تحت سن العاشرة، ويمكن للأطفال الذهاب إلى المدرسة طالما أنهم ليسوا مرضى ولا يعيشون مع شخص مريض بـالفيروس ويجب على الأطفال الذين يعانون بالفعل من مرض آخر احترام تدابير الحماية الرئيسية المرتبطة بالمرض، وتنطبق قواعد النظافة والسلوك على الجميع.
الفئات المستهدفة
ويجب تكييف التدابير مع الفئات المستهدفة المختلفة في المدارس وفقًا لملامح المخاطر وانتقال المرض، وأهمها كيفية التعامل مع الأشخاص الضعفاء المعرضين للخطر من جهة والطلاب والموظفون الأصحاء الذين يتعاملون معهم من جهة ثانية، من خلال تجنب الاتصال المباشر وإيجاد حلول تلبي متطلبات العمل وفق التعليمات الخاصة بذلك.
ويجب على جميع التلاميذ أن يذهبوا إلى المدرسة من حيث المبدأ، وينبغي على المدارس إيجاد حلول فردية للحالات الخاصة، ولابد من تقييم الاتصال الوثيق في المنزل بشكل مختلف عن الاتصال في سياق المدرسة، ويؤخذ تقييم الطبيب المعالج بعين الاعتبار، وإذا لزم الأمر يجب إيجاد حلول حماية فردية في المنزل.
المعلمون والموظفون الذين ليس لديهم مرض بالفعل لديهم نفس خطر الإصابة بالمرض من COVID-19 ونشر الفيروس، وبالتالي فإن التدابير الموصي بها للبالغين تنطبق عليهم في جميع مستويات المدارس الإلزامية ويجب مراعاة قواعد السلوك والنظافة الخاصة بمنع انتشار هذا الوباء.
قواعد النظافة والسلوك
وأجاب مكتب الصحة الفدرالي في موقعه على الأنترنت على مجموعة من الأسئلة المهمة التي تشغل بال الأهالي والمتعلقة بكيفية استمرار عمل المدارس في جميع الكانتونات، ونتوقف عند أبرز ماجاء فيها..
ومن حيث المبدأ ستنطبق نفس قواعد النظافة والسلوك الخاصة بالحماية من فيروس كورونا (غسل اليدين والسعال والعطس في منديل أو في كوع المرفق) على المدرسة والأطفال، ومع ذلك فهناك قواعد يصعب تطبيقها إذ لا يمكن للأطفال دائمًا فصل مترين في المدرسة ومع ذلك يجب أن يكون الطفل الأصغر قادرًا على التنقل بحرية قدر الإمكان في الصف (الفصل) وفي الملعب، ويجب على البالغين الاستمرار في الحفاظ على التباعد في المدرسة نظراً لاستمرار خطر انتشار الفيروس والمرض.
وبالنسبة للأنشطة الترفيهية والأنشطة اللامنهجية (مثل الموسيقى والمسرح)، يجب على الأطفال احترام قواعد النظافة والسلوك وتطبيق قاعدة الأشخاص الخمسة ضمن المجموعة الواحدة حتى في أوقات الفراغ.
كذلك بالنسبة لخدمات الاستقبال بعد المدرسة ستواصل نشاطها في نفس وقت التدريس في الفصل الدراسي وينطبق هذا على المدارس النهارية والحضانات ومجموعات اللعب وغيرها، ويجب أن تراعي هذه الخدمات قواعد النظافة والسلوك وتتكيف مع خطط الحماية المطبقة في المدارس.
أما خارج المدرسة فيمكن للأطفال أن يجتمعوا للعب، ولكن يجب تخفيض تجمعاتهم (خمسة أطفال كحد أقصى) ويجب أن يكون الأفراد نفسهم دائمًا ويجب أن يبقوا في المنطقة المجاورة مباشرة للمنزل.
وبالنسبة للأطفال الذين يعيشون مع شخص ضعيف فيمكنهم الذهاب إلى المدرسة اعتمادًا على الوضع في المنزل، يجب البحث عن حلول فردية بالتشاور مع المدرسة.
إصابة الأطفال نادراً جداً
ورداً على السؤال عن احتمال إصابة الأطفال بفيروس كورونا ومعرفة أعراضه عند الطفل المصاب وهل يستطيع الأطفال نقل فيروس كورونا للآخرين؟
يقول مكتب الصحة الفدرالي : تظهر الدراسات أن الأطفال نادرًا ما يمرضون بفيروس كورونا الجديد، وتتشابه الأعراض عند الأطفال المصابين بشكل أساسي مع الأعراض عند البالغين، ولكن غالبًا ما تظل خفيفة وبأشكال حادة أقل بكثير مما هي عند البالغين وكبار السن، ومع ذلك لا يتم استبعاد المضاعفات الخطيرة لهذا المرض على الرغم من أنها نادرة جدًا عند الأطفال تمامًا.
وأضاف المكتب لا يلعب الأطفال دوراً كبيراً في انتقال الفيروس التاجي الجديد، ونادرا ما يصابون به ، وإن وجد فعلاً فأعراضه خفيفة جداً ونادرًا ما ينقلون الفيروس، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال غالبًا ما يصابون من البالغين أكثر وليس العكس، وضمن الأسرة يمرض البالغون عادة قبل الأطفال.
الأطفال المرضى والتلقيح
وطمن مكتب الصحة الفدرالي الأهالي بأن الأطفال بشكل عام لا ينتمون إلى الفئات الضعيفة، لكن يجب على الأطفال المصابين بمرض أن يستمروا في اتباع تدابير الحماية التي تنطبق عليهم قبل ظهور الفيروس التاجي الجديد، و ينصح بالاتصال مع طبيب الأطفال المعالج إذا كان هناك أي أسئلة.
وإذا كان الطفل مريضاً، يجب عليه – كالمعتاد – البقاء في المنزل، وإذا أظهر أعراض الإصابة بالفيروس التاجي الجديد، فيجب اختباره، ولا ينبغي في هذه الحالة أن يكون على اتصال مع الأطفال الآخرين، ويجب أن يقتصر الاتصال مع البالغين على الحد الأدنى الضروري، وبالتالي فإن تعليمات العزل الذاتي تنطبق أيضا على الأطفال.
ومن جانب آخر، إذا كان الطفل يعيش في نفس المنزل الذي يعيش فيه شخص مريض، فيجب احترام الحجر الصحي الذاتي.
ونوه المكتب إلى أنه وحتى خلال الفترة الحالية، يجب تنفيذ اللقاحات وفقًا لخطة التطعيم السويسرية، مع مراعاة قواعد النظافة والسلوك المعمول بها، ويمكن الاتصال بطبيب الأطفال وطلب المشورة.
الأجداد والأحفاد
أخيراً وفيما يتعلق بالعلاقة بين الأجداد والأحفاد، ذكرت التعليمات أنه لا ينبغي للأجداد أن يبقوا أحفادهم عندهم، لأنهم يعتبروا ضمن الفئات الضعيفة وبالتالي يجب أن يحموا أنفسهم جيدًا، كما لا ينبغي زيارة الأطفال لأجدادهم لفترة طويلة، ومع ذلك يجوز بل من المفيد القيام بزيارات قصيرة حميمية .
وتكمن مشكلة زيارات الأحفاد لأجدادهم – كما تقول التعليمات – في حضور الوالدين الذين في حال بقائهم لفترة طويلة قد يصيبوا الأجداد.
ومن جانب آخر لا يجب على الآباء والبالغين الآخرين التجمع معاً أثناء لعب الأطفال ولابد دائماً من احترام قواعد النظافة والاحتفاظ بمسافة التباعد مترين.