كورونا المحوّر ليس الأخطر.. نحو مئة حالة في سويسرا
(سويسرا والعرب) – رشا البريدي
ازداد انتشار النسخة المحورة من فيروس كورونا في سويسرا والتي يعود منشؤها إلى المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، وباتت موجودة فعلياً في 11 كانتوناً وكذلك في ليختنشتاين وقارب عدد الحالات المكتشفة حتى الآن مئة حالة.
وتم الكشف عن أول حالة في كانتون سولوتورن وفقاً للمكتب الفيدرالي للصحة العامة (OFSP) وازداد عدد الحالات بشكل ملحوظ لتبلغ 88 حالة حتى يوم الجمعة الماضية، وتصدرها كانتون برن الذي وصل فيه العدد إلى 18 حالة بعدما كان 4 حالات وكذلك كانتون فو 18 حالة، ثم يأتي كانتون جنيف التي سجلت فيها 16 حالة وزيورخ 13 حالة.
أما عدد الحالات الأقل بكثير فسجلت في كانتون فاليه (7) حالات وتيسينو (4) وسانت غالن (4) وجريسنس (3) وإمارة ليختنشتاين (3)، بينما تم الإبلاغ عن حالة واحدة من المتغير في سولوتورن وريف بازل وشفايز.
رأي علمي: ليس الأخطر
وكان الخبراء يقولون إن البديل البريطاني للفيروس أكثر عدوى من النسخة المعروفة سابقاً، لكن أحدث النتائج تشير إلى أن الفيروس المتحور لا يؤدي إلى مسار أكثر خطورة للمرض.
وقد أثارت طبيعة فيروس كورونا المحور الجديد، مخاوف دول عدة، وذلك بعد انتشاره في بريطانيا وانتقاله الى أغلب الدول ، وفتح ذلك مجالاً للتساؤلات عن فاعلية اللقاحات ضده.
وبهذا الخصوص أكد عالم الفيروسات الألماني الشهير كريستيان دروستن أنه ليس قلقاً من الفيروس في الوقت الحالي، بيد أنه أشار في المقابل إلى أنه لا يريد التقليل من خطورة الموقف، باعتبار أن الوضع حالياً “في حالة معلومات غير واضحة إلى حد ما”، مضيفاً أنه يتعين انتظار التحليلات الأولية للبيانات لمعرفة طبيعة الفيروس، ومدى تأثره باللقاحات الجديدة.
وأضاف بأنه ليس هناك ما نخشاه من احتمالية تأثير السلالة الجديدة من كورونا على فعالية اللقاحات، فرغم الطفرة التي حدثت للفيروس، والتي قد تجعل من المستقبلات قادرة على مواجهة الأجسام المضادة، إلا أنها لا تمنح الفيروس بالضرورة ميزة على المتغيرات الأخرى لفيروس كورونا.
البداية اكتشاف اصابتين
وكان فريق العمل العلمي التابع للاتحاد السويسري قد طالب في بيان له يوم الجمعة 25 ديسمبر/كانون الأول ، بتشديد إجراءات مكافحة فيروس كورونا، وذلك بعد تسجيل وصول حالتين إلى سويسرا من السلالة الجديدة، مؤكداً ضرورة زيادة قدرات الاختبار والتعقب في الكانتونات دون تأخير.
ويأتي هذا البيان وفق (سويس أنفو) بعد أن ذكر المكتب الاتحادي للصحة العامة ، اكتشاف أول عينتين من السلالة الجديدة لبريطانيين ثبتت إصابتهم بالفيروس، ويتم الآن بذل جهود كبيرة لفحص ما إذا كان قد انتشر أكثر.
وكانت سويسرا مؤخراً قد شددت إجراءاتها، مع استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات في الأسابيع الأخيرة، وزيادة الضغط غير مسبوق على الطاقم الصحي في المشافي، في وقت تمثل فيه احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة والسياحة الشتوية، خطراً إضافياً يزيد الطين بلة، نتيجة زيادة الاتصال والتنقل، فضلاً عن احتمال حدوث مزيد من الانخفاض في درجات الحرارة.
مخاطر إضافية.. والحذر مطلوب!؟
وذكر البيان أن السلسلة الجديدة ربما تكون أكثر خطورة في سرعة انتقالها، مما سيزيد من صعوبة السيطرة على انتشار الوباء في سويسرا، لذلك فإن هناك حاجة ماسة مجدداً إلى تدابير صارمة على المستوى الوطني، وبالإضافة إلى تدابير الحد من الاتصال هناك حاجة فورية لتوسيع قدرات الاختبار والتعقب في الكانتونات، إنها مسألة تطبيق صارم ومتسق لقواعد العزل والحجر الصحي.
وخلص البيان للقول أن الجهود المبذولة لتحديد بؤر وسلاسل انتقال العدوى لها أهمية خاصة في الوضع الحالي، وتعمل التدابير الوقائية المعروفة، والمتمثلة بارتداء القناع والتباعد الاجتماعي، بفعالية أيضاً ضد السلسلة الجديدة.
حجر صحي على العائدين من بريطانيا
وكان المكتب الفيدرالي للصحة العامة قد أكد في بيان صحفي الخميس الماضي، إنه تم اكتشاف حالتين من السلالة الجديدة لفيروس كورونا لبريطانيين ثبتت إصابتهم في سويسرا، وهويتهم معروفة وتم إبلاغ الكانتونات المعنية بذلك.
وقد فرضت سويسرا الإثنين، حجرا صحيا بأثر رجعي على المسافرين الذين وصلوا من بريطانيا وجنوب أفريقيا، لمدة 10 أيام، بسبب السلالة الجديدة لفيروس كورونا.
وتهدف الحكومة لوقف تفشي السلالة الجديدة التي تم رصدها في هذين البلدين، حيث تطبق قواعد الحجر في سويسرا على الوافدين منهما منذ 14 ديسمبر/كانون الأول.
كما حظرت الحكومة دخول المقيمين البريطانيين، بعد حظر الطيران مع بريطانيا وجنوب أفريقيا الذي دخل حيز التنفيذ بالفعل في منتصف ليل الاثنين.
10 آلاف بريطاني في سويسرا
وذكرت معلومات صحفية أنه قد وصل عشرة آلاف بريطاني إلى سويسرا منذ ذلك التاريخ، وجرت عمليات إعادة السائحين البريطانيين صباح الخميس، حيث غادرت طائرتان سويسريتان مطار زيورخ متوجهة إلى لندن-هيثرو، وقال مصادر المطار إن المسافرين لم يضطروا إلى تسجيل الوصول بشكل منفصل، حيث تم وضع الأقنعة والمسافات.
ولم تكشف المصادر عن عدد الأشخاص الذين كانوا على متنها، وستطير رحلة أخرى بين زيورخ وهيثرو يوم عيد الميلاد، كما ستقلع طائرة من جنيف إلى بريطانيا، ويتوقع كذلك أن تغادر طائرتان زيورخ في 26 ديسمبر/كانون الأول، وذلك ضمن جدول الرحلات العادية.
في الاتجاه الآخر، يُسمح فقط للمواطنين السويسريين ومن ليختنشتاين، بالإضافة إلى المواطنين مزدوجي الجنسية بالعودة من بريطانيا.