في مظاهرة برن: لا لـوكالة (فرونتكس) التي تميّز بين القادمين من اكرانيا وبين باقي اللاجئين …!؟

المتظاهرون: من ولدوا في شمال العالم فقط يحق لهم حرية التنقل ..وباقي البشر يحرمون من هذا الحق..!؟

برن: (سويسرا والعرب) – قاسم البريدي:

شهدت العاصمة السويسرية برن السبت الماضي تظاهرة ضخمة رفعت شعار (لا.. لفرونتكس) شارك فيها أكثر من ألف شخص، وذلك قبيل التصويت المقرر في 15 مايو/ آيار على اقتراح لتقديم سويسرا الدعم المالي لهذه المنظمة الأوروبية.

وأكد المتظاهرون في كلماتهم واللافتات التي رفعوها ، أنهم يقفون بشدة ضد فرونتكس، وهي وكالة أوروبية متخصصة كخفر للحدود والسواحل، لأنها برأيهم تتحمل المسؤولية المشتركة عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص اللاجئين القادمين عبر البحر الأبيض المتوسط، بدلاً من إنقاذهم من الموت، في الوقت الذي ترحب فيه باللاجئين الأوكرانيين وتستخدم المعايير المزدوجة.

جانب من اللافتات التي رفعها المتظاهرون

تحالف 80 منظمة وجمعية

وأفاد المنظمون لـ (سويسرا والعرب) أنهم يمثلون أكثر من 80 منظمة وحركة وكنيسة وحزباً دعوا إلى هذا الاحتجاج حيث كان المتوقع مشاركة حوالي 2000 متظاهر، غير أنه لم يشارك حسب وكالات الأنباء سوى نحو ألف متظاهر.

وأكد المشاركون أنهم يتعاون على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا مع كل من يقف ضد هذه الوكالة باعتبار أعمالها انتهاكاً فاضحاً لحقوق الانسان، وهم يطالبون بحرية الحركة للجميع بدلاً من العزلة لأوروبا، ومجتمع إنساني موحد بدلاً من العسكرة، وقوارب النجاة بدلاً من فرونتكس.

وسيتم طرح التصويت يوم 15 مايو/آيار لمسألة مساهمة سويسرا في الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل فرونتكس، ويعارض مؤيدو الاقتراح سياسة الهجرة التي تفرضها فرونتكس ويريدون أن تكون أوروبا أكثر انفتاحاً.

وبالمقابل يعتقد المؤيدون لهذا المقترح أن سويسرا يجب أن تتحمل نصيبها من المسؤولية في مراقبة الحدود الخارجية لشنغن وعدم تعريض التعاون مع الدول الأوروبية للخطر.

تعمل ضد حقوق الانسان

اندريان ماندو عضو لجنة (لا.. فرونتيكس) قال لـ (سويسرا والعرب): هناك استفتاء في يوم 15 مايو/أيار حول اقتراح تقديم سويسرا الدعم المالي لوكالة فرونتكس، ولهذا السبب نظمنا تظاهرة اليوم ضد تقديم أي دعم لفرونتكس، وكان يجب أن يشارك أكثر 2000 متظاهراً ولكن هناك العشرات للأسف لا يستطيعون المشاركة بعضهم في السجون أو عالقون على الحدود أو فقدوا أو قتلوا من قبل شرطة الحدود او انتحروا.

وأضاف ماندو: كذلك لا يستطيع الأجانب فوق سن 18 الذين لا يحملون جواز السفر السويسري المشاركة في هذا الاستفتاء، ولكننا نؤكد على السويسريين الفاعلين كالأحزاب الصديقة وأعضاء البرلمان والسويسريين من أصول أجنبية أن يشاركوا بقوة لرفض تقديم المعونة المادية.

وقال: تشارك في هذه التظاهرة شبكة التضامن مع المهاجرين ومنظمات أخرى لدعم المهاجرين، بدعم من الحزب الاشتراكي وحزب الخضر والأحزاب اليسارية الأخرى، ونحن جميعاً لا نريد من سويسرا تمويل فرونتكس لأنها تنتهج سياسة الهجرة القائمة على العزلة والعنف، و”عسكرة الحدود” و “تجريم الهجرة”. بدلاً من مساعدتهم وفتح الحدود أمامهم وإنقاذهم من الموت.

توركتان: شاهدت فرونتكس وهي تطارد اللاجئين..

شاهدت بأم عيني أفعالها الفظيعة…!؟

بدوره تحدث لـ (سويسرا والعرب) مدحت تورتكان من تركيا قائلاً: أنا هنا في سويسرا منذ عام ونصف، ولدي مشكلات سياسية مع حكومة أردوغان وسجنت أربع مرات، واضطررت للمجيء إلى هنا وتقديم اللجوء.

وقال: اليوم نقف بقوة في هذه التظاهرة ضد فرونتكس التي تتعاون مع الدول الأوربية لمراقبة الحدود ومنع دخول اللاجئين إلى أوروبا، مضيفاً: لقد شاهدتهم بأم عيني في اليونان وتركيا والدول يوغسلافيا السابقة وهم يطاردون اللاجئين ويقتلون من يحاول دخول الحدود الأوروبية، واليوم نقف أمام مبنى البرلمان الاتحادي وننشد ونهتف لنقول للجميع: لا لاقتراح دعم هذه الوكالة من قبل الدولة السويسرية، والتي سيتم الاقتراع عليه يوم 15 مايو/آيار القادم.

وأضاف تورتكان: من يهرب من الحروب في دول اسيا وافريقيا تقف في وجهة هذه الوكالة، وبالمقابل تسمح بمئات الألوف من الأوكرانيين بتقديم اللجوء وتسهيل تنقلهم عبر الحدود والترحيب بهم.

وختم حديثه بالتأكيد على معاملة الجميع بالتساوي متسائلاً: لماذا هذه المعايير المزدوجة التي تمنع العائلات والأفراد الجدد خارج أوروبا من القدوم الى هنا، لاسيما من يريد لم شمل عائلته المهاجرة والالتحاق بها.

شعارات المظاهرة:

(لا لفرونتكس 15 مايو.. نعم لحرية التنقل للجميع).. (لا للمعاملة العنصرية وعدم المساواة.. نعم للتضامن بلا حدود!).. (اللاجئون لديهم أمل في القدوم بأمان ووكالة فرونتكس تسلب منا ذلك الأمل والحقوق في العيش بسلام بعيداً عن الحروب).

ألف متظاهر أمام القصر الاتحادي

لا لفرونتكس 15 مايو

وأكد البيان الذي أصدرته لجنة (لا لفرونتكس) وصدر بعدة لغات، أن العنف والموت والبؤس أصبح من مظاهر الحياة اليومية على الحدود الخارجية لأوروبا، ويحرم اللاجئين والمهاجرين من حقوقهم ويتعرضون للضرب والترحيل.

 وقال البيان: لا يمكننا القبول بذلك عندما يغرق عشرات الآلاف في البحر الأبيض المتوسط، فهذا ليس حادثاً بل جريمة قتل مقصودة سياسياً، وتعتبر فرونتكس مسؤولة جزئياً بصفتها حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية، فرونتكس لا تتسم بالشفافية وهي تغض الطرف وتشارك في عمليات الصد غير القانونية.

وأضاف: إن فرونتكس متواطئة في انتهاكات حقوق الإنسان وعلى الرغم من ذلك تتوسع بشكل كبير في جميع أنحاء أوروبا، وفي 15 مايو/ آيار سيتم التصويت على إذا كانت المساهمة السويسرية سترتفع من 14 مليون فرنك إلى 61 مليون فرنك سنوياً.

واستغرب البيان محاولة توسيع فرونتكس ليصبح لديها فيلق دائم قوامه 10 آلاف من حرس الحدود بالإضافة إلى أسلحتها وطائراتها بدون طيار وسفنها بحلول 2027 لتصبح جيشاً في الحرب ضد الهجرة وإغلاق الحدود الأوروبية..  

نعم لحرية الحركة للجميع

وقال البيان: فقط أقلية عالمية ممن ولدوا في شمال العالم، لديهم حق الوصول إلى جوازات السفر والتأشيرات للتنقل غير المقيد، بينما لا يتمتع باقي البشر بحرية التنقل، وعليهم بدلاً من ذلك الانطلاق في طرق سفر مهددة لحياتهم ومكلفة للغاية.

وأضاف: تم تعزيز هذا التفاوت منذ التسعينات من خلال اتفاقية شنغن، التي تتيح حرية الحركة للأوروبيين في الداخل وتمنع حرية الحركة للأشخاص في الخارج، ولماذا لا يمكن للناس أن يستقروا حيث يريدون بكرامة واحترام، ويجب ان تكون الهجرة شرعية، وهذا ليس خيالياً وما هو طوباوي هو التفكير في أنه يمكن منع الهجرة بالقوة والتجريم في عالم واحد…!

لا.. للمعاملة العنصرية غير المتكافئة!

وأكدت لجنة (لا لفرونتكس) في بيانها أن الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا تظهر بوضوح بأنه لا ينبغي أن تتلقى فرونتكس ولا الجيوش الأخرى المليارات التي يطلق لها العنان.

 وقالت: نحن بحاجة إلى طرق هجرة مفتوحة وآمنة للجميع دون تمييز، بينما على الحدود مع أوكرانيا تشارك فرونتكس وشرطة الحدود المحلية في التنميط العنصري، يستقبلون اللاجئين الأوكرانيين بالترحاب ويمنعون الناس من البلدان الأخرى.

 وأشارت إلى أن التضامن مع الجميع مطلوب، ويبدو أنه لا يوجد نقص في المساعدات الإنسانية على الحدود مع أوكرانيا وهذا مرحب به، بينما تحجب أوروبا دعماً مماثلاً في البحر الأبيض المتوسط أو في بحر إيجة أو على طريق البلقان.

وخلصت اللجنة للقول: نرحب بتعليق نظام دبلن بالنسبة للاجئين الأوكرانيين وأن السفر مجاني إلى دول الوجهة الأوروبية التي يختارها المرء أمر ممكن، ويحتاج جميع اللاجئين إلى حرية التنقل والاستقرار، ولهذا ندين المعاملة العنصرية غير المتكافئة للسلطات السويسرية، التي تميز بشدة ضد اللاجئين غير الأوكرانيين فيما يتعلق بإجراءات اللجوء ولم شمل الأسرة وحرية التنقل والحصول على السكن والعمل والصحة والتعليم.

وأضافت: يؤدي إغلاق الحدود والعنصرية إلى سباق التسلح وانعدام الثقة والمنافسة وخلق التوترات والصراعات والمزيد من الحروب، ونحن نحتاج إلى حرية الحركة للجميع بدل العزلة، وإلى مجتمع متضامن بدلاً من العسكرة، وإلى قوارب النجاة بدلاً من فرونتكس.

أغاني وحفلات دعماً للمساواة بين اللاجئين

ما هي فرونتكس؟

هي الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل وأٌنشئت في عام 2004، وهي تقوم بتسيير دوريات على الحدود الخارجية لفضاء شنغن، حيث يحق للناس التنقل بحرية بين الدول الأعضاء فيه فقط.

ويتم تمويل هذه الوكالة من قبل الاتحاد الأوروبي ومن دول الموقعة على اتفاقية شنغن وهي: سويسرا وأيسلندا والنرويج وليختنشتاين، ويقع مقر الوكالة الرئيسي في وارسو، عاصمة بولندا، وتوظف حوالي 2000 شخص حالياً، وتريد زيادة عددهم لنحو 10 آلاف بحلول عام 2027 مما يتطلب زيادة المساهمة المالية لحصص دول اتفاقية شنغن، ومن المقرر أن يصوت الناخبون في سويسرا على هذا التمويل الجديد في 15 مايو/ آيار.

من هم المؤيدون لدعمها؟

في الوقت الذي تنقسم فيه الآراء ضمن حزب الشعب السويسري اليميني المحافظ، الذي يتمتع بأكبر تمثيل في البرلمان، تدعم باقي الأحزاب توسّيع فرونتكس حيث صوّت الحزب الليبرالي الراديكالي وحزب الوسط وحزب الخضر الليبراليين لصالح دعم الوكالة.

وبدورها الحكومة السويسرية تريد زيادة مساهمتها في فرونتكس، وترى أن حماية الحدود الخارجية يعود بالنفع عليها لضبط تدفقات الهجرة وبذات الوقت إبعاد طالبي اللجوء المرفوضين، ومما يساعد أيضاً في منع تسرّب الأسلحة والمخدرات والحد من ظاهرة الاتجار بالبشر على الحدود الخارجية.

وتخشى الحكومة في حال رفض الناخبون تمويل فرونتكس في 15 مايو، من خروج سويسرا من اتفاقية شنغن وبالتالي تقييد حرية التنقل بينها وبين بلدان الاتحاد الأوروبي وينعكس ذلك سلباً على الاقتصاد السويسري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *