تحقيقات

إغراءات ربيع سويسرا ..يجب ألا تنسي الناس (بعبع) كورونا..!؟

(سويسرا والعرب)- متابعة قاسم البريدي:

السويسريون الذين يعشقون الطبيعة والعطل الأسبوعية، لم يقاوم الكثير منهم إغراءات الطبيعية خصوصاً في فصل الربيع الجميل جداً، وكعادتهم بممارسة هواياتهم المختلفة كتسلق الجبال أو ممارسة الجري في المدن أو الغابات أو ركوب الدراجات أو التنزه قرب البحيرات والأنهار.. كلها كانت موجودة فعلاً – ورصدناه ميدانياً في أكثر من منطقة- خلال عطلة هذا الأسبوع ولكن بحذر شديد.

 بطبيعة الحال.. من حق الناس التنزه وممارسة نشاطاتهم الرياضية إضافة إلى التسوق الضروري .. لكن دون نسيان أن الوقت محدود جداً ولا يتجاوز الساعتين -إن لم نقل ساعة- وضمن الشروط الصحية لمنع انتشار كورونا والتي ملأت إعلاناتها الكبيرة المنتزهات والغابات ومراكز المدن، لأن الجميع متأكد أن المكوث في البيت هو الحل الوحيد المجدي.

والسؤال الذي يطرحه الناس: متى تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي وتعود للعمل عجلات المدارس والجامعات والأسواق والمعامل  ..هل حان الوقت خلال أسابيع أم أكثر؟

عشرون ألف مقابل 8.5 مليون ..!

وبكلام آخر يسأل المراقبون في الداخل والخارج: كيف يبدو الوضع اليوم في سويسرا؟ هل هو خطير جداً أم ضمن المعدلات الأوربية المقبولة؟ وهل وصل إلى ذروته ليتراجع تدرجياً أم لا؟

تشير حصيلة أرقام الكانتونات السويسرية الصادرة أمس عن مركز الإحصاء في زيورخ إلى حوالي 20 ألف إصابة مؤكدة ونحو 620 حالة وفاة، وهذا يجعل سويسرا إحدى البلدان الأكثر تضرّراً – مقارنة بعدد سكانها 8.5 مليون – من فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم.

وفي التفاصيل.. لاتزال أعداد الأشخاص الذين يتم اختبارهم بشكل إيجابي لـ Covid-19 مستمراً في الزيادة ولم يتراجع بعد ، إذ بلغ حتى يوم أمس عدد المتضررين في البلاد 19781 شخصاً، وتوفي 607 شخصًا بعد الإصابة بفيروس كورونا.

ووفق المكتب الاتحادي للصحة العامةOFSP)  )، فإن  من بين المتوفين 64 ٪ رجال و 36 ٪ نساء وتراوحت أعمار المتوفين من 32 إلى 101 سنة ، بمتوسط ​​عمر 83 سنة، علماً أن 97٪ من هؤلاء المرضى لديهم مرض واحد موجود على الأقل، والأمراض الثلاثة الأكثر شيوعًا هي: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

وحتى الآن تم إجراء أكثر من 150.000 اختبار للفيروس كانت 15٪ منها إيجابية، وخلال الـ 24 ساعة الماضية تم إجراء ما يقرب 7000 اختبار جديد تبيّن أن 14٪ منها إيجابية.

من المبكر العودة إلى الوضع الطبيعي

هكذا إذن يستمر عدد الحالات في الزيادة المطردة في سويسرا ولم يصل الوباء إلى ذروته بعد، ومن السابق لأوانه تخيل انخفاض في التدابير وفق تصريحات المسؤولين، ولهذا تستمر السلطات الحكومية والشرطة بحث الناس على البقاء في منازلهم على الرغم من الطقس الجيد.

أمام هذه الواقع، يقول وزير الصحة آلان بيرسيت: “من أجل السيطرة على الوضع ، يجب أن تتوقف هذه الأرقام عن التزايد، ومع ذلك ، لم نصل بعد إلى الذروة ، لا للعدوى ولا للعلاج في المستشفيات “.

وطالب وزير الصحة مجدداً السكان بمواصلة جهودهم ، حيث يستقر طقس الربيع حالياً في سويسرا ويقترب عيد الفصح، قائلاً: يجب أن نكون قادرين على الوقوف بحزم كمجتمع معًا، أكثر من أي وقت مضى ، يجب علينا مواصلة هذا العمل على المدى الطويل.

بدوره أشار دانيال كوخ، رئيس قسم الأمراض المُعدية في المكتب الفدرالي للصحة العامة يوم 2 نيسان، إلى أنه لم يتم بلوغ ذروة تفشي المرض لكن تقدم انتشاره لا يتسم بسرعة فائقة، ومع ذلك، أكد كوخ إنه من السابق لأوانه التكهن بكيفية تطور المرض في الأسابيع القليلة القادمة، لذلك فليست هناك أي خطط للتخفيف من الإجراءات الحالية.

                             أساليب خدمية وثقافية مبتكرة

وإذا كان المواطنون السويسريون بوعيهم الشديد قد تكيفوا مع الواقع الطارئ ، فإن الفعاليات الاقتصادية والخدمية بدأت أيضاً تبتكر أساليب مختلفة لتخفيف خسائرها ودفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام، رغم المساعدات الحكومية لجميع المتضررين والعاطلين عن العمل جزئياً ،بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي هذا الوباء العالمي الخطير.

وبعد إلزام جميع الشركات والمحال التجارية والخدمية بالإغلاق مؤقتاً – عدا مراكز بيع الأغذية والأدوية والسلع الأساسية- فإن بعض الشركات ابتكرت طرقا جديدة للوصول إلى المستهلكين في منازلهم، ومما ساعد على ذلك شبكة خدمات البريد والبنوك والاتصالات والنقل التي مازالت تعمل وبكفاءة عالية رغم تخفيض حجم أعمالها المعتادة.

وأبرز المجالات التي نشطت مؤخرا هي المتاجر التابعة لمزارعين سويسريين بعدما خسرت أسواقها الشعبية (مرتين اسبوعياً في مراكز المدن) ونجح الفلاحون بإيصال منتجاتهم الموسمية إلى المستهلكين مباشرة في منازلهم، حتى لا يتعيّن على العملاء المخاطرة بالذهاب إلى المراكز التجارية الريفية البعيدة ما يعرّضهم لاحتمال الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد.

وبعض المزارع المجهّزة جيّدا استجابة للطلب المتزايد، لكن أغلبها استعان بمتطوّعين للمساعدة في تعبئة المنتجات، وتضاعفت المبيعات لأول مرة منذ أن أصدرت الحكومة توصياتها لجميع المواطنين بالبقاء في منازلهم.

كذلك المطاعم الملزمة بالإغلاق بعضها أصبح يقوم بإيصال الطعام إلى المنازل، وظهرت أيضاً عشرات الخدمات الجديدة كخدمة توصيل الكتب والصحف إلى المنازل فالمكتبات العامة والخاصة مغلقة لكن بعضها بدأ يقدم خدماته لزبائنه من خلال البريد، حيث تضاعفت هواية القراءة حيث يعتبر السويسريون من أكثر شعوب العالم قراءة.

أيضاً جمهور السينما كان له حظ من خلال بعض جمعيات السينما في برن العاصمة ، وعلى سبيل المثال، يمكنك الآن الاستفادة من أرشيف غني من الأفلام التي تعود إلى عصور مختلفة، وتحتفظ هذه الجمعيات بمجموعة فريدة من الأرشيف السينمائي، والتي تشاركها مع الجمهور عبر البث المباشر، وتتضمّن البرامج أيضا عروضا حية يقدمها خبراء في المجال الثقافي، إضافة لابتكار عشرات الأساليب عبر تقنيات الاتصال عبر الأنترنت للتعويض عن الحفلات الموسيقية التي تم إلغائها هذا الربيع ، بإنشاء منصّات للموسيقى والأداء الفني ويدعى المستمعون للمساهمة في دعم الفنانين المميّزين الذين يجدون هذه الأيام صعوبة في توفير أسباب العيش الكريم.

ماذا يحصل في بقية العالم؟

عالمياً، وحسب محطة بي بي سي ، فقد توفي أكثر من 60 ألف شخص جراء الوباء فيما أصيب أكثر من 1.1 مليون شخص، بحسب جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة.

و في إسبانيا مؤشر إيجابي إذ تم تشخيص 7026 شخص بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في انخفاض من حصيلة الجمعة التي سجلت 7472،ومات 11.744 شخص، فيما بلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة 124.736 وهو الآن أعلى من إيطاليا.

وشهدت بريطانيا رقماً قياسياً في حالات الوفاة خلال يوم واحد بلغت 708 حالة ولكن عدد الحالات الجديدة المؤكدة بفيروس كورونا انخفضت، وبلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين توفوا في المستشفيات 4313 الآن.

وقالت فرنسا إن 6507 شخص ماتوا من الفيروس بما فيهم أكثر من 1400 شخص في بيوت الرعاية، وأكثر المناطق إصابةً في فرنسا هي منطقة “غران إيست” بالقرب من الحدود الألمانية، حيث أصاب الوباء العالمي ثلثي بيوت الرعاية.

في هولندا، ارتفع عدد الوفيات من 164 إلى 1651. وصنّفها معهد روبرت كوش الصحي الألماني كمنطقة خطر عالمي، إلى جانب جيرانها الآخرين النمسا وسويسرا ودول عدة أخرى بما فيها المملكة المتحدة.

وقد خصصت الصين ثلاث دقائق صمت لذكرى أكثر من 3000 شخص توفي بفيروس كورونا في البلاد. في ووهان، حيث رصد الفيروس للمرة الأولى، تحولت كل إشارات السير إلى اللون الأحمر مؤقتاً.

وسجلت الكويت حالة الوفاة الأولى لديها، فيما أصبحت امرأة تبلغ 79 عاماً الشخص الأول الذي يتوفى بفيروس كورونا في جورجيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *