تحقيقات

بعيداً عن الأضواء: عام جديد.. ورئيس جديد لسويسرا

برن – (سويسرا والعرب):

كعادتها سويسرا في كل عام لها رئيس جديد، حيث يصوت البرلمان فيها لواحد من بين أعضاء الحكومة الاتحادية السبعة ليتولى هذه المهمة، والذين يتم انتخابهم مرة كل أربع سنوات، والرئيس يأتي إلى منصبه بالدور ودون أي نزاع وضمن حدث روتيني في الحياة السياسية لهذا البلد المميز، ويحتفظ بحقيبته الوزارية الأصلية.

وعلى مدى عام كامل، يكون الرئيس ممثلا للحكومة ويترأس اجتماعاتها، كما يقوم بمهام تمثيل سويسرا في المناسبات الرسمية، ويحظى بروتوكولياً بالمكانة الأولى من بين زملائه ولكنه أبداً لا يتمتع بصلاحيات أكثر منهم.

وبعيداً عن الضجة الإعلامية وقبل انتهاء العام الماضي صوت البرلمان الاتحادي بغرفتيه (مجلس النواب 200 عضو ومجلس الشيوخ 46 عضو)، لصالح جاي بارميلين كرئيس للاتحاد السويسري لعام 2021 وذلك بأغلبية 188 صوتاً من أصل 202 بطاقة اقتراع صالحة، في حين كانت هناك 14 بطاقة غير صالحة و29 بطاقة بيضاء (فارغة).

وبذلك تكون الأصوات التي حصل عليها جاي بارميلين جيدة قياساً لنظرائه السابقين، حيث حصلت الرئيسة السابقة سيمونيتا سوماروجا على 186 صوتًا من أصل 210، بينما شهدت ميشلين كالمي- راي أقل الأصوات عام 2011 بأغلبية 106 أصوات.

وأصبح جاي بارميلين ، البالغ من العمر 61 عامًا ، خامس عشر رئيس للاتحاد السويسري من إقليم (كانتون) فودوا الذي يتكلم سكانه اللغة الفرنسية و كان سلفه الراديكالي جان باسكال ديلاموراز قد تولى هذا المنصب في عامي 1989 و 1996.

مهمة أعد بارميلين نفسه لها، وقال قبل تقلده المنصب في خطابه أمام الجمعية الفيدرالية: أن الوباء كان بمثابة صدمة كبيرة ولا يمكن للدولة أن تعوض كل النواقص، ويجب على الجميع القيام بدورهم من خلال التحلي بالمبادرة والشجاعة ولمسة من التفاؤل ويجب أن يلعب التضامن دوراً وقد أظهره مجتمعنا مراراً وتكراراً.

الرئيس الجديد أمام مهام صعبة

لعبة الانتظار

يعتبر تولي منصب الرئاسة في سويسرا سهل نسبياً، ويكفي أن يتم انتخاب الشخص لعضوية الحكومة الاتحادية من قبل مجلسي النواب والشيوخ، ومن ثم عليه انتظار دوره بين زملائه السبعة، خلال فترة وجوده ضمن الحكومة والدور للأقدمية.

لا يزال مبدأ التناوب ساري المفعول منذ تسعينيات القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، والذي بموجبه يقوم البرلمان (في شهر ديسمبر/كانون الأول من كل عام) بانتخاب أحد الوزراء السبعة في الحكومة ليكون رئيساً وأكبر عضو بمجلس الاتحاد كنائب للرئيس والأخير بدوره ينتخب عادة في العام التالي رئيساً، وهكذا دواليك..

ومع ذلك فإن عضو الاتحاد الذي لا يحظى بتقدير كبير من قبل البرلمانيين عليه أن يتحلى بالكثير من الصبر أو يفقد الأصوات الكافية للرئاسة حتى ولو كان دوره.

والحقيقة الأخرى غير المعهودة في بقية النظم السياسية، أنه بوسع أي مواطن سويسري يزيد عمره عن 18 عاماً، ويرى في نفسه مؤهلات الوزير، أن يتقدم لترشيح نفسه لعضوية الحكومة الاتحادية، غير أن اختيار مجلسي النواب والشيوخ كان يقع في جميع الحالات تقريبا على أعضاء يقدمون من داخل البرلمان.

والمسألة في الواقع لا تتعدى التمسك بترتيب الأقدمية، وطالما ظل البرلمان يُعيد انتخاب الشخص لعضوية الحكومة الاتحادية كل أربعة أعوام، لن يكون هناك حدّ لفترة بقائه ضمن تشكيلة الحكومة، وبالتالي لعدد المرات التي يُمكنه أن تصبح فيها رئيساً للاتحاد، لكن عملياً، لا يبقى إلّا عدد قليل من الوزراء لفترة رئاسية ثالثة.

أعضاء الحكومة الإتحادية

مقتطفات.. ولقطات

من المهم أن يحظى الوزير بتقدير من البرلمانيين ليكون حظه أوفر في الحكومة والرئاسة:

  • ويلهيلم ماتياس نيف، على الرغم من تفويضه لمدة 27 عامًا، كان رئيسًا للاتحاد مرة واحدة، في عام 1853
  • من بين 116 عضوًا في المجلس الاتحادي حتى الآن، هناك 20 منهم لم يشغلوا منصب رئيس الاتحاد.
  • ضرب كل من إميل فيلتي وكارل شينك رقماً قياسياً بتوليهما الرئاسة ست مرات لكل منهما، ظل فيلتى عضواً في الحكومة لمدة 24 عاماً، و شينك 31 عاماً.
  • مرتان لم يتولى الرئيس المُنتَخَب منصبه: الأول فيكتور روفي الذي أنتخب رئيساً لعام 1870 لكنه توفي قبل أيام من بداية العام، والثاني هو فريدولين أندرويرت الذي انتخب لعام 1881، لكنه انتحر في عيد ميلاده عام 1880، على إثر الحملة التي نظمتها الصحافة ضده.
  • ·        لم يتقدم أي رئيس باستقالته، لكن ويلهلم هرتنشتاين توفي عندما كان رئيساً عام 1888.
  • أول امرأة تصبح رئيسة لسويسرا هي روت درايفوس عام 1999، أعقبتها ميشلين كالمي- ري في عامي 2007 و2011، ودوريس لويتهارد في عامي 2010 و2017، وإيفيلين فيدمَر- شلومبف 2012 وسيمونيتا سوماروغا 2015 و2020.
  • أصغر رئيس سويسري كان جاكوب شتامبفلي، الذي تولى المنصب في الخامسة والثلاثين من عمره عام 1856، اما الأكبر سناً كان أدولف دويخَر، حيث كان في السابعة والسبعين من عمره عندما أصبح رئيسا للمرة الرابعة عام 1909.

رؤساء لا يزالون أحياء، وسنوات تقلدهم للمنصب:

أرنولد كولَّر: 1990، 1997

فلافيو كوتَي: 1991، 1998 (توفي أواخر العام 2020)

أدولف أوغي: 1993، 2000

كاسبار فيليغَر: 1995، 2002

روت درايفوس: 1999 (أول سيدة تتولى منصب الرئاسة)

موريتس لوينبرغر: 2001، 2006

باسكال كوشبان: 2003، 2008

جوزيف دايس: 2004

سامويل شميد: 2005

ميشلين كالمي – ري: 2007، 2011

هانس – رودولف ميرتس: 2009

دوريس لويتهارد: 2010، 2017

إيفلين فيدمر- شلومبف: 2012

ديدييه بوركهالتر: 2014

يوهان شنايدر- أمّان: 2016

رؤساء سابقون لا يزالون أعضاء في الحكومة:

أوَلي ماورَر: 2013 -2019

سيمونيتَا سوماروغا: 2015، 2020

ألان بيرسيه: 2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *