يوم مفتوح للجالية السودانية في سويسرا يعكس التراث والفنون الأصيلة..

زيورخ – قاسم البريدي

شهدت مدينة زيورخ السبت الماضي يوماً مفتوحاً للجالية السودانية في سويسرا، حضره حشد كبير من أبناء الجالية في عدة كانتونات وبعض الدول الأوروبية.  

ويهدف اليوم المفتوح، الذي نظمته جمعية مهاجرين ومهاجرات سودانيين، إلى التعريف بالتنوع الثقافي والتراثي في هذا البلد العربي الأصيل، وشملت فعالياته عروضاً للمنتوجات والمأكولات السودانية ومعرضاً للكتاب وحفلاً فنياً رائعاً.

(سويسرا والعرب) تابعت هذه الفعاليات وخرجت بالتقرير التالي..

Nagla Fathi Khalil :إنطلاقة ناجحة

وعبرت نجلاء فتحي خليل رئيسة جمعية مهاجرين ومهاجرات سودانيين عن سعادتها بهذا اللقاء قائلة: جمعيتنا تأسست عام 2020 لكن ظروف وباء كورونا أخر تنفيذ أنشطتنا، وهذه أول فعالية لنا في مجمع سيباخ في زيورخ وتعتبر انطلاقة ناجحة، لكننا نطمح إلى المزيد واللقاء الثاني في مدينة بازل ثم يتنقل الى باقي الكانتونات.

وأضافت لـ (سويسرا والعرب): لم نتوقع هذا العدد من الحضور والتميز في المعروضات السودانية، حيث شارك أفراد الجالية من زيورخ وباقي المناطق، وبذات الوقت شاركنا أخوة من ألمانيا وفرنسا وهولندا كالأخت أماني التي جاءت من باريس والفنان ياسر وردي من هولندا والدكتور محمد بدوي من ألمانيا.

وعن تأسيس الجمعية تقول خليل: شاركنا عام 2019 مع منظمة اسمها (ايفوريا) في زيورخ في ورشة عمل عن الاندماج وما هو الشيء الذي نفتقده في الجاليات الأجنبية لتبرز دورها في حوار الثقافات، وكان السؤال للمشاركين ماهي معلوماتكم عن السودان؟ لأن الناس تعرفها من الجانب السياسي فقط كحرب دارفور، لكن السودان كثقافة وحضارة لا يعرفون عنها شيء، ومن هنا جاءت الفكرة للسودانيين المشاركين في الندوة لإحداث جمعية هدفها الاندماج وتقديم السودان الثقافي للجاليات الأخرى بفنونه المتنوعة والغنية، وهي متاحة لكل السودانيين ليكونوا أعضاءً فاعلين معنا، والاشتراكات فيها رمزية ونقبل التبرعات من كل الجهات الداعمة لعملنا.

Shadia Zahir : الجالية شجعتني لانتاج العطور

شادية زاهر المختصة بالعطور قالت لـ (سويسرا والعرب): أنا أحب العطور بالأصل ومنذ عام بدأت بالتجارب مع الجالية التي شجعتني لأستمر ودفعتني لأن أعمل أموراً متميزة، حيث أخلط العطور الباريسية مع السودانية لتعطيها رائحة مختلفة.

وأوضحت أن الأساس للعطور السودانية مادة (الصندلية) وتخلط بالعطور المحببة لكل شخص، وهناك النباتات والأشجار العطرية مثل (الشاف) و (العنبر) و (الطلح) وغير ذلك وهي الرائجة بكثرة ونضع لها السكر للحفاظ عليها لفترة أطول.

وأما الأنواع الثانية وتسمى (الخُمرة) أي عطور مُخمرة، ومنها (خُمرة نسمة) وسميت كذلك لأنها خفيفة مصنوعة من المسك وعطر فرنسي فرساس، وهناك (خُمرة الفواكه) وتتكون من التوت البري والمانغو والبرتقال التي تجفف وتطحن وتخمر، والنوع الثالث (خُمرة صاحية) وتستخدم فيها نباتات غير مطحونة كالقرنفل الكامل وخشب الطعب.

وعن البخور قالت: يستعمل للرائحة الجميلة في البيوت والأماكن المختلفة وله أنواع مثل: بخور خشب الشاف العطري، وبخور خشب العنفر.

وعن الأسعار تقول زاهر: بدأت التصنيع كهواية وأنا لا أبيع في الأسواق إنما في المناسبات للجاليات السودانية والعربية وزوجي يشجعني، ويمكن في المستقبل أن يصبح عندي مشروع أكبر، وكل الأساسيات أجلبها من السودان والأسعار مقبولة ورخيصة (10- 12- 15) فرنك.

العطور والمنتجات السودانية تنتشر بسرعة
Amani Youssef : جئت إلى باريس كتاجرة عطور سودانية

أما أماني يوسف التي تعرض منتجات سودانية عديدة فقالت لـ (سويسرا والعرب): جئت لوحدي منذ عام 2017 إلى باريس كتاجرة عطور ثم مارستها بالتدريج حتى أصبح لدي محل كافتيريا وشيشة اسمه ( الكنداكة) وأبيع فيه العطور، وبعدها أسست شركة لتنظيم حفلات لفنانين سودانيين وحنا للعرايس أيضاً.

وقالت: كل منتجاتنا نجلبها من السودان لنعكس العادات والتقاليد ونحافظ عليها في أوروبا، والقسم الأهم من منتجاتنا خاص بالعرسان أو المتزوجين، مثل بخور عنبر وشاف وشادي وصندل صافي ومحلب وهناك ديلكا سودانية للنساء المتزوجات وبخور ضفرة وهو من أصل حيواني. 

 وأضافت يوسف: هناك خُمرة متنوعة مثل المسك والضفرة والمَحلَب وخُمرة شكشوكة وهي غير مسحونة تحوي حب المسك والصندل والقرنفل، ويوجد بخور تستخدم للمساج السوداني إذ يتم تدخين الجسد بمادة طلح التي تحسن رائحة الجسد وتنشطه وكذلك بخور (أم التيمان) المناسب للبيوت.

أما الألبسة فتؤكد أماني أنها فلكلورية مثل جلابياب وعبايات والأحذية طبيعية كعصلة الرجال المصنوعة من جلد الثعبان أو الغنم، وتضيف:لدينا مأكولات مثل (الأبريه) المصنوعة من الذرة والتي تشبه قمر الدين وتستخدم في رمضان، وهناك عصائر الكونبليز وزيت السمسم السوداني ونوع الطَحنية والكُنبه وهو بهار ، إضافة إلى العطرون والكركديه والحبق والصمغ السوداني ومسحوق سمك البلعوط المشابه للملح و(كَمبو) المشابه الى البكنبودر والبامية الجافة التي تستخدم كصلصات.

معرض كتاب رافق اللقاء
Mohamed Badawi : حوار وتبادل الرأي

الدكتور محمد بدوي صاحب دار نشر عبر في البداية لـ (سويسرا والعرب) عن حبه لدمشق التي درس فيها وعشقها، ثم قال: جئت من كونستانس في المانيا، وهي من أجمل مدن الجنوب، لأشارك في هذا اليوم بإلقاء كلمة صغيرة وبعض الشعر بالعربية والألمانية.

وأضاف: أنا سعيد جداً بهذه الدعوة والتعرف على الجالية السودانية من جهة وعليكم كزملاء في موقع (سويسرا والعرب) من جهة ثانية، وحملت معي نماذجاً من الكتب العلمية والأدبية والفكرية وكتب لتعليم اللغة العربية وعرضتها على هامش هذا اللقاء الجميل.

وعن أهمية دار النشر يقول بدوي: أنا أشجع كل الكتاب العرب في ترجمة وإصدار كتبهم وتأتينا المخطوطات ونختار الجيد منها لننشرها في كتب وأغلبها من المغرب العربي، ومن منشوراتنا كتب لأدباء حازوا على جوائز على مستوى الوطن العربي مثل: عبد الباسط زخنيني وسعيد بودبوز وحسن باكور وإمامة قزيز وغيرهم، إضافة لمجموعة من الكتب العلمية كمؤلفات الأستاذ عبد الله الفكي البشير حول أعمل مجدد الفكر الإسلامي محمود محمد طه، ونحن منفتحون على جميع الكتاب العرب ولدينا أعمالاً لكتاب سوريين وفلسطينيين.

واستدرك قائلاً: هذه الدعوة ممتازة وليس الغاية منها تسويق هذه الكتب القيمة، إنما التعريف بها وخلق الحوار مع المشاركين عبر الكلمة وتبادل الرأي والحضور الفاعل والمؤثر.

Ramli Altaueb : تخصصت بالأطباق السودانية

وخلال جولة (سويسرا والعرب) للتعرف على فعاليات اليوم المفتوح لفت نظرنا المأكولات المميزة السودانية وقال الشيف الطيب رملي: أنا مقيم هنا في زيورخ منذ 16 سنة وأعمل كشيف في أحد المطاعم وتخصصت بالأطباق السودانية.

وأضاف من أبرز المأكولات التراثية السلطات والكمونية واللحوم والطعمية (الفلافل) والبابا الغنوج والمحاشي على الطريقة السودانية والحلويات كالبسبوسة والباستا (البقلاوة).

وقال رملي: أوجه التحية من خلالكم لكل من شارك معنا ونتمنى استمرار هذه اللقاءات، واليوم كان جميلاً بالفعل لأنه جمع الأسر والعائلات السودانية والسويسرية من أماكن متعددة، وكانت حاضرة بقوة الأزياء النسائية والرجالية الفلكلورية والعطور الخاصة والمنتجات الطبيعية التي تعكس عراقة السودان وتنوعه. 

Jibril Hamid : هكذا ولدت الجمعية

وكشف لـ (سويسرا والعرب) جبريل حامد كيفية إنشاء جمعية مهاجرين ومهاجرات سودانيين قائلاً: قبل سنتين كان هناك ورشة عمل لمنظمة ايفوريا حول تعزيز دور الجاليات في الاندماج والحوار الثقافي وشاركت فيه عدة جاليات سودانية وإرتيرية وأثيوبية وغيرها.

 وقال جبريل: خلال الورشة تدربنا مع بعضنا البعض في زيورخ وبرن، وأعطونا فكرة عن تأسيس الجمعيات المدنية، وخلصنا من ذلك بضرورة انشاء جمعية خاصة بنا كسودانيين، ونجلاء كانت مشاركة معنا ورحبت مع باقي الزملاء بالفكرة، وقدمت لهم خبرتي في انشاء الجمعيات لكنني لم انخرط في اللجنة التنفيذية، وإنما في تقديم المساعدة الفنية والادارية، وتم تأسيس هذه الجمعية الثقافية والاجتماعية بعد اجتماع استشاري قبل سنة، واليوم كانت الانطلاقة الأولى لها بشكل يدعو للاعتزاز والفخر.

اللجنة التنفيذية لجمعية مهاجرين ومهاجرات سودانيين

 نجلا فتحي خليل –إبراهيم أحمد- عبد الرحمن داود –أمونة عبد الجبار- مبارك محمد – موسى محمد –سيدة آدم – الرشيد كانو- مصطفى صديق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *