سكان سويسرا يتجاوزون 9 ملايين نسمة .. وتحركات سياسية ضد الهجرة..!
· (سويسرا والعرب) ـ وكالات:
أظهرت إحصاءات حكومية اليوم ، أن عدد سكان سويسرا تجاوز 9 ملايين نسمة للمرة الاولى.
وذكر المكتب الاتحادي للإحصاء أن هناك 9 ملايين و2763 شخصاً يعيشون في سويسرا، حتى نهاية يونيو/حزيران، ويحمل نحو 27% منهم جوازات سفر أجنبية، ويحتل الإيطاليون والألمان المرتبة الأولى والثانية من حيث عدد السكان.
ومن جانبه، نظم “حزب الشعب السويسري” اليميني، الذي يريد الحد من الهجرة وتقييد قواعد اللجوء، مبادرة انتخابية تحمل اسم “لا لعشرة ملايين سويسري!”.
وتطالب المبادرة بألا يتجاوز عدد السكان المقيمين بصورة دائمة 10 ملايين نسمة قبل عام 2050، وقد استغرق الأمر 12 عاما حتى يرتفع عدد السكان من 8 ملايين إلى 9 ملايين.
وعندما يصل عدد سكان البلاد إلى 9.5 مليون نسمة، يرغب “حزب الشعب السويسري” في فرض قيود صارمة على هجرة الأجانب وتجنيسهم.
وكما هو معتاد في سويسرا، فمن المقرر أن يتم تحديد مصير خطة “حزب الشعب السويسري” من خلال استفتاء شعبي، ولم يتم تحديد موعد الاستفتاء حتى الآن.
المرة السابعة
ومنذ التعداد السكاني الأول عام 1850 (2.4 مليون نسمة)، هذه هي المرة السابعة التي تتجاوز فيها سويسرا حاجز المليون الجديد.
واستغرق الأمر 12 عاماً ليرتفع عدد سكان سويسرا من ثمانية إلى تسعة ملايين (من عام 2012 إلى عام 2024)، وهي نفس المدة التي ارتفع فيها عدد سكان سويسرا من خمسة إلى ستة ملايين (1955-1967).
حوافز مشجعة
وهناك عوامل عديدة تسببت في اقبال المهاجرين واللاجئين على سويسرا و في مقدمتها الاقتصاد القوي والمستقر وفرص عمل الوافرة، خاصة في القطاعات المالية والتقنية.
وأيضاً تشتهر سويسرا بجودة الحياة العالية، بما في ذلك الرعاية الصحية الممتازة، والنظام التعليمي المتطور، والبيئة النظيفة، والأهم الاستقرار السياسي والتسامح الديني وتقبل التنوع الثقافي وسياسات هجرة مرنة.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الطلاب الأجانب في الجامعات السويسرية مرتفعة جداً،وتصل إلى حوالي 30% في المتوسط.
كما يساهم المهاجرين في الناتج المحلي لسويسرا، من خلال تواجدهم ومعيشتهم في الحياة السويسرية، حيث يتم إنشاء عدد كبير من الشركات التي يملكها أو يديرها الأجانب مما يؤثر بشكل إيجابي في الاقتصاد السويسري.
والتحديات المستقبلية
وبالمقابل.. هناك صعوبات في الاندماج والضغط على البنية التحتية.. فقد يواجه بعض المهاجرين صعوبات في الاندماج في المجتمع السويسري، بسبب الاختلافات الثقافية اللغوية، هذا من جهة .. ومن جهة ثانية فقد يؤدي الارتفاع الكبير في عدد السكان إلى زيادة الضغط على البنية التحتية، مثل السكن والنقل.
ولهذا كله، لابد من التحرك على أكثر من صعيد.. ففي سوق العمل: يجب ضمان وجود فرص عمل كافية للأجانب، وتدريبهم على المهارات المطلوبة في سوق العمل السويسري.. وفي الجانب السياسي يجب موازنة الحاجة إلى العمالة الماهرة مع الحفاظ على الهوية الثقافية السويسرية.