منوعات

بالنسبة للسويسري الصغير: الديمقراطية لعبة مثيرة وجدية

لوزان- (سويسرا والعرب) – وكالات:

بدلاً من اللعب، اصطف عشرات الأطفال الصغار للإدلاء بأصواتهم في اقتراع من شأنه تغيير حياة الناس في قريتهم الخيالية.

ويهدف “مشروع المواطنة” الذي أنشأته ثلاث مدارس حضانة في مدينة لوزان على ضفاف بحيرة جنيف، إلى إعداد الأطفال في سن مبكرة للمشاركة في الحياة الديمقراطية المباشرة الشهيرة في سويسرا والتي تتضمن استفتاءات حول مجموعة واسعة من القضايا كل بضعة أشهر.

“والفكرة حقًا هي السماح للأطفال بتعلم الديمقراطية، وبالنسبة لنا يجب أن نكون مخلصين لمهمتنا أيضًا، لجعلهم ممثلين في التغيير وفي مستقبلهم”،هذا مايقوله أوليفييه ديلاماديلين مدير دور الحضانة الثلاثة لوكالة فرانس برس.

وقال: هناك حركة متنامية في سويسرا لتوعية الأطفال والشباب بالمشاركة في نظام “التصويت”، وهذه الاستفتاءات يُدعى إليها المواطنين عدة مرات في السنة لإبداء آرائهم حول مجموعة واسعة من المواضيع، ويتميز مشروع المواطنة بصغر سن المشاركين فيه.

قرية في الغابة

ويلتقي حوالي 35 تلميذاً من دور الحضانة الثلاث في “القرية”، مرة واحدة في الأسبوع، في غابة على حافة المدينة الكبيرة، وفقاً للقناة الخامسة العالمية TV5

ويتم إعطاء بعض الأطفال في هذا اللقاء، أدوارًا محددة مثل زعيم قرية أو ممرضة أو شرطي، مع الأزياء التي تتناسب معهم للسماح لهم بعيش دورهم بشكل أفضل.

واللافت “إنهم يأخذون دورهم على محمل الجد”، كما يؤكد أوليفيه، بينما تهرع “ممرضة” ترتدي قميصًا عليه شعار الصليب الأحمر، ببدلة التزلج الخاصة بها، لإنقاذ الفريق الذي يبكي بعد أن جرح أحد افراده وسقط في الثلج.

وتحرص إدارة المشروع على تنفيذ الدرس الأسبوعي بزيارة الأطفال إلى “القرية” الافتراضية في الهواء الطلق مهما كان الطقس، وهم يرتدون بدلات متعددة الألوان، وينتظرون الاستفتاء ونتائجه بعد ان شاركوا به.

وتقف المعلمة إيف ليبلاتينيه خلف طاولة عليها صندوق معدني، وتظهر العلم الأبيض مع شعار ملون زاهي وعلامة، وتشرح للأطفال “هذا علمك الجديد”، والذي اختاروه لأول “تصويت” لهم في نوفمبر/تشرين الثاني.

وتضيف: أما بالنسبة للتصويت اليوم، فقد استلموا جميع الأوراق الانتخابية في مظروف، مثل أي مواطن سويسري قبل الانتخابات.

وقالت: هذه المرة، السؤال أكثر دقة: هل يريد الأطفال التصويت بالاقتراع السري بوضع علامة على اختيارهم أم برفع الأيدي، حيث يعرف الجميع إلى أي اتجاه نميل؟

ويأتي أوليفي وليلى، اللذان توضح قمصانهما المرسومة يدويًا أنهما زعماء القرية، لمساعدة المعلمة..ثم يبدأ كل طفل من الأطفال المشاركين في الاقتراع بوضع مغلفه في الصندوق الانتخابي، وهذا أصعب مما يبدو مع تغطية اليدين بالقفازات.

فرز النتائج

وبمجرد الانتهاء من واجبهم الانتخابي، سيشرع خمسة أطفال وثلاثة بالغين في العد في ملجأ صغير، والذي عادة ما يكون بمثابة مقصف.

يجلس المدير حول طاولة كبيرة، ويشرح كيفية فتح المغلفات وكيفية عمل كومة منفصلة، ثم تُفرز بطاقات الاقتراع … وتعلن ليلى النتيجة: “برفع الأيدي كان هناك 19، والاقتراع السري كان هناك 17”.

يشعر البعض بخيبة أمل، لكن المعلمة إيف توضح أن التغلب على هذا الإحباط هو جزء من التعلم عن الديمقراطية.

أما التصويت المقبل في غضون بضعة أشهر، سيكون على نظام إعادة التدوير لـ “القرية”، قبل اقتراع آخر من شأنه أن يغير حياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *