كورونا يعطل ربع ساعات سويسرا…؟!
(سويسرا والعرب) – بيل / بيين
عقدان ذهبيان من الزمن للساعات السويسرية تضاعفت خلالهما قيمة حجم صادراتها من 10 مليار فرنك سويسري إلى أكثر من 21 مليار فرنك.. فهل تتراجع هذا العام أم تصمد دون خوف كاستراحة محارب يعرف طريقه وهدفه ؟.. هذا ما نتابعه في هذا التقرير..
بداية نقول: إن الأزمة غير مسبوقة في تاريخها ويحتمل أن تصيب قطاع صناعة الساعات السويسرية الشهيرة هذا العام 2020 بسبب وباء كورونا، ومع ذلك يقلل الخبراء من حجم خسائرها نظراً لقدرة صانعي الساعات على النهوض مجددا من هذه الكبوة، على غرار ما فعلوا في التعامل مع الآرمات التي تعرضوا لها سابقاً.
وبالفعل.. وكغيرها من الصناعات التصديرية تأثرت شركات صناعة الساعات في جميع أنحاء سويسرا وتوقفت معظم خطوط الإنتاج فيها منذ بداية الأزمة، ومازال العمال والفنيين في بيوتهم بانتظار أخبار سارة ربما الشهر القادم للعودة التدريجية للحياة الطبيعية.
ووفقاً لـ (swissinfo) أكد لودوفيك فوايا المتحدث باسم أرباب عمل صناعة الساعات السويسرية أنه من بين 50 ألف شخص يعملون في الشركات الخاضعة لاتفاقية عمل جماعية، هناك 40 ألف في عداد البطالة الجزئية حالياً، وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ صناعة الساعات السويسرية على حد قوله.
ويشكل الحجر الصحي المفروض على مستوى عالمي، وإغلاق المحلات التجارية واستحالة السفر، عقبة تحول دون شراء الساعات السويسرية الصنع في شتى أنحاء العالم.
21.7 مليار فرنك قيمة مبيعات العام الماضي
بلغة الأرقام.. يتوقع أن تنخفض صادرات هذا القطاع بنسبة 25% هذا العام وفق تقرير نشره الشهر الماضي مصرف “فونتوبال” ، أي أكثر مما حصل بأزمة الكوارتز للساعات عام 1975 (-15.2 ٪) وكذلك في أزمة الرهن العقاري عام 2009 (-22%).
هذا التحليل أيّده أوليفييه مولر، خبير صناعة الساعات الذي أكد لسويس أنفو احتمال تراجع رقم معاملات القطاع بنسبة 20٪ في المتوسط هذا العام، وعلى مستوى الكميات سوف تعود إلى مستويات عام 1945 مع احتمال بيع أقل من 16 مليون ساعة.
ويلاحظ من خلال الاحصائيات أن صادرات صناعة الساعات السويسرية لاتزال تشهد ارتفاعاً تدريجياَ بدأ منذ عام 2000 من نحو 10 مليون ساعة قيمتها 10 مليار فرنك (باستثناء عام2009 انخفض 13 مليون) لتصل العام الماضي إلى نحو 21.7 مليون ساعة قيمتها نحو 21.7 مليار فرنك وذلك باحتساب متوسط سعر الساعة ألف فرنك سويسري والفرنك يعادل حالياً نحو دولار، ويتوقع أن تنخفض قيمة المبيعات هذا العام إلى نحو 16 مليار فرنك فقط.
الشركات الصغيرة أولاً
وبطبيعة الحال فإن شركات العلامات التجارية الشهيرة كأوميغا وروليكس وباتيك فيليب وأودمارس بيغيه، ستتمكن من تجاوز الأزمة دون التعرض لأضرار كبيرة، بينما الخاسر الأكبر هي الشركات الصغيرة التي توقفت أغلبها وقد تضطر الباقية منها إلى الإغلاق أيضاً في حال استمرار الوباء العالمي.
و يتوقع أوليفييه مولر أن ما بين 30 و60 علامة تجارية من الساعات السويسرية الصنع – من إجمالي 350 – لن تتمكن من عبور الأزمة، بعدما أعلنت بالفعل عشر شركات لصناعة الساعات عن إفلاسها منذ بداية الأزمة.
من جهة أخرى، يشير أوليفييه مولر إلى أن “الانخفاض في حجم الكميات، الذي تسارعت وتيرته أكثر مع هذه الأزمة، يُلحق ضررا فادحا بموفّري القطع الذين يُعتبرون أحد أعمدة هذه الصناعة”.
يضاف إلى ذلك المقاولون الفرعيون الذين يتعرضون لأضرار لا يُمكن إصلاحها، كذلك البعد الاجتماعي الناتج عن موجات تسريح من العمل التي تبدو حتمية من الآن وحتى حلول نهاية العام وفق اتحاد نقابات العمال، حيث خسر القطاع أكثر من 4000 وظيفة دائمة خلال أزمة عام 2009.
..ومشاعر إيجابية
وفي المقابل ورغم كل ما حدث، يُراهن مصرف فونتوبال على انتعاشه اقتصادية واضحة في عام 2021، مع قفزة متوقعة في حجم الصادرات بنحو 15٪، ويرى كذلك عدد من الخبراء المختصين في هذا القطاع أن صناعة الساعات السويسرية أثبت مراراً وتكراراً قدرتها على الصمود، وتكمن قوتها في حفاظها على أسواقها الخارجية التقليدية.
وقال مؤخراً جان دانيال باش رئيس فدرالية صناعة الساعات السويسرية في رسالة له نشرتها وسائل الاعلام: آمل بشدة أن تعبُر شركاتنا هذه الفترة الصعبة دون أن تتأثر كثيرًا على مستوى كينونتها لكي تستعيد كامل طاقتها العملياتية عندما تصبح الظروف أفضل مرة أخرى.
Pingback: معرض جنيف للساعات ينطلق بنسخة افتراضية - سويسرا والعرب