رئيسة سويسرا الجديدة تعتزم دفع المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي
برن – (سويسرا والعرب): وكالات:
أكدت فيولا أمهيرد، رئيسة الاتحاد السويسري الجديدة، عزمها الالتزام بدفع المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، كما دعت في الوقت نفسه إلى تعزيز أمن سويسرا.
وأعربت فيولا أمهيرد في حديث خاص نشر اليوم في صحيفة) لو ماتان ديمانش(السويسرية، عن استعدادها لإجراء الاتصالات اللازمة بشأن الملف الأوروبي الذي ينبغي أن يمضي قدماً في العام القادم.
وتابعت قائلة: اعتمدت سويسرا والمفوضية الأوروبية مسودة تفويض للمفاوضات مع برن في نهاية العام الجاري وهذه هي “الخطوة الأولى”، وعلينا الآن أن نواصل المضي إلى الأمام.
وأشارت أمهيرد إلى أن الوضع الأمثل هو التمكن من وضع العلاقات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي على أساس متين قبل الانتخابات الأوروبية، لافتة إلى أنه سيكون من الخطأ تحديد موعد نهائي محدد.
ورغم احتمال حدوث تحالف معارض للمشروع، إلا أن أمهيرد أعربت عن قناعتها بأن القوى البناءة ستتمكن من التوحد في النهاية، مشيرة إلى جاهزيتها لإجراء الاتصالات اللازمة والذهاب حيثما كان ذلك ضروريا في أوروبا لدعم وزير الخارجية إجنازيو كاسيس المسؤول عن الملف.
ليست مسألة وسائل…!
وتخطط فيولا أمهيرد أيضاً للمضي قدماً فيما يتعلق بالأمن، مع استعداد البرلمان لزيادة ميزانية الجيش إلى 1% من الناتج المحلي الإجمالي، أو سبعة مليارات دولار سنوياً، وترى أن سويسرا قادرة على تحمل مثل هذه النفقات، مؤكدة أنها (واحدة من أغنى البلدان في العالم، لذا فإن الأمر لا يتعلق بالوسائل، بل بالخيار السياسي).
وتناقش المستشارة الاتحادية أيضاً تعيين ماركوس مادير هذا الأسبوع رئيساً لأمانة الدولة لشؤون الأمن، بعد انسحاب جان دانييل روتش، وقالت: (عندما تنظر إلى القصة بأكملها، لا توجد فضيحة)، مؤكدة أن كل شيء تم وفقًا للممارسة.
كما رفضت أمهيرد النموذج الذي من شأنه تقويض أمن الاتحاد بأكمله إلى البلدان الحليفة مؤكدة :(يجب علينا أن نتعاون مع حلف شمال الأطلسي وتعزيز دفاعنا، إنه في مصلحة الجميع، يجب أن نكون قادرين على العمل مع جيراننا، ولكن لا يمكننا ببساطة أن نفوض لهم أمننا).
في لفتة لإظهار ثقتها في المستقبل في هذه الأوقات الصعبة، قالت أمهيرد: إذا نظرنا إلى السياق الجيوسياسي، مع الحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط، فلن تتحسن الأمور بسرعة كبيرة، غير أن الأزمات الأخيرة أظهرت أننا قادرون على التغلب على التحديات سواء أثناء تفشي وباء كوفيد-19 أو خلال الترحيب باللاجئين الأوكرانيين، وأظهر السويسريون تضامنهم، وهذا يجب أن يمنحنا الثقة في المستقبل.
ويعد التقارب مع الاتحاد الأوروبي موضوع سياسي حساس في سويسرا لقضايا تتعلق بالسيادة واستقلال النظام القضائي أو حماية الرواتب، واستأنفت النقاشات التقنية بين الطرفين في أبريل/نيسان 2022، وبعد استبعاد اتفاق إطار أصبح الأمر يتعلق بالتفاوض على عدة معاهدات لتنظيم العلاقات في مجالات متنوعة مثل الكهرباء أو الأمن الغذائي أو الصحة، وأيضاً مشاركة سويسرا في برامج الاتحاد الأوروبي.
الوزيرة الأفضل
يشار إلى أن فيولا أمهيرد (61 عاما) ستتولى رئاسة الاتحاد السويسري في العام 2024، بعدما كانت أول وزيرة للدفاع في بلادها، وذلك خلفا لـ آلان بيرسيه وهي تعتبر الوزيرة الأفضل، وفقاً لاستطلاع نشرته هذا الصيف المجموعة الصحافية الأولى في سويسرا (تاميديا).
ويذكر أن رئاسة الاتحاد السويسري يتم تداولها بشكل سنوي لأحد أعضاء الحكومة الاتحادية السبعة (المجلس الفدرالي) والذين يتم انتخابهم من طرف مجلسي النواب والشيوخ.. وبالتالي فأنه في كل عام جديد رئيس جديد ولكن ليس له صلاحية إضافية عن زملائه الوزراء السبع وإنما دوره بروتوكولي لتمثيل البلاد.
وتـُجرى الانتخابات لتجديد البرلمان كل أربعة أعوام، وليس غريبا أن يظل أعضاء الحكومة في مناصبهم الوزارية لمدة تستغرق عشر سنوات أو أكثر، رغم أن معظمهم ينتقل من وزارة لأخرى خلال فترة الاعتماد، وتوزيع المقاعد الحكومية وفق القوة التناسبية لأبرز الأحزاب في البرلمان.