جمارك سويسرا: استيراد الذهب من روسيا مسموح وتصديره لها ممنوع…!؟
· (سويسرا والعرب) – وكالات:
في إطار مراقبة الانتهاكات المحتملة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، أعلنت الجمارك السويسرية أمس الجمعة، أنها تتعقب حوالي 3 أطنان من الذهب روسي المنشأ، دخلت سويسرا من بريطانيا الشهر الماضي، حيث لا تزال التساؤلات حول هذه الشحنة الغامضة من دون إجابة…!
وذكرت وكالة (أسوشييتد برس) إن قيمة الذهب تبلغ 194 مليون فرنك سويسري (202 مليون دولار)، وامتنع مكتب الجمارك عن تقديم معلومات بشأن اسم مستوردي الذهب لأسباب قانونية على حد زعمه.
وذكر المكتب الاتحادي السويسري للجمارك وأمن الحدود (OFDF)، أنه يراقب باستمرار واردات الذهب من روسيا، وهي ليست محظورة بموجب العقوبات السويسرية المفروضة على موسكو، وإنما تصدير الذهب إلى روسيا هو المحظور.
وأوضح المكتب في بيان له إن سبائك الذهب المصنعة في روسيا منذ 7 مارس/آذار فقط لا يمكن تداولها في سويسرا، بينما يمكن تداول السبائك التي تم تصنيعها قبل ذلك التاريخ، مشيراً إلى أنه لا توجد قيود تجارية في سويسرا على الأشكال أخرى من الذهب، مثل المجوهرات أو العملات المعدنية القادمة من روسيا.
وكانت الجمعية السويسرية لمصنعي وتجار المعادن الثمينة، قالت أول أمس إنها على علم بالمخاوف المرتبطة بخطوة الشهر الماضي، نافية أن يكون وراءها أحد من أعضائها، بما في ذلك أكبر مصانع صهر الذهب في سويسرا.
وأشارت الجمعية إلى أنه على الرغم من أن هذه الواردات لا تخالف القوانين، إلا أنها (تود التأكيد على أن الذهب المشكوك فيه لا مكان له في سويسرا، وأنها تتوقع من أعضائها التصرف بأقصى درجات الحذر والامتناع عن الشراء في حالة الشك).
يشار إلى أن سويسرا، استوردت في السنوات الأخيرة، ما قيمته 270 مليار فرنك سويسري (حوالي 280 مليار دولار) من الذهب، وفقا لأرقام مكتب الجمارك.
تتعامل مع ثلثي ذهب العالم
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن بيانات الجمارك السويسرية تؤكد أن شحنة الذهب الروسي، الأكثر من ثلاثة أطنان، هي الأولى بين الدولتين منذ فبراير/ شباط، وتمثل 2% من واردات الذهب لسويسرا الشهر الماضي.
وبينما كان يُنظر إلى استيراد الذهب الروسي على أنه حظر فعلي على جميع مصافي التي تتعامل معه من قائمة الموردين المعتمدين لديها من سوق لندن، وهو أحد أكبر الأسواق في العالم، فإن القواعد لا تحظر معالجة المعادن الروسية من قبل مصافي التكرير الأخرى، وتعد سويسرا موطنا لأربع مصافي ذهب رئيسية، والتي تتعامل مع ثلثي الذهب في العالم.
وسجلت الجمارك السويسرية كل الذهب المستورد تقريباً على أنه لأغراض التكرير أو عمليات المعالجة الأخرى، ما يعد إشارة إلى أن إحدى مصافي الدولة أخذته، وقالت الشركات الأربع الكبرى وهي: إم كيه إس بامب (MKS PAMP ) وميتالور تكنولوجيز (Metalor Technologies) وأرغور- هيراوس (Argor-Heraeus) وفالكامبي (Valcambi) إنها لم تأخذ المعدن.
وكانت قد رفضت في شهر مارس/ آذار مصفاتان كبيرتان على الأقل لتكرير الذهب إعادة صهر السبائك الروسية رغم أن قواعد السوق تسمح لهما بذلك، بينما قالت مصافي أخرى، مثل (أرغور- هيراوس) إنها ستقبل المنتجات التي تم تكريرها في روسيا قبل عام 2022، طالما كانت هناك وثائق تثبت أن ذلك لن يعود بالفائدة المالية على شخص أو كيان روسي.