تجمع السودانيين في سويسرا في وقفة احتجاجية (1-2): الردة مستحيلة.. يسقط.. يسقط حكم العسكر..
جنيف – (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:
نظم مساء أمس السودانيون في سويسرا وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة جنيف ضد الانقلاب العسكري على الحكم المدني واغتصاب السلطة بالقوة.
وشارك بالوقفة مئات السودانيين الذين توفدوا من كل أنحاء سويسرا ورفعوا الأعلام والشعارات التي تدعوا إلى الخلاص وعودة الحكم المدني هاتفين بأناشيد وأغاني الثورة.
وتزامنت هذه الوقفة مع تظاهرات شعبية للسودانيين في الخرطوم وفي أكثر من 70 مدينة في العالم تحت شعار (مليونية 30 أكتوبر: يسقط حكم العسكر).
(سويسرا والعرب) تابعت هذه الوقفة وخرجت باللقاءات التالية..
الجندي: أعمل لتوضيح الحقائق ومقاومة التعتيم
السفير علي بن ابي طالب الجندي سفير السودان لدى سويسرا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى، كان من أبرز المشاركين في وقفة الاعتصام أمام مقر الأمم المتحدة وتحدث لـ (سويسرا والعرب) قائلاً:
أنا اليوم أقف إلى جانب أخوتي السودانيين الشرفاء في سويسرا للتنديد بالانقلاب العسكري والمطالبة بإعادة رئيس الوزراء الشرعي الدكتور عبد الله حمدوك وحكومته وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
وقال الجندي: كما تعلمون تم فصلي من قائد السلطة الانقلابية لكنني لا أعترف بقراره وسأستمر بتصريف مهامي ممثلاً شرعياً لثورة السودان وللشعب السوداني.
وأضاف: سأناضل مع زملائي الدبلوماسيين والذين رفضوا الانقلاب، لتوضيح الحقائق ومقاومة التعتيم الذي يفرضه الإنقلابيون عما يجري في بلادنا الحبيبة حتى عودة السلطة الشرعية التي يرتضيها شعبنا الذي يواجه أبشع أنواع القمع والتنكيل.
أبو شوك: ردود فعل إيجابية من العالم ومجلس الأمن
وحول ردود الفعل العربية والعالمية على الانقلاب تحدث لـ (سويسرا والعرب) الصحفي السوداني محمد عثمان أبو شوك قائلاً: الحمد لله الجميع معنا ماعدا الصين وروسيا وهذا متوقع، وهما باستمرار مع الأنظمة العسكرية والديكتاتورية في الدول العربية، وفي هذه الدول الموقف الشعبي جيد وللأسف الشديد الموقف الحكومي الرسمي سيء جداً..
وأضاف: كل الحكومات الأوربية والغربية تقف إلى جانب الشعب السوداني، ومجلس الأمن أصدر قبل يومين قراراً واضحاً وصريحاً يؤكد أن ما حدث في السودان هو انقلاب عسكري وأنه يجب العودة إلى الحكومة المدنية وإطلاق سراح المدنيين السياسيين والعودة إلى المدنية والحكم الديمقراطي.
مشاركة أكثر من 72 مدينة في العالم
وسألنا أبو شوك: كصحفي معروف هل تتوقع انفراج قريب وهل أنت متفائل؟ فأجاب: حسب ما سمعنا من الأخبار اليوم جماهير الشعب السوداني خرجت بالملايين في كل مدن السودان رفضاً للحكم العسكري وأصبح الأمر واضحاً فإما نحن كشعب وإما هؤلاء العساكر!
وأضاف: فعاليتنا اليوم هي جزء من فعاليات مقامة في أكثر من 72 مدينة على مستوى العالم بنفس اليوم، وأطلق على هذه الحملة شعار (يسقط يسقط حكم العسكر) وفرنسا فيها أكثر من 6 مدن كبيرة وفي الولايات المتحدة 22 ولاية وفي استراليا مدينتين وحتى اليابان خرجت مظاهرات في طوكيو.
وقال: نعم نحن متفائلين لأننا نثق في قدرات شعبنا، الذي أسقط نظام عسكري إسلامي لم يكن أحد يتخيل أن يسقط، وظل الشباب في الشوارع 4 أشهر متصلة إلى أن سقط هذا النظام، وبمقدورنا أن نمارس هذا الشيء الآن ولأربعة أشهر قادم حتى يسقط هذا النظام.
وختم أبو شوك حديثه بالقول: أتمنى من الحكام العرب أن يستحوا على أنفسهم وبهذه الطريقة لا يجوز ان يتغير النظام، وفي الجزائر وفي لبنان خرجت مسيرات ضخمة دعماً للشعب السوداني، والسعودية موقفها أفضل من باقي الدول العربية، وطبعاً بضغط من الأمريكان والموقف الرسمي لمصر والامارات سيء..
مطر: العسكر لحماية الأرض والدستور لا لحكم المدنيين
ومن جانبه د. أشرف مطر يعرفنا على تجمع السودانيين بدولة الاتحاد السويسري قائلاً: هو تجمع جديد له ثلاث دورات ويهدف لجمع ولم شمل السودانيين في سويسرا تحت راية واحدة بكافة اتجاهاتهم السياسية والحزبية وهمنا الأول هو السودان الديمقراطي القوي.
وقال مطر في حديثه لـ (سويسرا والعرب): الحكم المدني الذي جاء برئاسة عبد الله حمدوك أحدث تطورات كبيرة في الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي كثبات سعر العملة السودانية وانخفاض معدل التضخم واستقرار البلد اقتصادياً والعودة للعلاقات الدولية والأمم المتحدة ، وكلها تطورات إيجابية، لكن العسكر أراد ألا تتم مثل هذه الإنجازات تنفيذاً لأجندة خاصة…!
وأضاف: استطاع الدكتور حمدوك رفع العقوبات المفروضة على السودان وإقامة علاقات إيجابية مع كل دول العالم بما فيها الاتحاد الأوروبي وذلك بعد مجهود دبلوماسي رائع جداً، وكل هذه التطورات الجيدة والايجابية في مسيرة الشعب السوداني أراد العسكر لها أن تختفي لأن الديمقراطية في السودان تعني اختفاء العسكر..
وقال مطر: نحن في تجمع السودانيين نؤكد أن العسكر له مهمة محددة وهي حماية الأرض والعرض وحماية الدستور وليس لحكم المدنيين، والسياسيون هم من يحكمون البلاد ونحن نفتخر بعهد التحول الديمقراطي في السودان، الذي يعبر عن التطور النوعي في العقلية السودانية، وشهد العالم كله أن السودان يتميز بخبرات في كافة المجالات في أوروبا وأمريكا، وأكبر مثال على ذلك الدكتور حمدوك فهو رجل اقتصادي ضليع استعانت به الأمم المتحدة لفترات طويلة في تطوير البرامج للدول النامية.
وعن رأيه بالوقفة الاحتجاجية في جنيف يقول : أولاً نكرر شكرنا وسعادتنا بالحضور الكبير للجالية السودانية والأصدقاء العرب والسويسريين والأجانب في وقفتنا أمام الأمم المتحدة في جنيف.
وأضاف: نأمل بأن المسيرة المليونية في السودان تقنع الجميع بما فيهم العالم بأكمله بأن الشعب قوي وثوري إن أراد أن يفعل شيئاً فعل.
وفي نهاية تصريحه عبر مطر عن تفاؤله قائلاً: أتوقع في وقفتنا بجنيف، ومسيراتنا المليونية والتي تجتاح جميع المدن في السودان ودول العالم، أنها ستعيد الدولة المدنية وستعبر عن التحول الديمقراطي، وستهز عرش العسكر لتعيد الحياة المدنية للسودان.
زاهر: نكون أو لا نكون
د. شادية زاهر المتخصصة بالقانون الجنائي من كانتون زيورخ التقاها محرر موقع (سويسرا والعرب) وهي تنشد بحماس:(عدالة مدنية خيار الشعب.. حرية وسلام وعدالة.. مدنية قرار الشعب)
وقالت لنا: نحن موجودين هنا لنعبر بكل أطيافنا السياسية عن الحس الوطني والسودان يكون أو لا يكون.. لا يكون بانقلاب عسكري مهما اختلفنا نحن سياسياً وفي النهاية التحولات الديمقراطية هي الهدف، ويجب أن نحافظ عليها مهما كلفتنا من أمر، والناس الآن في شوارع الخرطوم يتعرضون لهذه المحنة بعدما وصلنا قبل سنتين وهزمنا أشرس نظام قمعي، وشهد بذلك كل العالم ولهذا نتمنى أن يساعدنا العالم مجدداً، لنعود لمدنيتنا ونتخلص من العسكر ونستطيع أن نحقق أرادتنا وديمقراطيتنا بتنوعها دون تدخل من الخارج لا سيما من بعض دول الجوار الذين للأسف يدعمون الحكم العسكري..
ورداً على سؤالنا: هل أنت متفائلة؟ أجابت زاهر: نعم أنا متفائلة جداً وعمري لم أكن متشائمة، نحن نناضل منذ ثلاثين سنة تعرضنا للتعذيب والقتل والقهر، ونحن النساء السودانيات تعرضنا لأبشع أنواع الاضطهاد، وكنا نجلس في الشوارع بقوة، ورغم ذلك لم نفقد الأمل والثقة بالنصر للشعب، وقد خلعنا نظام البشير وسنخلع نظام البرهان الدكتاتور الجديد الدكتاتور الصغير الخائن الذي اتفق مع كل المدنيين ونكل بوعده..
أربعة مطالب للسودانيين:
يطالب تجمع السودانيين في سويسرا بالآتي:
أولاً: إعادة السلطة المدنية فوراً وبدون شروط.
ثانياً: إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
ثالثاً: رجوع الجيش إلى ثكناته والعمل على حماية الدستور وحراسة الوطن وعدم المشاركة نهائياً في العمل السياسي.
رابعاً: محاكمة كل من ثبت جرمه في مذبحة القيادة العامة في 2019.
Pingback: تجمع السودانيين في سويسرا في وقفة احتجاجية (2-2): العسكر لم يوفوا بتعهداتهم. . والثورة ستنجح من جديد.. - سويسرا والعرب
صفحة رائعة وعمل جميييل استاذ قاسم البريدي لجمع شمل العرب والجاليات بسويسرا..
وفقك الله ورعاك ونفع بك المجتمع
صح يراعك الغالي
شكراً لك استاذة فاطمة خاطر وشعرت بسعادة كبيرة عندما التقيت بهذا التجمع الكبير الرائع للأخوة السودانيين وزاد الأمل بأن تجمتمع الجاليات العربية ليكون دورها رائداً وقوياً ومتحداً
نتمنى ذلك استاذ قاسم البريدي..