مبادرة (تسهيل التجنيس في سويسرا) استكملت العدد المطلوب.. وتنتظر حاجز البرلمان والحكومة…!؟
- بيرن – (سويسرا والعرب): قاسم البريدي:
شهدت العاصمة السويسرية بيرن اليوم الخميس تسليم المبادرة الشعبية (مبادرة الديمقراطية) بعد أن جمعت ما يكفي من التوقيعات ومن كل الكانتونات وضمن المدة الزمنية اللازمة.
وتهدف المبادرة التي أطلقتها قبل عامين منظمة (العمل لأجل أربعة أرباع) Action Quatre Quarts إلى تسهيل عملية التجنس بعد خمس سنوات من الإقامة القانونية في سويسرا بدلاً من قواعد التجنيس الحالية التي تعتبر الأكثر صرامة في أوروبا بعد قبرص.
(سويسرا والعرب) حضرت مراسم تسليم تواقيع المبادرة إلى الحكومة الفدرالية وكانت هذه اللقاءات..
الجميع متساوون في الحقوق
أمين مهدي من كانتون لوتسيرن يقول لـ (سويسرا والعرب): أنا طالب ثانوي من أصل عراقي ولدت هنا في سويسرا، واشارك في مبادرة الديمقراطية التي تطالب بالمساواة في الحقوق للجميع وبحق التصويت المتساوي، ونسعى إلى تغيير الواقع بحيث يكون لجميع الناس في سويسرا قيمة متساوية، وهذا ليس مطبق في الوقت الحالي، ولكن من خلال مبادرة الديمقراطية يمكننا تحقيق هذا التغيير.
وأوضح أمين أن المبادرة تريد أن تعالج خلل الديمقراطية في سويسرا، حيث يستبعد أكثر من ربع السكان المقيمين من الحصول على نفس الحقوق السياسية، وتقترح المبادرة الشعبية الجديدة تسهيل عملية التجنيس، ليصبح بعد خمس سنوات من الإقامة القانونية بدلاً من عشر سنوات على الأقل، بغض النظر عن ترخيص الإقامة، ويجب أن تكون الشروط بسيطة وهي المعرفة الأساسية باللغة الوطنية واحترام القوانين والأنظمة.
جهود سنتين
الشابة زهراء الأسدي المقيمة منذ 21 سنة في سويسرا عبرت لـ (سويسرا والعرب) عن فرحتها للمشاركة بهذا اليوم التاريخي قائلة:
أنا سعيدة جداً بهذه الفسيفساء التي تشكلت في سويسرا، ونسعى من خلال المبادرة أن نغير قاعدة كبيرة وهي التجنيس لتكون مرنة في بلد ديمقراطي وهذا الشيء ليس صعباً.
وأضافت: بعد 40 سنة لابد من نظرة حديثة لسويسرا، وعندما نقدم هذه التواقيع فهدفنا تحديث سويسرا بوابة البرلمان الساعة العاشرة صباحاً والمطلوب للمبادرة 100 ألف توقيع لكننا حصلنا على 130 ألف توقيع وهذا أمر رائع.
وقالت زهراء الأسدي وهي من أصول عراقية وسورية: اليوم بدأنا المرحلة التاريخية هذا الصباح أمام البرلمان السويسري، وذلك بعد عمل وجهد كبيران خلال سنتين، ونشاطنا لم ينقطع في الشارع لاسيما أيام الجمعة والسبت والأحد وكنا نتواصل مع الشعب في جبال سويسرا وأوديتها وهضبتها وفي قراها ومدنها نتحدث يومياً ونتواصل مع الناس بمختلف أطيافهم، لنوصل لهم فكرتنا وهي إتاحة الفرصة للمقيمين الحصول على الجنسية وحق ممارسة الديمقراطية في التصويت والاستفتاء في الحياة السياسية.
يوم تاريخي
وتضيف زهراء: اليوم هو تاريخي طويل بالنسبة لنا حيث بدأنا الساعة التاسعة صباحاً ومن كل الكانتونات وتوجهنا معاً إلى ساحة البرلمان ونحمل معنا صناديق تحمل 130 ألف توقيع لهذه المبادرة، بعد ان تبنت مؤسسة (العمل لأجل أربعة أرباع) تعديل القانون التجنيس ورفع عريضة التوقيع على المبادرة لكسر مدة التجنيس الحالية التي تتطلب كحد أدنى عشر سنوات لتصبح خمس سنوات فقط بغض النظر عن الإقامة والشروط الإدارية الصارمة.
وأوضحت الأسدي أن هناك عدة شخصيات بارزة قادت هذه المبادرة وهي من أصول مهاجرة من كل الدول مثل طارق نجيب السويسري من أصل مصري وأمينة ساري سران سويسرية من أصل تركي، وهم الذين وضعوا مسودة أسس تغيير قانون التجنيس ليكون أكثر عدالة ومرونة وديمقراطية والعشرات بل المئات انضموا لهذه المبادرة، التي تؤكد ضرورة تخفيف الشروط التي تعرقل التجنيس مثل: شرط عدم الحصول على المساعدة الاجتماعية، حيث تعرض الناس لصعوبات اقتصادية صعبة كتوقف العمل مثلاً أثناء فترة كورونا.
نحو بلد عادل للجميع
الأستاذ طارق نجيب المتخصص في حقوق الإنسان في المنظمات غير الحكومية تحدث لـ (سويسرا والعرب) قائلاً:
أهداف المبادرة هو جعل البلد دولة عادلة، وتعزز نجاح الأشخاص ذوي الخلفيات المهاجرة في مواجهة العنصرية أيضاً، ولدينا من جهة 25% من الأشخاص في سويسرا ليس لديهم جواز سفر سويسري، ومن جهة ثانية فإن 45% من الأشخاص لديهم تاريخ هجرة وهم قوة فاعلة ومؤثرة في هذا البلد، ولكن الوصول إلى حقوق كل المقيمين من أصول أجنبية لا يزال غير متساوٍ.
وقال نجيب: ما نسعى إليه الآن هو إحداث تغيير جذري، وهو أن جميع الأشخاص الذين لديهم مركز حياة هنا، بغض النظر عن مكان قدومهم، يمكن أن يكونوا جزءًا متساويًا من سويسرا، وبالطبع لا يتعلق الأمر فقط بالحصول على حقوق سياسية، وإنما أيضًا بالاعتراف بهؤلاء الأشخاص، وفي النهاية الانتماء الكامل لهذا البلد الذي يساهمون فيه مع عائلاتهم وفي العمل وفي المدارس وفي جميع المجالات الاجتماعية، وهذا ما نسعى إليه الآن من هذه المبادرة.
شروط ميسرة لا تعجيزية …!
شاركت بوضع شروط ميسرة للجنسية هل تحدثنا عنها؟
يجيب الأستاذ طارق: هذا صحيح، ومن المهم حقًا أن تكون شروط الحصول على الجنسية واضحة وعادلة، وهناك العديد من الأشخاص الذين يعيشون هنا ويساهمون في المجتمع، ويجب أن يحصلوا على الجنسية السويسرية بسهولة، والقواعد الموحدة يمكن أن تساعد الكثيرين في تجاوز العقبات السابقة الصعبة.
ويتابع القول: نريد التأكد من أن شروط الحصول على الجنسية السويسرية موضوعية وعادلة، ومن المهم أن يتمكن الأشخاص الذين يعيشون بشكل قانوني هنا منذ خمس سنوات ويحترمون القانون من الحصول على فرصة ليصبحوا مواطنين، ولا ينبغي أن تكون الجرائم البسيطة سببًا لاستبعادهم، ومن المهم أيضًا أن تكون لديهم معرفة أساسية بإحدى لغات البلاد وأن لا يشكلوا تهديدًا لأمن البلاد.
وخلص للقول: أن الاختلافات الحالية في المتطلبات من بلدية إلى أخرى ومن كانتون إلى آخر تعقد العملية، وهدفنا هو جعل عملية التجنيس أكثر عدلاً وتوحيدًا وسهولة.
تستغرق وقتاً طويلاً
ورداً على سؤالنا: متى ستعرض هذه المبادرة على المواطنين للتصويت عليها وهل لها حظوظها من النجاح؟
يجيب طارق نجيب: يعتمد الأمر الآن على ما يفعله المجلس الفيدرالي (الحكومة) والبرلمان، وقد تجد هذه المبادرة متطرفة وقد تقترح بديلاً أقل تطرفاً، ومن المتوقع أن يستغرق مناقشة الأمر ما لا يقل عن عام ونصف حتى يتخذ قرار بشأنها، وقد يستغرق أكثر من ذلك، ولا يمكننا الآن أن نقول بدقة متى ستعرض المبادرة على الشعب للتصويت عليها.
وأما بالنسبة لمدى نجاح المبادرة في التصويت، يقول: نحن لا نعتقد أن المبادرة سيتم قبولها والموافقة عليها بسهولة، لكننا نعتقد أننا يمكننا تغيير النقاش ونأمل أيضًا في ذلك وسنبذل جهدنا من أجل أن تظهر في البرلمان أفكار إيجابية، وصولاً لجعل حق الجنسية أكثر عدلاً، وكذلك على مستوى البلديات وعلى مستوى الكانتونات أيضاً.