لأول مرة منذ 15 عاماً.. انخفاض الثروات الخاصة لأكثر من 11.3 تريليون دولار في العالم
برن – (سويسرا والعرب):
لأول مرة منذ الأزمة المالية لعام 2008، انكمشت الثروة الخاصة العالمية في عام 2022، نتيجة ضعف العملات مقابل الدولار وضعف أداء الاستثمار والتضخم، ومع ذلك يظل الاقتصاديون متفائلين للسنوات الخمس المقبلة.
وقالت نانيت هيشلر فيدهيرب، الرئيسة العالمية للاقتصاد والبحوث في «كريدي سويس»: (لقد أثبت تطور الثروة مرونته خلال حقبة كورونا ونما بوتيرة قياسية خلال 2021، لكن عوامل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض قيمة العملة تسببت في انعكاس المسار خلال عام 2022).
تراجع بنسبة 2.4 %
وذكرت وكالة الأنباء السويسرية (كيستون- ATS) أن التقرير السنوي لبنك (كريدي سويس) ومجموعة (يو بي إس) الصادر اليوم، أشار إلى انخفاض إجمالي صافي الثروة الخاصة خلال عام 2022 بنسبة 2.4٪ (أي 11.3 تريليون دولار)، ليصل إلى 454.4 تريليون دولار، وانخفضت الثروة لكل شخص بالغ بنسبة 3.6٪ إلى 84.718 دولاراً.
ويغطى التقرير الأموال لدى 5.4 مليارات بالغ حول العالم وعبر مجموعة من الثروات.
ويعزى هذا الانخفاض إلى ارتفاع قيمة الدولار أمام العديد من العملات والتضخم وتباطؤ الاستثمارات المالية والاستثمارات غير المالية، التي تتكون أساساً من العقارات، والتي صمدت بشكل أفضل، على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة.
وكانت خسارة الثروة ملحوظة بشكل خاص في أمريكا الشمالية وأوروبا وبلغت 10.9 تريليون دولار وأكثر اعتدالاً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي خسرت 2.1 تريليون.
وانخفض عدد أصحاب الملايين بمقدار 3.5 ملايين شخص، ليصل إلى 59.4 مليون شخص، كما قلص أغنى 1% في العالم من سيطرتهم وانخفض نصيبهم من الثروة إلى 44.5%.
وزيادة لافتة
من ناحية أخرى، كان الاتجاه إيجابياً في أمريكا اللاتينية وزادت الثروة نحو 2.4 تريليون، مدعومة بمتوسط نمو 6% وذلك بفضل ارتفاع قيمة العملات مقابل الدولار.
ورغم تأثير العقوبات، سجلت روسيا زيادة كبيرة في الثروة خلال 2022، بإضافة 56 مليونيراً، حسب التقرير.
وسجلت زيادات كذلك في المكسيك والهند والبرازيل، ويتوقع التقرير زيادة الثروات في بلدان مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، نحو 30 بالمئة بحلول 2027.
كما يتوقع أن تساهم المزيد من الزيادات في الأسواق الناشئة في تخفيف حالة عدم المساواة في الثروة العالمية خلال الأعوام المقبلة.
ووفقًا لتوقعات الاقتصاديين، ستزداد الثروة العالمية بنسبة 38٪ خلال السنوات الخمس المقبلة، لتصل إلى 629 تريليون دولار، كما سيصل عدد أصحاب الملايين إلى 86 مليون شخص بحلول 2027 من حوالي 60 مليوناً في عام 2022
من يتصدر الثروة؟
وكشف التقرير السنوي أنه من حيث متوسط الثروة لكل شخص بالغ، لا تزال سويسرا في صدارة الترتيب العالمي، مع 685230 دولارًا، أو أقل بمقدار 13.450 دولارًا عن عام 2021 (-1.9٪)، متقدمة على الولايات المتحدة وهونغ كونغ.
ومن حيث الثروة المتوسطة، أي عتبة الثروة التي تجاوزت 50٪ من السكان، فإن بلجيكا احتلت المرتبة الأولى على المنصة، بـ 249040 دولارًا للشخص البالغ، متقدمة على أستراليا وهونغ كونغ، وتحتل سويسرا المرتبة السادسة بـ 167350 فرنكًا لكل شخص بالغ، وعلى عكس متوسط الثروة العالمية لكل شخص بالغ، نما متوسط الثروة العالمية لكل بالغ بنسبة 3٪ في عام 2022.
وعلق أنتوني شوروكس ، الاقتصادي ومؤلف الدراسة قائلاً: (في عام 2023 ، يمكن أن تنعكس المساهمات النسبية للاستثمارات المالية وغير المالية إذا انخفضت أسعار المساكن استجابة لارتفاع أسعار الفائدة).
رغم الأزمات.. الثروة العالمية تبلغ رقماً قياسياً عند 530 تريليون دولار
